القوات التركية تنفذ جولة قصف ثانية على عين العرب

أنقرة - قالت قناة (تي.آر.تي) التلفزيونية التركية، الأربعاء، إن أربعة مسلحين أكرادا قتلوا بعد أن أطلقت القوات التركية قذائف مدافع هاوترز عبر الحدود على منطقة عين العرب السورية.
وأضافت أنه تم إطلاق القذائف من إقليم شانلي أورفة بجنوب شرق تركيا على الحدود السورية.
وأسفرت الضربات عن إصابة ستة مسلحين آخرين في المنطقة المعروفة أيضا باسم كوباني.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الجديد من قبل القوات التركية استهدف قريتي كور علي وسليم، ما تسبب بأضرار مادية، وبوقوع عدد من الجرحى من مقاتلي قوات الدفاع الذاتي.
وأضاف أن قوات الدفاع الذاتي العاملة في المنطقة ردت باستهداف الجانب التركي من الشريط الحدودي واستهداف عربة مدرعة للقوات التركية.
ويعد هذا ثاني قصف يستهدف القطاع الغربي من ريف عين العرب (كوباني)، وثالث قصف يستهدف منطقة شرق الفرات.
والأحد الماضي، قصفت المدفعية التركية، "ملاجئ" تابعة للقوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتعتبرها أنقرة "إرهابية" في شمال سوريا.
وجاء الهجوم غداة قمة جمعت قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا عقدت في اسطنبول وتناولت الأزمة السورية حيث تبنى المشاركون بيانا أكدوا فيه على التزامهم "العمل معا لخلق الظروف الملائمة لضمان السلام والأمن في سوريا".
ويأتي القصف كذلك بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عدة مرات خلال الأيام الأخيرة بشن هجوم في سوريا شرق الفرات بعد عمليتين سابقتين نفذتهما تركيا غرب النهر. ووجه، الجمعة، "تحذيراً أخيراً" لوحدات حماية الشعب الكردية.
ويذكر أن الجيش التركي قصف في الـ28 من الشهر الجاري عددا من القرى أقصى شمال غربي مقاطعة كوباني، مستخدماً الدبابات والمدفعية فقد على إثرها مقاتل ضمن صفوف قوات الدفاع الذاتي حياته، بينما ردت وحدات حماية الشعب على مصادر النيران.
ويشن الجيش التركي بصورة منتظمة غارات وعمليات أمنية ضد مواقع المنظمة داخل وخارج البلاد منذ يوليو من عام 2015، عندما استأنفت المنظمة تمردها المسلح ضد الحكومة.
ويشكل دعم واشنطن للقوات الكردية نقطة خلاف رئيسية بين الولايات المتحدة وتركيا، الشريكتان في حلف شمال الأطلسي حيث شهدت علاقتهما تراجعا كبيرا خلال العامين الماضيين.
وقد يؤدي هجوم تركي واسع النطاق في شرق الفرات إلى تأجيج التوترات أكثر بين البلدين بعد أن بلغت ذروتها خلال الصيف الماضي.
وفي الأشهر الأخيرة، هدّدت تركيا مرات عديد بشنّ هجوم على مدينة منبج التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وحيث ينتشر أيضاً جنود أميركيين.
تجري تركيا والولايات المتحدة في الوقت الراهن دوريات مشتركة لتهدئة التوترات.
وشنّت تركيا عمليتين غرب الفرات منذ العام 2016 لإبعاد المقاتلين الإسلاميين المتطرفين عن حدودها ومنع ارتباط المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية ببعضها البعض.