الكتابة اليدوية تحسن المهارات الحركية للطفل

واشنطن – يؤكد خبراء التربية أنه على الرغم من أن الأطفال يستطيعون الكتابة على لوحة المفاتيح بأعين مغمضة إلا أن الكتابة اليدوية هي مهارة صحية بشكل أكبر، ليس فقط لكونها تقوم بتطوير الدماغ، بل يمكنها أيضا تحسين التحصيل العلمي وتقوية الثقة بالنفس.

وكشف بحث جديد صادر عن جامعة جونز هوبكنز الأميركية حول “تعلم الكتابة اليدوية ومحو الأمية” أن الكتابة اليدوية تعزز التعلم بشكل أسرع من الكتابة عبر الأجهزة اللوحية ومشاهدة الفيديوهات.

وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة علم النفس “ساينس سايكولوجي” في 29 يونيو 2021 أن ميزة التعلم المكتسبة من الكتابة اليدوية مرتبطة بالتجربة الحركية الإدراكية للكتابة باليد، مما يعمل على إشراك مناطق الدماغ الحسية التي لا يتم تنشيطها عن طريق الكتابة على الآلة الكاتبة، ويساعد هذا النشاط العصبي الطلاب على التعلم بشكل أفضل.

ووفقا للدراسة تحسّن الكتابة اليدوية المهارات الحركية الدقيقة وتخلق تجربة إدراكية تساعد البالغين على تعلم المهارات المتعلقة بمحو الأمية الخاصة بتعلم لغة جديدة بشكل مدهش وأسرع وأفضل بكثير مما لو حاولوا تعلم نفس المادة عن طريق الكتابة على لوحة المفاتيح أو مشاهدة مقاطع الفيديو.

ووفق عدد من الباحثين تمكّن كتابة أي مادة باليد من تقوية الذاكرة وتحسين التذكر. وافترض الباحثون أن الكتابة اليدوية تشتمل على مناطق متعددة من الدماغ مسؤولة عن المهارات الحركية والرؤية والفهم، ومن ثم يمكن تحسين التعلم والذاكرة والاحتفاظ بالمعلومات عن طريق كتابة المعلومات بخط اليد مثل ملاحظات مواد القراءة المهمة.

وقال الباحثون إنه عندما يكتب الطالب على لوحة مفاتيح الكمبيوتر يسير دائما بشكل مستقيم، لكن مع الكتابة اليدوية يعتمد على الزوايا والدوران والاتجاه إلى الأعلى والأسفل ورسم الخطوط، مما يساعد على ثبات الصورة في الذاكرة.

وأظهرت الدراسات أن الكتابة اليدوية تزيد من نشاط الدماغ وتصقل المهارات الحركية الدقيقة وتمكّن من التنبؤ بالنجاح الأكاديمي للطفل، وهو ما لا يمكن القيام به من خلال الكتابة على لوحة المفاتيح.

وبالنسبة إلى الأطفال تعد الكتابة اليدوية مهمة جدا. ولا يهم مدى إجادتهم لها، وإنما المهم هو ممارستهم الكتابة اليدوية والتمرن عليها.

الكتابة اليدوية تعزز التعلم بشكل أسرع من  الكتابة عبر الأجهزة اللوحية كما يمكنها أيضا تحسين التحصيل العلمي

تقول كارين هرمن جيمس، أستاذة في قسم علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة أنديانا، “الكتابة على لوحة المفاتيح ليس لها التأثير ذاته (الذي تحدثه الكتابة اليدوية)”.

وفي الدراسة التي أجريت في جامعة أنديانا وجد الباحثون أنه بعد أربعة أسابيع من التدريب أظهر الأطفال الذين تدربوا على الكتابة اليدوية نشاط دماغ مماثلا للموجود لدى شخص بالغ. كما حسنت الكتابة اليدوية قدرة التعرف على الأحرف، وهي الدليل رقم واحد على القدرة على القراءة في سن الخمس سنوات.

وقد وجد الباحثون الذين اختبروا طلابا من المرحلة الثانوية أن الأطفال كانوا قادرين على كتابة مقالات أكثر إبداعا -وبسرعة أكبر- لدى كتابتهم يدويا باستخدام القلم وليس بواسطة الكتابة على لوحة المفاتيح.

بالإضافة إلى ذلك قام طلاب الصف الرابع والسادس بكتابة جمل أكثر اكتمالا لدى استخدامهم القلم، وفقا للدراسة التي أجرتها فرجينيا برينجر (بروفيسورة في علم النفس التربوي في جامعة واشنطن المختصة بتطوير الكتابة العادية وعلاج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في الكتابة). كما أظهرت الدراسة أن كتابة الرسائل باليد تتطلب من الدماغ التفكير بشكل يختلف عما يكون عليه الحال أثناء الضغط على لوحة المفاتيح.