القوات اللبنانية تكرس زعامتها للوسط المسيحي في انتخابات بلدية زحلة

بيروت - فجّر حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع مفاجأة في انتخابات بلدية زحلة، وحسم المعركة الانتخابية البلدية لصالحه في زحلة، ضد الأحزاب التقليدية، ليكرس زعامته في الوسط المسيحي.
وأعلن جعجع فوز لائحة “قلب زحلة” من المقر العام للحزب في معراب، في إطلالة مباشرة عبر الشاشة على جمهوره.
واستطاعت القوات بعد فرز ما يقارب الـ71 قلما، أي ما يوازي 65 في المئة من أقلام الاقتراع الـ129، أن تحرز عبر لائحتها “قلب زحلة” وبدعم منفرد، تقدما كبيرا وواضحا على لائحة “رؤية وقرار” المدعومة من الأحزاب الأخرى والعائلات، وهي أرقام تشير إلى أن فوز اللائحة بكامل أعضائها بات محسوما من دون أي خرق.
وفي الأرقام التي نتجت عن فرز الأقلام المذكورة، تبيّن أن لائحة “قلب زحلة” نالت ضعف أصوات اللائحة المنافسة.
وبالنسبة لأنصار القوات، فإن هذا الفوز يشكّل رسالة سياسية واضحة بأن الشارع يطالب بالتغيير الحقيقي والشفافية والمحاسبة، رافضا الانصياع لمنطق المحاصصة والزبائنية السياسية.
وفي المعركة الانتخابية في زحلة، شكلت جميع الأحزاب السياسية تحالفا ضد “القوّات اللبنانية”، باستثناء التيار الوطني الحر الذي ترك حرية الاختيار لمناصريه. ورغم هذه التحديات الكبرى، فاجأت “القوّات اللبنانية” الجميع بتحقيق انتصار على كافة القوى السياسية في المنطقة. هذا الفوز يمثل تأكيدا على أن المشروع السياسي الذي تقدمه “القوّات”، يلقى دعما واسعا من فئات عديدة، بعيدا عن التجاذبات.
وفي المقابل، شهدت الانتخابات خسارة للائحة “زحلة رؤية وقرار”. هذه الخسارة تُعدّ مؤشرا جديدا على تراجع الدعم لعدد من الشخصيات السياسية التقليدية التي كانت تستمد قوتها من تحالفات تاريخية.
بالنسبة لأنصار القوات يشكل هذا الفوز رسالة سياسية واضحة بأن الشارع يطالب بالتغيير الحقيقي والشفافية والمحاسبة
وقال جعجع “انتهت المعركة الانتخابية، وغدا هو يوم جديد في زحلة. موقفنا من حزب الله واضح، لكن في بيروت كانت الأولوية الحفاظ على المناصفة.”
وشكلت الانتخابات البلدية والاختيارية التي انطلقت يوم الرابع من مايو “اختبارا” للعديد من الأحزاب اللبنانية على رأسها حزب الله، لاسيما بعد الحرب الدامية التي خاضها الحزب مع إسرائيل، وأسفرت عن مقتل كبار قادته، على رأسهم أمينه العام السابق حسن نصرالله، وخلفه هاشم صفي الدين، فضلا عن كبار القياديين في “قوة الرضوان”.
وقد أدت تلك الحرب، فضلا عن التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد، بانتخاب الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، إلى تراجع نفوذ حزب الله بشكل غير مسبوق.
فبعد أن كان الحزب يتمتع بكلمة الفصل في العديد من الملفات بدا جليا تراجعه في المشهد السياسي، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم مع إسرائيل برعاية أميركية، وقضى بسيطرة الجيش على كافة مناطق الجنوب وتفكيك مواقع الحزب وكافة الفصائل المسلحة.
وبالنسبة للانتخابات، فعلى الرغم من طابعها الخدماتي والإنمائي الذي يختلف عن الانتخابات النيابية، فإنها حملت مؤشرات واضحة على تراجع سطوة الحزب.
وتتجه الأنظار حاليا إلى يوم الرابع والعشرين من مايو الجاري، حيث يشهد الجنوب اللبناني ومحافظة النبطية الانتخابات البلدية أيضا، وسط الدمار الكبير الذي خلفته الغارات الإسرائيلية العام الماضي، فيما لا يزال العديد من سكان تلك المناطق خارج بيوتهم المهدمة، جراء الحرب.
ويتوزع لبنان إداريا على 8 محافظات تضم 25 قضاء، وهي: جبل لبنان، وبيروت والبقاع وبعلبك – الهرمل، فضلا عن الشمال، وعكار، والجنوب والنبطية.