الكاظمي يعتزم الدعوة إلى جولة ثالثة من الحوار الوطني

رئيس الوزراء العراقي يطالب جميع الأطراف التي لديها خلافات معه إلى تصفيتها بعيدا عن مصالح الشعب، من أجل حل الأزمة السياسة.
الجمعة 2022/09/23
الكاظمي: سأضحي بكل شيء لإعادة العراق إلى وضعه الطبيعي

نيويورك – كشف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجمعة عن قرب إطلاقه دعوة لجولة ثالثة للحوار الوطني بين الأطراف العراقية، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأزمة التي تعيشها البلاد، والتي تفاقمت أخيرا بين التيار الصدري وتحالف الإطار التنسيقي الحليف لإيران، وما زالت تنذر بتطورات خطيرة.

والكاظمي، الذي يشارك منذ عدة أيام في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، كشف في مقابلة أجرتها معه القناة العراقية الإخبارية الرسمية أنه سيشرح في كلمته الجمعة "الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي والمناخي والتحديات الكثيرة التي يواجهها العراق"، مؤكدا أنّ "جميع قادة دول العالم مجمعون على أهمية دور العراق في ترسيخ الاستقرار في المنطقة".

وأضاف "أطلب من القوى السياسية تحمّل مسؤولياتها تجاه العراق والاستفادة من فرص الحوار الوطني"، مؤكدا "سأدعو إلى جولة ثالثة للحوار الوطني لحل مشكلاتنا ولا سبيل لدينا سوى الحوار، ولدينا فرصة لبناء العراق وعلى الجميع تحمّل المسؤوليات تجاه ذلك".

وقال إنّ "هناك من يتمنى فشل الحكومة في كل شيء بسبب خلافات شخصية معي، وأدعو جميع الأطراف التي لديها خلافات معي إلى تصفيتها بعيدا عن مصالح الشعب"، في إشارة إلى بعض الأطراف في الإطار التنسيقي، وفي مقدمتها تحالف "دولة القانون" لنوري المالكي الذي كثيرا ما وجه سهام انتقاداته لحكومة الكاظمي، كما رفض ترشحيه لمنصب الحكومة المقبلة.

وأضاف الكاظمي "سأضحي بكل شيء من أجل العراقيين وإعادة البلاد إلى وضعها الطبيعي".

ودعا مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والأمنية إلى "التعاون من أجل إنهاء السلاح المنفلت"، مؤكدا أنّ "الجميع يعرفون من يمتلك السلاح المنفلت، واتخذنا إجراءات لمعالجة الملف".

وشدد على أنّ "استقرار المنطقة له انعكاسات إيجابية على الوضع في العراق"، مؤكدا أن "العراق نجح في تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية، ودول أخرى نجحت بإعادة علاقتها مع بعضها إثر ذلك، وسنسهم في كل شيء للمساعدة في استقرار المنطقة للمحافظة على كرامة شعوبها"، من دون أن يسمي تلك الدول.

ويرى مراقبون أن نجاح الحوار الوطني يبقى رهين انخراط التيار الصدري في العملية التفاوضية، وهذا الأمر خاضع لقرار زعيمه مقتدى الصدر، الذي من غير المستبعد أن يقبل في النهاية بهذا المسار مع اضمحلال خياراته لفرض أجندته.

وكان الكاظمي قد بحث ليل الخميس مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جهود الحكومة في تخفيف حدّة الخلافات السياسية.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أنّ "الكاظمي التقى غوتيريش على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحث معه الأوضاع في العراق، وجهود الحكومة في تخفيف حدّة الخلافات السياسية، عبر تبنيها مبادرة الحوار الوطني بين القوى السياسية، وتطرّق أيضا إلى الوضع في مخيمات النزوح، وجهود الحكومة في إغلاق العدد الأكبر منها، وإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية".

ووفقا للبيان، فإنّ "الأمين العام للأمم المتحدة أشاد بدور الكاظمي في الحفاظ على السلم الأهلي في العراق، ودعم مبادرته في الحوار الوطني بين القوى السياسية، والسعي إلى تحقيق الانفراج السياسي". من جهته، أعرب غوتيريش عن "رفضه الاعتداءات التي تمس سيادة العراق، وتأكيده دعم وحدة العراق، ورفضه التدخل في شؤونه الداخلية"، بحسب البيان.

وخلال الفترة السابقة، أطلق الكاظمي جولتين للحوار بين الأطراف السياسية، وقد تخلّف عن حضورهما التيار الصدري، ولم تخرجا بأي مخرجات عملية للتخفيف من حدة الأزمة التي تمر بها البلاد.

وانتهت الجلسة الثانية للحوار الوطني في العراق إلى تشكيل "فريق فني" من القوى السياسية لمناقشة وجهات النظر بغية الوصول إلى انتخابات مبكرة.

يأتي ذلك في وقت تثار فيه المخاوف من عودة نزول أنصار الصدر إلى الشارع مع انتهاء الهدنة غير المعلنة بين طرفي الأزمة: التيار الصدري والإطار التنسيقي، الأحد الماضي، بعد أن انتهت الزيارة الأربعينية في كربلاء، وإصرار الإطار على استئناف عمل البرلمان والتوجه نحو تشكيل الحكومة، وهو ما يتعارض مع توجهات الصدر الذي يريد حل البرلمان والتوجه نحو انتخابات مبكرة.