الكاظمي يبحث مع وزير الخارجية السعودي سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين

العراق يرحب بالتعاون الايجابي البناء مع السعودية واستعداده لتوفير أفضل الظروف لانجاحه وأهمية دور القطاع الخاص في البلدين في تحقيق المزيد من الاستثمار المشترك.
الخميس 2020/08/27
لقاءات مثمرة

بغداد- استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الخميس، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وتناول الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا المنطقة.

وأكد الكاظمي أن المملكة شريك حقيقي للعراق الذي يتطلع إلى بناء علاقات متميزة تستند إلى الإرث العميق للروابط التاريخية التي تجمعهما، وبما يحقق مستقبلا أفضل للبلدين.

ودعا الكاظمي، خلال استقباله وزير الخارجية السعودي إلى "أهمية تفعيل مقررات اللجنة التنسيقية بين العراق والسعودية، وبما يؤمّن مصالح شعبي البلدين الشقيقين".

كما أكد الوزير السعودي أن "المملكة تنظر بعين الحرص والاهتمام إلى علاقاتها مع العراق، كما تتطلع إلى تعزيز وتوطيد التعاون المشترك، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين".

وأوضح أن "المملكة تتطلع الى زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، الى المملكة العربية السعودية".

وبحث الكاظمي مع الوفد السعودي التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتحقيق التوازن في الإنتاج النفطي، بالشكل الذي يخفف العبء الاقتصادي عن العراق إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة.

من جانبه، أوضح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن العراق والسعودية اتفقا على تفعيل مُذكّرات التفاهم التي أبرمتها الحُكُومات السابقة وتعميق العلاقات الاقتصاديّة، والاستثماريّة بين البلدين، ولاسيّما في مجال الزراعة، والبتروكيماويات، وتزويد العراق بالطاقة، ومناقشة موضوع ربط الطاقة مع دول مجلس التعاون".

كما تطرق الجانبان إلى "بحث مُستجدّات الأوضاع الإقليميّة ذات الاهتمام المُشترَك، وأهمّية تعزيز الأمن، والاستقرار بالمنطقة".

وخلال الاجتماع الاول للجنة الاقتصادية والتجارية الاستثمارية والتنموية والإغاثة المنبثقة عن المجلس التنسيقي العراقي- السعودي برئاسة وزير التخطيط العراقي خالد بتال تناول الجانبان النتائج الإيجابية التي تمخضت عنها زيارة الوفد العراقي إلى السعودية في يوليو الماضي.

وذكر بيان لوزارة التخطيط أن المجتمعين أبدوا رغبة كبيرة في فتح آفاق واسعة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية والصناعية والزراعية، والخدمية.

وزير الخارجيّة العراقي يبحث مع نظيره السعوديّ سُبُل تعزيز التعاون الثنائيّ بين البلدين
وزير الخارجيّة العراقي يبحث مع نظيره السعوديّ سُبُل تعزيز التعاون الثنائيّ بين البلدين

ورحب العراق بالتعاون الايجابي البناء، مع السعودية واستعداده لتوفير أفضل الظروف لانجاحه وأهمية دور القطاع الخاص في البلدين في تحقيق المزيد من الاستثمار المشترك.

وذكر وزير التخطيط العراقي أن هناك عددا من الاتفاقيات التي ستوقع بين العراق والسعودية بعد إقرارها من قبل البرلمان، لافتا إلى أن الجانب العراقي سيقدم مجموعة من المقترحات إلى الجانب السعودي تتضمن، إمكانية تمويل المشاريع المتوقفة، ومنها، إنجاز المجمعات السكنية، والمشاريع الخدمية، في قطاعات الصحة والتعليم والماء والصرف الصحي.

وجرى خلال الاجتماع مناقشة عدد من القضايا المطروحة على جدول أعماله من بينها، العمل على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المتفق عليها بين الجانبين، لاسيما ما يتعلق منها بتشجيع وحماية المنتج الوطني، وإنشاء مركز للشركات السعودية في العراق، فضلا عن استعراض الجهود الحكومية الإغاثية والإنسانية وإعادة الاستقرار للنازحين.

ووصل وزير الخارجية السعودي في وقت سابق، الخميس، إلى بغداد في زيارة رسمية للعراق يلتقي خلالها المسؤولين العراقيين. يذكر أن هذه هي الزيارة الأولى للأمير فيصل بن فرحان إلى العراق منذ تسلمه منصبه وزيرا للخارجيّة.

وتسعى المملكة من خلال تبادل الزيارات إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين عمادها الاقتصاد.

وتبدو الرياض أمام اختبار ليس سهلا لإعادة العراق إلى محيطه العربي، بوجود ميليشيات وأحزاب سياسية في العراق تعلن جهرا ولاءها الى إيران والمرشد علي خامنئي، رافضة أي تقارب عراقي مع السعودية.

ويسعى الكاظمي إلى تقديم نفسه شريكا قويا للسعوديين يرغب في تأسيس تفاهمات ثابتة تنهي مرحلة التقلب في العلاقات بين البلدين منذ عقود، ويضع حدّا للأصوات الميليشياوية العراقية المتطرفة التي تدفع إلى تفجير الأوضاع بين بغداد والرياض.

وكانت هناك الكثير من التكهنات حول رغبة الرياض في تحسين العلاقات مع بغداد، منذ إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية الكاملة في عام 2015، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بل كان الأهم من ذلك سحبها من التأثير الإيراني.

وسيكون التحدي الذي تواجهه القيادة السعودية هو التوفيق بين الحاجة الفورية إلى التحقق من النفوذ الإيراني (في وقت تتراجع فيه الولايات المتحدة عن دورها القيادي في منطقة الشرق الأوسط) واتباع سياسة ضبط النفس من أجل لعب اللعبة الطويلة.