الكاظمي يوجه بفتح تحقيق فوري في الاعتداءات على أربيل

استئناف الملاحة بمطار أربيل الدولي بعد هجوم بطائرة مسيّرة استهدف قاعدة يتمركز فيها عسكريون أميركيون.
الخميس 2021/04/15
الهجوم سيواجه بقوة القانون وتكاتف الشعب العراقي

بغداد - وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الخميس بفتح تحقيق فوري في الاعتداءات التي استهدفت مطار أربيل الدولي، حيث يتمركز عسكريون أميركيون، فيما أكدت إدارة المطار استئناف حركة الملاحة بعد توقفها لساعات.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول في بيان إن "القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، وجه بفتح تحقيق فوري في الاعتداءات التي حدثت في أربيل ومناطق أخرى".

وأضاف أن "الكاظمي أكد أن أمن العراق هو من مسؤولية الحكومة والقوات الأمنية العراقية بكل تشكيلاتها، وأن هذا النوع من الأعمال الإرهابية التي تجري في شهر رمضان المبارك هدفها زعزعة الأمن". 

وأشار إلى أنه "في الوقت الذي يسطر فيها أبناء العراق في قواتنا الأمنية أروع الصور في الدفاع عن هذا الوطن ومكافحة الإرهاب والجريمة بمختلف صورها، يحاول البعض خلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، وهو أمر مرفوض وسوف يواجه بقوة القانون وتكاتف الشعب العراقي".

ومساء الأربعاء، أفادت داخلية الإقليم في بيان بأن هجوما بواسطة طائرة مسيرة تحمل مادة "تي.أن.تي" شديدة الانفجار، استهدف مركزا للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة داخل المطار، ما تسبب في أضرار مادية بأحد الأبنية.

ويأتي الهجوم بعد حوالي شهرين على هجوم صاروخي استهدف مجمعا عسكريا في المطار، تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة الجهاديين، وسقط فيه قتيلان بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف.

وتبنت حينها مجموعة غامضة تعرف بـ"أولياء الدم" الهجوم. ورحبت المجموعة نفسها، التي تعدّ واجهة لفصائل موالية لإيران في العراق باتت منضوية في أجهزة الدولة الرسمية، بشكل غير مباشر بهجوم الأربعاء، عبر قنوات على تطبيق "تلغرام".

القوات الأميركية

ووصف الرئيس العراقي برهم صالح قصف مطار أربيل الدولي بأنه "جريمة إرهابية مدانة".

وقال الرئيس العراقي في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر فجر الخميس، إن "تكرار استهداف منشآت مدينة أربيل وقبلها بغداد ومناطق أخرى جرائم إرهابية مدانة، تستهدف أمن المواطن وتعيق المساعي الوطنية لحماية واستقرار البلد وسيادته".

وأدان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني مساء الأربعاء، الهجوم الإرهابي الذي استهدف المطار ومعسكر بعشيقة، وأكد أن مرتكبي الهجوم سيحاسبون على أعمالهم.

وقبل أسبوع فقط، استأنفت الإدارة الأميركية "الحوار الاستراتيجي" افتراضيا مع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، الذي يتعرض أيضا لتهديدات من الفصائل الموالية لإيران.

وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضورا عسكريا في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد. وتدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية.

ومع كل هجوم مماثل، تهدّد واشنطن بالرد متوعدة إيران بجعلها تدفع الثمن.

وفي 26 فبراير استهدف قصف أميركي كتائب حزب الله وهو فصيل عراقي موال لإيران عند الحدود السورية العراقية، ردا على استهداف أهداف أميركية في العراق. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن حينها إن الضربات الجوية الأميركية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي أقرّ بأن ذلك الرد الأميركي لم يكن له الأثر الرادع الذي كان متوقعا، لكن شدّد على أن "أحدا لا يرغب بحصول تصعيد".

ووصل التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران ذروته في يناير 2020، حينما استهدفت مسيّرة أميركية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد، ما أدى إلى مقتله، الأمر الذي أثار المخاوف من حصول مواجهة مباشرة بين الطرفين.