القوة الناعمة السعودية تسجل أهدافا.. "صورة واحدة تغني عن الآلاف من المقالات"

أكدت جهود المملكة العربية السعودية في إجلاء العالقين في السودان، خاصة حين انتشرت صورة إنسانية لمجندة سعودية تحتضن طفلا على نطاق واسع في الإعلام العالمي، تركيزا سعوديا على استغلال القوة الناعمة لتجديد صورتها عالميا.
الرياض - عكس انتشار صورة مؤثرة لمجندة سعودية تحتضن رضيعًا على متن سفينة إجلاء سعودية من السودان، نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" وحققت انتشارًا عالميًا واسعًا، تركيز السعودية على إستراتيجية القوة الناعمة.
وتم تداول صورة المجندة على نطاق واسع بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام العالمي، وذلك بسبب الرسالة الإنسانية العميقة التي تحملها وتجسدها، حيث ظهرت وهي تحمل الرضيع أثناء ترتيب عمليات إجلاء الرعايا الواصلين من السودان بسبب المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتم اختيار الصورة من قبل صحيفة “الغارديان” البريطانية لتكون الأفضل.
وكرّم وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري ملتقط الصورة المصور نزار معتوق حسنين من وكالة الأنباء السعودية. ووفقًا لمقطع فيديو نُشِر على الحساب الرسمي للتواصل الحكومي، صرح وزير الإعلام بأن “صورة واحدة قادرة على أن تحل محل آلاف من المقالات والتقارير ووسائل الإعلام”، حيث تعكس الإنسانية والروح الوطنية للمملكة.
ومن جانبه قال المصور إن كل إعلامي ومصور سعودي يعتبر عينًا لتوثيق مسيرة البلاد في العطاء والإنسانية، وأن الصورة التي التقطها للمجندة لفتت نظره بشكل خاص.
وروت وكيل رقيب بالبحرية السعودية أمل العوفي كواليس صورتها التي تصدرت العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية وتداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر فيها حاملة رضيعة على متن سفينة إجلاء سعودية.
وقالت العوفي في مقطع فيديو نشرته صفحة التواصل الحكومي السعودية "أولا هي طفلة اسمها علية، شفت أمها وكان التعب واضحا عليها، البنت عمرها تقريبا 8 أشهر وأتوقع أنها من التعب كانت نائمة ما حست بشيء..".
وأضافت العوفي "الشيء المفرح أن أولى خطوات علية كانت على السفينة، أول خطوة تخطوها كانت على السفينة". وتابعت "كُتب شيء لعلية أريدها أن تقرأه لما تكبر وما تنساه”، مضيفة "لم أتوقع أن تحدث الصورة هذه الأصداء، هذا واجبي".
واعتبر الأكاديمي السعودي تركي الحمد أن هذه الصورة حققت للسعودية دعما إيجابيا في تحسين صورتها أفضل من إنفاق الملايين على الدعاية والإعلام، موضحا أن الصورة تعبر بشكل تلقائي عن إنسانية المواطن السعودي وعن دور المرأة المتنامي في المملكة الجديدة، حسب قوله.
وقال الأكاديمي السعودي في تغريدة:
وشهدت المملكة خلال الفترة الماضية ظهور نمط جديد من التفكير النوعي القيادي والتخطيط المنوع السياسي والاقتصادي والثقافي والديني وحتى المجتمعي الهادف إلى تأسيس مجتمع معاصر وسطي ومعتدل يحترم القيم النبيلة ويرفض الإقصاء والتهميش.
وظهرت القوة الناعمة الإنسانية السعودية على المسرح العالمي عندما تحركت لإجلاء العالقين في السودان بعيدا عن الأجندات السياسية أو العرقية.
وكتب معلق:
وأكد آخر:
وتابع ثالث:
وتريد المملكة العربية السعودية أن تكون لاعباً أكبر في الشرق الأوسط هذه المرة بالدبلوماسية. فعندما كان الإيرانيون الذين تم إجلاؤهم من السودان في طريقهم إلى بلادهم السبت الماضي، ذهب مسؤول عسكري سعودي إلى حد طائرتهم لتوديعهم بحرارة.
ولم يكن من الممكن تصور مثل هذه الصور التي تناقلها الإعلام المحلي والعالمي قبل أشهر، عندما كانت إيران والسعودية خصمين إقليميين لدودين ينخرطان في صراعات متعددة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقد قالت آنا جاكوبس كبيرة المحللين الخليجيين في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية ومقره بروكسل لشبكة “سي.أن.أن” الأميركية “هناك سياسة خارجية جديدة تلعب هنا.. تسعى المملكة العربية السعودية لفرض نفسها أكثر فأكثر على المسرح الدولي من خلال الوساطة ورفع مكانتها الدبلوماسية".
◙ من أهم القطاعات التي لعبت دورا كبيرا في تعزيز النبرة الإيجابية عن المملكة في العالم هو تمكين المرأة السعودية وتعظيم دور جيل الشباب
وفي الصور التي تم بثها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام السعودية، شوهدت القوات السعودية وهي تقوم بإجلاء آلاف من الأشخاص من بورتسودان إلى مدينة جدة الساحلية، في رحلة استغرقت 12 ساعة عبر البحر الأحمر. وتم إعطاء الرجال والنساء والأطفال أعلام السعودية للتلويح بها بينما وثقت الكاميرات وصولهم.
وقال المحلل السياسي السعودي علي الشهابي “كانت الجهود السعودية في السودان فرصة لوضع موارد المملكة الكبيرة في البحر الأحمر تحت تصرف المجتمع الدولي للمساعدة.. وهذا يمكن أن ينعكس بشكل جيد على المملكة فقط”.
وسبق أن أكد عدد من الإعلاميين الذين شاركوا في المنتدى السعودي للإعلام والمؤتمر الإنساني الدولي للرياض أن “رؤية 2030” أعطت دفعة قوية لإبراز مكامن القوة غير المرئية في المملكة وأظهرتها للعالم خلال السنوات الماضية، حيث ساهم تنوع القوة الناعمة سواء كانت اقتصادية أو إنسانية أو روحانية أو ثقافية، مشيرين إلى أن تبني المملكة لقيم الوسطية والاعتدال والانفتاح على العالم وفتح أبوابها للعالم كان تغييرا في قواعد التفكير السعودي والذي ساهم بقوة في تعزيز الصورة الذهنية عن السعودية وتقليص الأخبار المعادية، الأمر الذي أدى إلى تعظيم صورة المملكة في العالم من خلال كفاءة “رؤية 2030”.
وأكد محللون أن من أهم القطاعات التي لعبت دورا كبيرا في تعزيز النبرة الإيجابية عن المملكة في العالم هو تمكين المرأة السعودية وتعظيم دور جيل الشباب فضلا عن ظهور المواهب السعودية والمؤثرين في مواقع الإعلام الجديد. وتوقع الخبراء استمرار اضطلاع “رؤية 2030” وقصصها المتنوعة بدور محوري في التغطية المستقبليّة للمملكة.