الكاظمي: ملتزمون بموعد إجراء الانتخابات العراقية رغم العراقيل

بغداد - جدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التزام الحكومة العراقية بإجراء الانتخابات العامة البرلمانية المبكرة في موعدها، رغم جميع التحديات الأمنية والسياسية وانعدام ثقة الناخبين في السياسيين.
وقال الكاظمي "مهمتنا الأساسية هي أجراء انتخابات نزيهة وعادلة، تنسجم مع إرادة شعبنا، وقد حددنا العاشر من أكتوبر هذا العام موعدا نهائيا لهذه الانتخابات، وسنسخر لذلك كل الجهود والإمكانيات".
وكان الكاظمي أعلن عدم ترشحه للانتخابات البرلمانية، وهو قرار أكد اتخاذه منذ اللّحظة الأولى لتوليه رئاسة الحكومة.
وترددت أنباء في وقت سابق عن نية قوى سياسية تأجيل الانتخابات بدلا من موعدها المحدد في 10 أكتوبر المقبل بعد تأجيلها سابقا، حيث كان الموعد الأول المعلن للانتخابات هو يوم 6 يونيو 2021.
وحذرت جينين بلاسخارت، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لدى العراق، من "فشل بغداد في تنظيم انتخابات ذات مصداقية".
وقالت بلاسخارت إن "الفشل في تنظيم انتخابات ذات مصداقية سوف يولّد غضبا وخيبة أمل كبيرين، وقد يؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار في البلاد".
واعتبرت أن "ممارسة الضغوط والتدخلات السياسية وحملات الترهيب والتمويل غير المشروع من أشد العوامل إضرارا بمصداقية الانتخابات".
وتابع الكاظمي "أوفينا بعهدنا بإعلان عدم المشاركة في الانتخابات أو دعم أي حزب أو طرف على حساب الآخر، وسنقوم بدورنا في حماية العملية الانتخابية القادمة".
وتشكل حماية العملية الانتخابية تحديا كبيرا يواجهه رئيس الوزراء العراقي، في وقت تعمل فيه أحزاب وكتل سياسية شيعية موالية لإيران على تأجيل الاستحقاق الانتخابي أو إلغائه بسبب تراجع شعبيتها في الشارع العراقي، وسط حالة من الغضب الشعبي المتصاعد لجهة ما اقترفته من جرائم وتجاوزات لا تزال متواصلة بحق النشطاء والمحتجين ضد تغلغل النفوذ الإيراني.
وتعمل الميليشيات والفصائل المسلحة على إرباك الوضع الأمني لتعكير الأجواء وعرقلة إجراء الانتخابات في موعدها.
وأقال رئيس الوزراء العراقي الخميس قائد الجيش في محافظة البصرة، على خلفية اعتداء مسلحي فصيل شيعي على قوات أمنية.
وقال مصدر في قوات الدفاع إن "القرار يرجع إلى حادث اعتداء مسلحي فصيل شيعي على قوات أمنية في مجمع القصور الرئاسية بالبصرة مساء الأربعاء".
ووفق معلومات تداولتها وسائل إعلام محلية، فإن مقاتلي "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي المقرب من إيران، شنوا هجوما مسلحا على مقر الفرقة التكتيكية لخلية الصقور التابعة لوزارة الداخلية في مجمع القصور الرئاسية بالبصرة.
وجاء الهجوم على خلفية قيام "خلية الصقور" بتفتيش منزل المطلوب صباح الوافي، المتهم باغتيال الناشطة ريهام يعقوب، واعتقال أحد أقاربه وولده، وهم جميعا مقاتلون في "عصائب أهل الحق".
وكانت الناشطة ريهام يعقوب اغتيلت على يد مسلحين مجهولين في 19 أغسطس الماضي، وهي ضمن العشرات من الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مسلحين مجهولين منذ بدء الحراك الشعبي في العراق في أكتوبر 2019.
وتابع رئيس الوزراء العراقي في إشارة إلى الميليشيات المرتبطة بإيران "ما زال هناك من يحاول التنمّر على الدولة مستغلا ظروف العراق الاستثنائية، للتلويح بجرّ العراق إلى الدم والحرب الأهلية، ولكن يجب أن يعرف الجميع أن التنمر على الدولة ليس بلا ثمن، سواء اليوم أو غدا، وإن حقوق الدولة لا تسقط بالتقادم، وسيجد كل من يعتقد أنه أقوى من الدولة نفسه مساءلا أمام مؤسساتها القانونية مهما كبر شأنه".