الكاتبة إيفلين عقاد تسافر إلى عوالم النساء من تونس

تونس- تكريما للكاتبة والصحافية التونسية الراحلة جليلة حفصية (1927 – 2023)، احتضن المركز الثقافي “عبيد آرت” بنابل منذ أيام قليلة لقاء فكريا مع الكاتبة والأديبة اللبنانية إيفلين عقاد تحت عنوان “السفر إلى عوالم النساء”.
وأشارت الكاتبة اللبنانية بالمناسبة إلى أن ملتقى “السفر إلى عوالم النساء فرصة متجددة لنتحدث عن تجاربنا وعن حياتنا اليومية لنساند بعضنا البعض في ظل ما تعيشه المنطقة العربية من معاناة بسبب الأوضاع المأساوية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط خاصة جنوب لبنان والأوضاع الكارثية في غزة”.
وأكدت عقاد قناعتها الراسخة بأن التضامن والحب بين شعوب المنطقة اللذين لمستهما في مناضلات الحراك النسوي من أجل نصرة القضايا العادلة قادران على تغيير الواقع وتحقيق المستحيلات خاصة وأن نسج العلاقات المتينة بين مناصري القضايا الإنسانية العادلة من شأنه أن يخلق ديناميكيات جديدة “العالم هو في أشد الحاجة إليها اليوم” وفق تعبيرها.
وأردفت “سعدت كثيرا بالعودة إلى زيارة تونس بعد أن كنت أقمت فيها وألفت فيها كتابا بعدما عايشت الحراك النسوي في تونس في الثمانينات من القرن الماضي وربطتني بمناضلاته صداقات كبيرة أعتز بها إلى اليوم”.
وتابعت “توجد بين تونس ولبنان العديد من نقاط التقاطع والتشابه ونحن اليوم في حاجة كبيرة إلى المزيد من توثيق العلاقات الإنسانية بين شعوبنا من أجل تغيير الواقع الأليم لمنطقتنا”.
ولئن كان الملتقى سفرا إلى عوالم النساء فإن جوهره كان رحلة في الواقع المعيش وما يميزه من تجاذبات ومعاناة وتحديات وآلام خاصة في ظل ما تعيشه غزة من عمليات تقتيل وتشريد للأبرياء، آلام باتت تحتاج إلى تضامن أكبر بين الشعوب وإلى الكثير من الحب لمساندة القضايا الإنسانية بكل أبعادها وخاصة قضايا المرأة، المرأة الإنسان والمرأة الأم والمرأة الشهيدة والمرأة الزوجة ونصرة قضايا الطفولة الشهيدة في غزة والتي تقتل يوميا وتغتال على مرأى ومسمع العالم.
إيفلين عقاد هي كاتبة ترجمت مؤلفاتها إلى العديد من اللغات وهي روائية لبنانية وباحثة وأستاذة الأدب المقارن (الفرنكوفوني والعربي) والدراسات الأفريقية والعربية وهي عازفة قيثارة ومؤلفة موسيقية كتبت ولحنت العديد من الأغاني الملتزمة التي تخدم قضايا النساء.
كتابات عقاد ورواياتها خارجة من رحم تجاربها ومعاناتها ومعاناة المرأة في الشرق عموما، وهي تحرص على تناول قضايا حساسة، منها قضية المرأة المعنفة ومسألة الختان التي تواجهها المرأة في بعض المجتمعات العربية.
وتحدثت عنها رشيدة النيفر التي أدارت اللقاء فقالت “إيفلين هي رحالة تجوب العالم محملة بهموم النساء ومشاغلهن وكانت في فترة الثمانينات من القرن الماضي التي عايشت فيها ميلاد الحركة النسائية المستقلة همزة وصل بين الناشطات المغاربيات، وكانت لها تجربة حياة في تونس لنحو ثلاث سنوات 1983 – 1985 أصدرت بعدها كتاب ‘جراح الكلمات'”.