الكتابة والنشر للطفل والشباب في قلب المشروع الثقافي بالمغرب

المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب يهدف إلى دعم صناعة الكتاب وإتاحة رصيد وثائقي مغربي ودولي للقراء الصغار والشباب.
السبت 2023/11/18
معرض يعزز الاقتصاد الثقافي

الدار البيضاء - تتواصل حتى الثاني والعشرين من نوفمبر الحالي، فعاليات الدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب في الدار البيضاء، والتي يطمح المغرب إلى أن تمثل إضافة تعزز العرض الثقافي لمدينة الدار البيضاء، وإلى إعطاء انطلاقة لتقليد سنوي تصبح معه العاصمة الاقتصادية ضمن قائمة المدن المعدودة في العالم التي تحتضن معرضا دوليا خاصا بكتاب الطفل والشباب.

ويهدف هذا المعرض إلى دعم صناعة الكتاب، خاصة كتاب الطفل والشباب وتعزيز صورة العاصمة الاقتصادية كوجهة ثقافية، وإتاحة رصيد وثائقي مغربي ودولي للقراء الصغار والشباب، وتقديم عرض ثقافي يجمع بين التوعية والتثقيف والترفيه من خلال تقديم برنامج ثقافي غني ومتنوع يشمل ورشات وندوات وعروضا.

وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في تصريحات بمناسبة انعقاد هذا المعرض، أن الإستراتيجية الحكومية تروم إعادة جعل الكتاب والنشر في قلب المشروع الثقافي بالمغرب.

وأوضح الوزير خلال ندوة حول موضوع “وضعية النشر في المغرب”، أن “الإستراتيجية الحكومية تهدف إلى توزيع الدعم على جميع الفاعلين، بدءا من المؤلف إلى الترويج والتسويق عبر المكتبات، وذلك من خلال حكامة جديدة حول الكتب تكون أقرب من الجهات الفاعلة وتضاعف الروابط والفرص لتعزيز القطاع وسوق الكتاب”.

المعرض يشمل 35 ألف عنوان بمجموع نسخ يتجاوز 100 ألف نسخة
المعرض يشمل 35 ألف عنوان بمجموع نسخ يتجاوز 100 ألف نسخة

وأضاف أنه “لا ثقافة ولا حضارة بدون كتاب، وكل الممارسات الثقافية تستمد جوهرها من الكتاب، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب في خلق المعرفة”، مسلطا الضوء على أهمية مواكبة منظومة الكتاب لخلق قطاع قوي مع فاعلين أقوياء ومرنين.

وأشار الوزير أيضا إلى أهمية الاستثمار في المكتبات وتخفيض أسعار الكتب، معتبرا أن الولوجية إلى الكتب محدودة بسبب الأسعار وقلة المكتبات وغياب التنشيط حول هذه المكتبات.

ودعا بنسعيد في هذا الصدد إلى ضرورة توحيد جهود جميع الفاعلين لتخفيض أسعار الكتب وخلق أنشطة حول المكتبات، مذكرا بأهمية إيلاء دور النشر المزيد من الاهتمام بالكتب المخصصة للأطفال وضرورة بحث المؤلفين في الثقافة والحضارة المغربية لخلق أبطال مغاربة.

وأبرز الوزير أهمية دور المؤلفين في منظومة الكتاب، باعتبار أنه “لا يوجد أدب دون كاتب الذي يعد العنصر الأساسي والمحرك للمنظومة بأكملها”، داعيا في هذا الصدد إلى إقامة حوار صحي وشفاف بين المؤلفين والناشرين.

وقال إن التأسيس لخلق اقتصاد ثقافي يمر بمراحل وآليات تتطلب التزام كافة الفاعلين، مؤكدا أن بلاده تدرك أن مفاتيح العلم والمعرفة هي التي تفتح أبواب الحاضر والمستقبل نحو البريق والازدهار. ورأى أن تنويع المواعيد الثقافية القارة، لا سيما منها الخاصة بالكتاب والقراءة والنشر، يعد تدعيما لحيوية الجسم الثقافي المغربي وضمانا لدوام نهضته.

