القيادة الرئاسي باليمن يحدد الأولويات لبدء مسار جديد

الرياض - حدد مجلس القيادة الرئاسي باليمن، أولويات واتجاهات خطة عمله للفترة المقبلة، حيث بحث خلال أول اجتماع له بالعاصمة السعودية الرياض جهود مواجهة الأزمة الاقتصادية في البلاد، إثر تدهور تاريخي لسعر الريال أمام العملات الأجنبية.
واستعرض المجلس خلال أول اجتماع عقده الرئيس رشاد العليمي مع أعضاء المجلس، والحكومة ومحافظي المحافظات، الاتجاهات العامة لخطة عمله للفترة القادمة، وآليات ترجمة المسؤوليات المناطة به وفق قرار التشكيل إلى خطط عملية تنفيذية. وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وتداول الاجتماع "الرؤى والأفكار حول بدء مسار جديد ونوعي في جوانب استكمال استعادة الدولة وتجاوز التحديات الاقتصادية وتخفيف معاناة المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم".
وحدد المجلس عددا من الأولويات للتحرك بموجبها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وأكّد أنّ ملف الاستقرار الاقتصادي وتخفيف المعاناة الإنسانية للمواطنين، يُعتبر أولوية وطنية قصوى ويأتي في سلم أولويات الفترة القادمة.
ومنذ أشهر يعاني اليمن من أزمة اقتصادية حادة، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد الألف ريال في مناطق الحكومة مقابل 215 ريالا قبل اندلاع الحرب عام 2015.
وأكد العليمي خلال الاجتماع على أهمية عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمحافظين كفريق واحد "حتى لا يكون عملنا كالجزر المتفرقة، فلدينا دستور، وقوانين، ولوائح، وتشريعات، تنظم ذلك ويجب الالتزام بها، مع مراعاة الظروف الاستثنائية الراهنة التي تتطلب الارتقاء إلى مستوى التحديات، والتركيز على تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة كأولوية قصوى".
وأشار إلى أن هذا الاجتماع سيكون نواة لعقد مؤتمر للمحافظين في العاصمة المؤقتة عدن، "لوضع كل المشكلات والتحديات للنقاش بما في ذلك العلاقة مع السلطة المركزية، والخروج برؤية تعالج وتساعد السلطات المحلية على تجاوز الصعوبات وبما ينعكس على تحسين حياة ومعيشة المواطنين في الجوانب الخدمية والأمنية والاقتصادية والتنموية، إضافة إلى ترتيبات مرحلة ما بعد استعادة الدولة".
وأضاف "ندرك أن المتطلبات كثيرة والإمكانات المتاحة محدودة (..) لكن بالعزيمة والإرادة وتضافر جهودنا جميعا نستطيع تحقيق إنجاز ملموس".
واستطرد أننا "بذلك سنكون أيضا قادرين على إقناع الآخرين بمساعدتنا سواء على الصعيد الداخلي أو شركائنا، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي والدول الشقيقة والصديقة".
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قد تخلى قبل أسبوع عن السلطة، بعد عشر سنوات من صعوده إلى كرسي الحكم كرئيس توافقي للبلاد، بموجب المبادرة الخليجية قبل أن ينقلب الحوثيون على سلطته أواخر العام 2014.
ونقل هادي كامل صلاحياته وصلاحيات نائبه المقال الفريق علي محسن الأحمر إلى مجلس قيادة رئاسي برئاسة مستشاره ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأسبق اللواء رشاد العليمي.
وعبر رئيس مجلس القيادة اليمني الجديد، عن ثقته في أن تكامل الجهود الوطنية ترجمة لمخرجات المشاورات اليمنية ـ اليمنية المنعقدة تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج، ستمثل مرحلة جديدة من العمل نحو رفع معاناة اليمنيين الذين تحملوا طويلا.
وجدد العليمي، تأكيده على أن مجلس القيادة الرئاسي "يده ممدودة للسلام العادل والشامل، وفي الوقت ذاته لن يتوانى عن الدفاع عن أمن اليمن وشعبه، وهزيمة أي مشاريع دخيلة تستهدف هويته العروبية، وتحويله إلى شوكة في خاصرة المنطقة والخليج خدمة لأجندة ومشروع إيران".
إلى ذلك، أعلنت الحكومة اليمنية تخفيض أسعار البنزين بمناطق سيطرتها، إثر تحسن ملحوظ لسعر الريال أمام العملات الأجنبية.
وقالت شركة النفط اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) مساء الجمعة، في بيان "إنه تم إقرار خفض في أسعار الوقود بقيمة 20 ألف ريال (20 دولارا) لصفيحة البنزين سعة 20 لترا".
وكانت الشركة أقرت في العشرين من مارس الماضي، تعديلا في أسعار الوقود بقيمة 26 ألف ريال لصفيحة البنزين سعة 20 لترا، مبررة ذلك بتدهور سعر العملة المحلية وارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا.
ولفت البيان إلى "وجود توجهات لتخفيض أكبر في الأسعار في ظل تحسن أسعار الصرف خلال الأيام القادمة" دون المزيد من التفاصيل.
ومنذ نحو أسبوع شهد الريال اليمني تحسنا ملحوظا مقابل العملات الأجنبية؛ إذ بلغ سعر صرف الدولار الواحد 950 ريالا في تداولات الجمعة، مقابل 1270 مطلع أبريل الجاري.
ومنذ اندلاع الأزمة، يعتمد اليمن على توريد المشتقات النفطية من الخارج، للتجار المحليين الذين يتعاملون مع المصارف وشركات الصرافة الخاصة للحصول على الدولار اللازم للاستيراد.