القيود الصينية تقضم عوائد تنسنت لأول مرة على الإطلاق

بكين - قادت القيود الصينية الصارمة على قطاع التكنولوجيا تنسنت، التي تعتبر أكبر شركة ألعاب فيديو في العالم، إلى تسجيل أول انخفاض في الإيرادات السنوية على الإطلاق.
وأعلنت الشركة، وهي مشغلة منصة وي تشات للمراسلة، الأربعاء عن إيرادات بلغت 554.55 مليار يوان (81 مليار دولار) في العام الماضي، بتراجع نسبته واحد في المئة عن العام السابق.
وبحسب منصة رفينيتيف توقع محللون أن تجني الشركة عوائد في المتوسط بمقدار 555.15 مليار يوان رغم التباطؤ الاقتصادي في الصين بسبب وباء كورونا.
وتظهر السلطات الصينية حزما كبيرا تجاه ألعاب الفيديو من أجل مكافحة إدمان الفئة الشابة عليها، كفرضها قيوداً صارمة تحصر الحق في لعب الفيديو على الإنترنت بثلاث ساعات أسبوعياً لمن هم دون سن الـ18.
وارتفعت إيرادات تنسنت خلال الربع الرابع المنتهي في ديسمبر الماضي بنسبة واحد في المئة عن العام السابق لتصل إلى 21.1 مليار دولار، مقابل تقدير إجماع قدره 20.9 مليار دولار.
وانخفضت الأرباح المنسوبة لحملة الأسهم بنسبة 16 في المئة إلى 27.4 مليار دولار هذا العام، مقابل تقدير إجماع قدره 16.6 مليار دولار.
وتأتي النتائج وسط توقعات أعمال غير مؤكدة في أكبر سوق للألعاب في العالم بعد عامين من الحملة، لكن المشاركين في القطاع متفائلون بحذر بشأن التعافي، حيث بدأ المنظمون في منح تراخيص النشر منذ أواخر العام الماضي بعد تجميد استمر أشهرا.
وعلى عكس معظم البلدان الأخرى، تحتاج ألعاب الفيديو إلى موافقة الجهات التنظيمية قبل طرحها في الصين.
وانخفضت عائدات الألعاب المحلية في تنسنت بنسبة 6 في المئة لتصل إلى أكثر من أربعة مليارات دولار في الفترة بين أكتوبر وديسمبر الماضيين، بينما ارتفعت عائدات الألعاب الدولية بنسبة 5 في المئة لتصل إلى حوالي ملياري دولار.
وارتفعت عائدات تنسنت من الإعلانات عبر الإنترنت بنسبة 15 في المئة لتصل إلى 3.6 مليار دولار مع اتساع العلامات التجارية للإنفاق وسط انتعاش.
في الماقبل تراجعت عائدات التكنولوجيا المالية وخدمات الأعمال بنسبة 1 في المئة خلال الربع الأول لتصل إلى 6.87 مليار دولار على الرغم من استمرار تنسنت في التوسع في هذين المجالين.
وتسببت القيود التنظيمية المشددة داخل السوق الصينية، رغم تخفيفها في النصف الثاني من 2022 من قبل الحكومة، في موجة نزوح للعديد من شركات التكنولوجيا المحلية إلى أوروبا للاستئثار بحصة في استثمارات صناعة ألعاب الفيديو.
وتعزز شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مكانتها بالقطاع عبر استحواذ عدد منها، مثل تنسنت ونت إيز، على أسهم في أستوديوهات لتصميم هذه الألعاب، في ظل فرض سلطات بكين قيودا صارمة على هذه السوق في الدولة الآسيوية الكبرى.
◙ محللون يتوقعون أن تجني الشركة عوائد في المتوسط بمقدار 555.15 مليار يوان رغم التباطؤ الاقتصادي في الصين بسبب وباء كورونا
وبعد إعلان نت إيز في نهاية أغسطس الماضي عن استحواذها على أستوديو كوانتك دريم المستقل، وهي الشركة المُطوّرة للعبة المغامرات ستار وورز إكليبس، لحقتها تنتست بصفقة مماثلة.
ومع بداية سبتمبر الماضي عقدت تنسنت اتفاقا مع شركة يوبيسوفت الفرنسية يقضي بضخ الشركة الصينية المساهمة أصلا في الشركة 300 مليون يورو في رأسمالها.
وتسيطر تنسنت، التي تعد الشركة الأولى عالميا في هذا القطاع، على الدول الآسيوية التي تشكل أهم سوق في مجال ألعاب الفيديو، فيما بدأت تعزز مكانتها بصورة تدريجية في أوروبا.
واستحوذت في عام 2016 مثلا على أستوديو سوبر سيل الفنلندي، مطوّر ألعاب كلاش أوف كلانز وكلاش رويل وبرول ستارز، مقابل 8.6 مليار دولار.
وبينما كان يُعتبر هذا السعر مبلغا قياسيا في تلك المرحلة، سُجّلت منذ ذلك الحين عمليات استحواذ بمبالغ أكبر بكثير.