من جهتها، دعت الكاتبة والروائية منى هاشم إلى المزيد من الشفافية والتكافؤ في العلاقة بين المؤلفين والناشرين، معتبرة أن الكتاب سلسلة كبيرة ذات مسارات تكون مغلقة أحيانا.

المعرض ينظم بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء وجماعة الدار البيضاء

وسلطت الضوء على أهمية حماية حقوق الكاتب الذي يعتبر الحلقة الضعيفة في سلسلة نشر الكتاب، ومضاعفة الرقابة على قطاع النشر.

كما دعا رئيس الجمعية المغربية للناشرين كميل حب الله إلى نموذج اقتصادي جديد للنشر، مشددا على أهمية التمييز بين الناشرين التجاريين والناشرين المناضلين.

واعتبر كميل أن علاج النشر هو الثقافة، ومن هنا تأتي أهمية تشجيع القراءة وتعزيز سلسلة النشر، مشيرا إلى أن النهوض بالقطاع يتطلب توحيد جهود جميع الفاعلين.

انطلقت الدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء منذ الخامس عشر من نوفمبر الجاري، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس. ويشارك فيها 255 عارضا، منهم 75 عارضا مباشرا، و180 عارضا غير مباشر، يمثلون 33 بلدا.

وينظم المعرض بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء وجماعة الدار البيضاء، ويشمل المعرض 35 ألف عنوان بمجموع نسخ يتجاوز 100 ألف نسخة.

المعرض ينظم على مساحة تم تصميمها بتصور جمالي وسينوغرافيا وظيفية تستجيب لأذواق الجمهور من الأطفال والشباب

وتشهد فضاءات التنشيط الثقافي بالمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، تنظيم مجموعـة من الورشات الإبداعية والفنية والعلمية، وساعات للحكي والتشخيص والأداء، تهدف إلى تمثين علاقة الأطفال والشباب بعالم الكتاب والقراءة، وتحفيز مخيلاتهم وطاقاتهم الإبداعية، وتقريب المعارف الكبرى من إدراكهم، وتعزيز تمثلهم لمحددات الهوية المغربية والانفتاح على القيم الإنسانية المشتركة.

وينظم المعرض عددا من الندوات منها ندوة بعنوان “ما الذي تقوله السوسيولوجيا وعلم النفس؟”، التي تتناول السلوك القرائي لدى الأطفال والشباب بين السوسيولوجيا وعلم النفس، وندوة “شجرة القراءة في حقول الإعلام”، تتناول الأدوار الثقافية للإعلام العمومي في مجال الطفولة والشباب، وندوة “سيرة ومسار: الطفل الذي كنته”، يعرض خلالها كتاب لتجاربهم انطلاقا من طفولتهم، وندوة “ظمأ المعرفة وماء الخيال” التي تركز على الفني والمعرفي في الكتابة الإبداعية للطفل والشباب.

بالإضافة إلى ندوة بعنوان “يكتبون بالألوان ويرسمون بالكلمات” تخوض في مسألتي الكتابة والرسم من خلال لقاء كتاب ورسامين، وندوة “كيف نشرحها لأبنائنا؟” التي تتناول مسألة الشباب وقضايا الهوية والتنمية والعولمة، علاوة على ندوة بعنوان “تجارب التحسيس بالقراءة في صفوف الأطفال والشباب”، وذلك من أجل مجتمعات تقرأ، فضلا عن “الحكاية الشعبية في أدب الطفل بين التوظيف والتلقي”.

وينظم هذا المعرض على مساحة تم تصميمها بتصور جمالي وسينوغرافيا وظيفية تستجيب لأذواق الجمهور من الأطفال والشباب، حيث تتضمن 7 صالات كبرى للعرض الوثائقي إلى جانب فضاءات للتنشيط الثقافي وفضاء خاص بأشهر أعمال ورسومات مبدعي عالم مارفيل.

وقالت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إنه “ولأول مرة في المغرب، سيتيح المعرض لجمهوره فرصة فريدة للقاء والتفاعل المباشر مع رسامين ذوي صيت عالمي أبدعوا بأعمالهم أبرز شخصيات وأبطال قصص مارفيل الشهيرة”.

13