الكاظمي على رأس وفد حكومي في زيارة رسمية للسعودية

رئيس الوزراء العراقي يبحث مع العاهل السعودي سبل مواجهة الأزمات في المنطقة والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
الأربعاء 2021/03/31
زيارة تكتسي أبعادا استراتيجية

بغداد - وقع العراق والسعودية، الأربعاء، خمسة اتفاقيات في مجالات مختلفة، وذلك أثناء زيارة يقوم بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الرياض لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.

وقال بيان رسمي إنه “تم عقد اجتماعات على مستوى المجلس التنسيقي بين البلدين، حيث تم توقيع 5 اتفاقيات، في مجالات مالية وتجارية واقتصادية وثقافية وإعلامية”.

ووصل الكاظمي صباح الأربعاء إلى السعودية على رأس وفد وزاري تلبية لدعوة تلقاها من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكان في استقباله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وهذه الزيارة هي الأولى لرئيس الوزراء العراقي إلى الرياض منذ تسلمه منصبه في أبريل الماضي، وقال الكاظمي عبر حسابه على تويتر قبيل مغادرته بغداد نحو الرياض، “نتوجه اليوم إلى السعودية الشقيقة في زيارة رسمية هدفها توطيد العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين”.

وأضاف أن الزيارة تهدف كذلك إلى “إرساء التعاون الأخوي بين دول المنطقة بما يخدم شعوبنا ويحقق الاستقرار ويكرس قيم البناء والتكامل انطلاقا من المشتركات التي تجمعنا”.

وقال حسين علاوي مستشار رئيس الحكومة العراقية إن "هذه الزيارة مهمة وتأتي في ظرف استثنائي وتم وضع الترتيبات لها في الزيارات السابقة، التي قام بها أعضاء الفريق الحكومي والمجلس التنسيقي العراقي - السعودي لبحث الملفات التي تحظى باهتمام البلدين".

وأوضح أن من بين أهم الموضوعات التي ستبحث خلال الزيارة سبل مواجهة الأزمات في المنطقة والتنسيق الاقتصادي، ودعم خطط التنمية والاستثمار التي عرضتها هيئة الاستثمار العراقية على الشركات السعودية والتسهيلات التي ستقدمها إلى الشركات السعودية والتوجه نحو إنشاء مشاريع مشتركة.

وتعكس الزيارة حسب مراقبين أهمية بالغة في وقت تحاول فيه السعودية تسجيل اختراق في العراق، بعد سنوات من الهيمنة الإيرانية على مفاصل الدولة، من خلال حضورها الاقتصادي من بوابة العلاقات الثنائية والاتفاقيات.

وتراهن بغداد على هذا الانفتاح لاستعادة صلاتها بمحيطها العربي، وأيضا لتحقيق انفراجة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها.

وعمل العراق على التقرب إلى أكبر جاراته، الأمر الذي مهد لتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية، وبالتالي قطع الطريق تدريجيا عن إيران المسيطرة على شرايين اقتصاده.

وقال سفير المملكة العربية السعودية في العراق عبدالعزيز الشمري في تصريحات صحافية، إن زيارة الكاظمي تأتي في توقيت مهم وستتم مناقشة عدد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، وسيتم توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات عدة.

وتحدث السفير عن توجه لزيادة المنافذ الحدودية مع العراق بعد فتح معبر عرعر الحدودي، والذي أعاد زخما للعلاقات الاقتصادية المتنامية بين الجارتين.

وافتتحت السعودية والعراق في الـ18 من نوفمبر الماضي منفذ عرعر الحدودي بعد إغلاق دام نحو 3 عقود، وبدأ تدفق دخول الشاحنات التجارية بين البلدين.

واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في ديسمبر 2015، بعد 25 عاما من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990.

وبعد عقود من التوتر بدأت العلاقات الدبلوماسية تتحسن عقب زيارة لبغداد في الـ25 من فبراير 2017 قام بها وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير. وكانت هذه أول مرة يصل فيها مسؤول رفيع المستوى إلى العاصمة العراقية منذ 1990، وهو ما مهد الطريق للمزيد من الزيارات المتبادلة.