القيود على روسيا تحول وجهة كبار المصرفيين إلى دبي

دبي - دفعت القيود الغربية على نشاط القطاع المصرفي في روسيا الكثير من الموظفين، وخاصة كبار المسؤولين التنفيذيين في هذا المجال، إلى تحويل أنظارهم إلى دبي للانتقال إليها من أجل الظفر بفرصة في قطاعها المالي.
ولاحظ الخبراء مؤخرا ارتفاع أسهم الإمارة الخليجية الثرية كملاذ مفضل للمحللين وموظفي المصارف الفارين من تداعيات الحرب في أوكرانيا مع تسابق كبار المديرين التنفيذيين في القطاع المالي على مغادرة موسكو.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة رويترز إن مصرفيين كانوا يعملون في مكاتب مؤسسات مالية كبرى في موسكو، مثل جي.بي مورغان تشيس وروتشيلد وغولدمان ساكس، غادروا العاصمة الروسية أو يفكرون في المغادرة بعدما أصبح العمل هناك أمرا أكثر صعوبة على نحو متزايد.
مصرفيون في مؤسسات مالية كبرى مثل جي.بي مورغان تشيس وروتشيلد وغولدمان ساكس غادروا موسكو
وبات بنك غولدمان ساكس الخميس الماضي أول بنك رئيسي في وول ستريت يقول إنه سيخرج من روسيا بعدما تتالت العقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.
وفي أعقاب هذا القرار اتخذ جي.بي مورغان تشيس الخطوة ذاتها، بينما قال المسؤولون في بنك سيتي غروب الأربعاء الماضي إن المؤسسة المصرفية الأميركية ستحد من عملياتها في روسيا.
وفسر المحللون هذا الهروب الجماعي بالخشية التي أصبحت تعتري الموظفين في روسيا من الوقوع ضحية التوتر المتصاعد بين موسكو والغرب.
ولم يتضح بالضبط عدد المصرفيين الذين غادروا موسكو منذ غزو روسيا لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي أو مدة بقائهم في الخارج.
لكن المصادر المطلعة أشارت إلى أن نصف موظفي غولدمان ساكس تقريبا في موسكو غادروا إلى دبي أو بصدد الانتقال إليها. وكان لدى البنك حوالي 80 موظفا في موسكو.
وذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية للأنباء الاقتصادية في وقت سابق هذا الأسبوع أن مصرفيين في بنك غولدمان ساكس بدأوا ينتقلون بالفعل إلى إمارة دبي.
وقال مصدر مطلع إن عددا من المصرفيين في جي.بي مورغان من موسكو موجود في دبي، لكن ليس لدى البنك برنامج رسمي لإعادة التوطين. ويعمل لدى جي.بي مورغان حوالي 160 موظفا في موسكو.
وقال مصرفي مقيم في دبي ويعمل في بنك دولي آخر إن الشركة نقلت نحو أربعة أشخاص من موسكو إلى دبي وسيلحق بهم عدد آخر في الأيام القليلة المقبلة.
كما أكد مصدران مطلعان آخران أن بنك روتشيلد يفكر في نقل مصرفيين من روسيا، وأن أحد الخيارات قيد الدراسة هو دبي. ورفض روتشيلد التعليق.
وفي حين برزت دبي كوجهة مفضلة للعديد من هؤلاء الأشخاص، فقد أشار أحدهم إلى أن الوجهات الأخرى للمصرفيين المغادرين تشمل تركيا.
بنك غولدمان ساكس أول بنك رئيسي في وول ستريت يخرج من روسيا بعدما تتالت العقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب غزو أوكرانيا
وعند سؤاله عن المدة التي يخطط المصرفيون لقضائها في دبي قال أحد المصادر، وهو متخصص في القطاع المالي كان يعمل في موسكو وانتقل إلى الإمارة مؤخرا، “لا توجد مدة محددة”.
وتتخذ الدول الخليجية موقفا محايدا حتى الآن من الغزو الروسي لأوكرانيا. كما أنها تتمتع بعلاقات وثيقة مع روسيا، لأسباب من بينها التعاون في إطار مجموعة أوبك+ لمنتجي النفط.
ومن بين العوامل التي ترجح كفة دبي الخدمات اللوجستية. فبينما أغلق عدد من الدول المجال الجوي أمام الطائرات الروسية بعد غزو أوكرانيا، تعمل الرحلات بانتظام بين موسكو ودبي وهي مركز مالي رئيسي على بعد حوالي خمس ساعات من العاصمة الروسية بفارق توقيت زمني يبلغ ساعة واحدة فقط.
وفي مؤشر على تصاعد الطلب، قفز سعر أرخص تذكرة ذهاب فقط من موسكو إلى دبي على متن رحلات طيران الإمارات 30 ضعفا إلى 2369 دولارا للرحلات المغادرة بين الأربعاء والجمعة، حسبما أظهرت بيانات الرحلات الجوية من غوغل.
وسارعت العديد من البنوك الأجنبية إلى تقليص تعرضها للنظام المصرفي الروسي، منذ إعلان روسيا عن ضمها لشبه جزيرة القرم في 2014، إلا أن بعض البنوك الأميركية والأوروبية احتفظت بأصولها في روسيا حتى الآن.
وتشير التقديرات إلى أن حجم أصول المصارف الغربية في روسيا يبلغ نحو 121 مليار دولار تستحوذ البنوك الأميركية على 14.5 مليار دولار منها. ويعد سيتي بنك الأكثر انكشافا على السوق الروسية بواقع 5.5 مليار دولار.