الكاظمي لبايدن: شركاء معكم في تصفية القرشي

بغداد - كشف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجمعة أن معلومات جمعتها القوات الأمنية لبلاده قادت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبوإبراهيم الهاشمي القرشي.
وقُتل القرشي وهو عراقي المولد والجنسية في بلدة أطمة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا خلال عملية معقّدة نفّذتها وحدة كوماندوس أميركية من طائرات مروحية بعد منتصف ليل الأربعاء.
وصرح الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن الولايات المتحدة "أزالت تهديدا إرهابيا كبيرا في العالم" بمقتل الزعيم "المروّع" لتنظيم داعش. وعلّق الرئيس الأميركي على عملية الإنزال التي لم يتكبّد فيها جيشه أيّ خسائر بشرية بالقول إنّ مقتل القرشي "يوجّه رسالة قوية للإرهابيين في أنحاء العالم: سنلاحقكم ونجدكم".
وبدا بايدن حريصا على نسب الإنجاز العسكري حصرا إلى الولايات المتحدة، فيما يؤكد مسؤولون وخبراء أن العملية جاءت نتاج معلومات قدمتها عدة أطراف للكشف عن مخبأ القرشي.
ويرى متابعون أن بايدن يريد أن يسوق للداخل الأميركي وللخارج انتصارا عسكريا لإدارته التي يتهمها الكثيرون بالضعف لاسيما بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.
وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه في تويتر إن "مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي جاء امتدادا للجهود الجبارة التي بذلتها القوات الأمنية العراقية بكل صنوفها".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن هذه الجهود تمثلت في "قتل العشرات من القيادات والعناصر الإرهابية في عمليات نوعية داخل العراق، واعتقال المئات منهم، وجمع وتحليل المعلومات التي قادت في النهاية إلى دكّ وكر رأس التنظيم العفن".
بايدن بدا حريصا على نسب الإنجاز العسكري إلى الولايات المتحدة فيما يؤكد مسؤولون أن العملية جاءت نتاج معلومات قدمتها عدة أطراف للكشف عن مخبأ القرشي
وجاء مقتل القرشي بعد أيام من إعلان قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكّل الأكراد عمودها الفقري، إعادة سيطرتها على سجن في مدينة الحسكة (شمال شرق)، كان هاجمه التنظيم الجهادي بشكل منسّق بمقاتلين من الخارج وسجناء من الداخل. والهجوم الذي تبعته اشتباكات اعتُبر "الأكبر والأعنف" منذ إعلان القضاء على التنظيم في سوريا والعراق قبل ثلاث سنوات.
ويقول الباحث في معهد نيولاينز نيكولاس هيراس إنّ "توقيت العملية يوحي بوجود معلومات استخباراتية ربطت بين القرشي والهجوم على السجن". ويضيف "ليس مفاجئا أن تكون الولايات المتحدة قد مارست ضغوطا على تركيا للإفصاح عن معلومات ضرورية لتنفيذ" العملية.
وتحظى أنقرة بنفوذ واسع في محافظة إدلب السورية الحدودية معها، إذ تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) مع فصائل أخرى أقل نفوذا على نحو نصف مساحة هذه المنطقة.
ويرى الخبير في مؤسسة سنتشوري للأبحاث آرون لوند أنّه "إذا كان القرشي يخطّط لتسجيل بيان حول الهجمات الأخيرة (على السجن)، فلربّما خلق ذلك فرصة للولايات المتحدة وشركائها المحليين من أجل تعقّبه".
وأثار مقتل القرشي ارتياحا في الأوساط العراقية، لاسيما مع تصاعد عمليات التنظيم الجهادي مؤخرا في أنحاء عدة في البلاد ولاسيما في نينوى وكركوك.
واعتبر رئيس إقليم كردستان في شمالي العراق نيجيرفان بارزاني في تغريدة له أن مقتل القرشي “ضربة كبيرة لقيادة التنظيم".
وذكر بارزاني "يمثل مقتل القرشي أيضا إنصافا لضحايا جرائم التنظيم الإرهابي". وقال "نثني على شركائنا في الولايات المتحدة لمهمتهم الناجحة ونكرر التزامنا بمحاربة الإرهاب والقضاء عليه".
وعُين أبوإبراهيم الهاشمي القرشي قائدا جديدا لتنظيم داعش في عام 2019 خلفا لمؤسس التنظيم أبوبكر البغدادي الذي قُتل في عملية أميركية مماثلة شمالي سوريا. واسم القرشي الأصلي أمير محمد سعيد عبدالرحمن ويعرف أيضا باسم عبدالله قرداش، وينحدر من تلعفر في محافظة نينوى شمالي العراق.
ويأتي مقتل القرشي بعد تزايد ملحوظ في نشاط التنظيم الذي شن هجمات عنيفة داخل العراق على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وكان التنظيم قد سيطر على نحو ثلث مساحة العراق في صيف 2014، قبل أن تعلن بغداد استعادة كامل أراضي الدولة في 2017، لكن خلايا نائمة للتنظيم ما تزال تنتشر في مناطق واسعة هي المسؤولة عن الهجمات التي تشهدها البلاد.