الكاظمي يتهم قوى واهية بعرقلة اكتفاء العراق من الكهرباء والغاز

بغداد – أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السبت إلقاء القبض على متهمين بالفساد في ملف الكهرباء، مؤكدا أن الحكومة تعمل على خطة استراتيجية لإدامة الطاقة الكهربائية.
وأكد أن "التحقيقات مستمرة لملاحقة صغار وكبار المفسدين في قطاع الكهرباء. ألقينا القبض بالفعل على عدد ممن صدرت بحقهم مذكرات قضائية إثر هذه التحقيقات".
واتهم الكاظمي "قوى واهية"، لم يسمها، بالعمل على ألا تصل بلاده إلى الاكتفاء الذاتي في الطاقة الكهربائية والغاز.
وحسب بيان صادر عن مكتبه، قال الكاظمي خلال اجتماعه مع مسؤولي وزارة الكهرباء في العاصمة بغداد، إن "هناك قوى واهية تعمل على ألا يصل العراق إلى الاكتفاء الذاتي في الطاقة والغاز، وتحاول إعاقة هذه الجهود بكل وسيلة".
ويشهد العراق هذه الأيام عمليات شبه يومية لاستهداف خطوط وأبراج نقل الطاقة الكهربائية من قبل تنظيم داعش الإرهابي، تجاوزت 61 عملية تخريب مما انعكس سلبا على تجهيز المنازل بالطاقة الكهربائية.
والسبت، فجّر مجهولون برجا لنقل الطاقة الكهربائية في محافظة كركوك شمالي العراق.
وقال ضابط في شرطة كركوك مفضلا عدم نشر اسمه، إن "عبوة ناسفة، زرعها مجهولون انفجرت مستهدفة برجا لنقل الطاقة الكهربائية في أطراف قضاء الدبس شمال غربي المحافظة".
وأوضح أن "الانفجار تسبب بسقوط البرج واندلاع حريق ضمن المنطقة كونها زراعية"، مؤكدا "إخماد فرق الدفاع المدني للحريق والبدء في إصلاح البرج".
ويستورد العراق الغاز من إيران المجاورة لتوفير الوقود لمحطات الكهرباء، كما أن بغداد تستورد 1200 ميجاوات من الكهرباء من طهران منذ سنوات.
وأضاف الكاظمي "سبق أن أنفق العراق ما يقرب من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2003، لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة للناس بشكل مستقر، وهو إنفاق غير معقول دون أن يصل إلى حل المشكلة من جذورها".
وتابع أن "الإرهابيين وداعميهم يستهدفون محطات وأبراج الطاقة الكهربائية بشكل متواصل لمنع استقرار المنظومة الكهربائية".
وأوضح الكاظمي أنه "لا توجد حلول سريعة لمشكلة الكهرباء، لكننا نضع الحلول والإجراءات بأسرع أداء ممكن".
وفي الخامس من يوليو الجاري، بدأ الجيش العراقي عملية عسكرية لتأمين أبراج الطاقة الكهربائية بمحافظة نينوى شمالي البلاد، وحمايتها من هجمات فلول تنظيم داعش الإرهابي.
وتسببت هجمات استهدفت أبراج نقل الكهرباء ومحطات التوليد في مناطق متفرقة بالبلاد، بانقطاع تام للشبكة باستثناء إقليم كردستان (شمال) في 2 يوليو الجاري، قبل أن يعود تدريجيا بعد عدة ساعات.
وتزامن انقطاع الكهرباء مع إدراج العراق (إلى جانب الكويت والسعودية) على قائمة أكثر 15 منطقة في العالم تسجيلا لأعلى درجات حرارة، مما دفع السلطات إلى تعطيل الدوام الرسمي في بعض المحافظات، فيما أعلنت أخرى تقليصه.
وأثار انقطاع الكهرباء لساعات طوال يوميا غضب العراقيين وسخطهم على الطبقة السياسية الحاكمة.
وفي تصريحاته السبت، أعرب الكاظمي عن تفهم حكومته لغضب المواطنين مشيرا إلى أن "الكهرباء اليوم تواجه نتائج سوء التخطيط المتراكم، مثلما تواجه الإرهاب وشروره في وقت واحد".
ويحتج العراقيون منذ سنوات طويلة على تردي خدمة الكهرباء وخاصة خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة.
ويعاني العراق من أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن استشراء الفساد ومؤخرا صارت أبراج الطاقة الكهربائية في مرمى هجمات التنظيمات الجهادية.
وتزامن انقطاع الكهرباء مع إدراج العراق (إلى جانب الكويت والسعودية) على قائمة أكثر 15 منطقة في العالم تسجيلا لأعلى درجات حرارة، مما دفع السلطات إلى تعطيل الدوام الرسمي في بعض المحافظات، فيما أعلنت أخرى تقليصه.