القوات الأميركية في الكويت تتعرض "لهجوم دعائي"

جماعة تطلق على نفسها "تشكيل الوارثين – المقاومة الإسلامية في العراق" تزعم أنها استهدفت قاعدة علي السالم الجوية الكويتية.
الاثنين 2022/08/22
13500 جندي أميركي يتمركزون في الكويت

الكويت - أعلن الجيش الأميركي أنه تعرض "لهجوم دعائي" من قبل جماعة عراقية مسلحة، لم يُسمع بها من قبل، زعمت أنها شنت هجوما بطائرة مسيرة استهدفت القوات الأميركية في قاعدة جوية بالكويت.

وجاء بيان جناح الاستطلاع الجوي 386 التابع لسلاح الجو الأميركي بعد ساعات من إصدار الجماعة التي تطلق على نفسها اسم “تشكيل الوارثين – المقاومة الإسلامية في العراق” بيانا على الإنترنت، قالت إنها استهدفت في الثاني عشر من أغسطس قاعدة علي السالم الجوية الكويتية.

وتضمّن الإعلان مقطع فيديو يظهر طائرة مسيرة تُطلق من منصة، لكنه لم يقدم أي دليل على هجوم أو أي ضرر وقع في القاعدة.

وذكر البيان أن الهدف من الهجوم الانتقام من الضربة الأميركية التي قتلت الجنرال البارز في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغداد في مطلع سنة 2020.

وتقع قاعدة علي السالم الجوية على بعد العشرات من الكيلومترات من الحدود العراقية.

صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة "بلانت لابس بي.بي.سي"، وحللتها وكالة "أسوشييتد برس" لم تظهر منذ الثاني عشر من أغسطس أي ضرر واضح في القاعدة

ووفق بيان القوة الجوية الأميركية الذي نشرته “وكالة أسوشيتيد برس” فإن “المعلومات المضللة ذكرت خطأ أن ميليشيا عراقية استخدمت طائرات مسيّرة لشن هجوم على القاعدة. لكن هذا الهجوم لم يحدث”.

ويشير البيان إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن تنظيم “الوارثين – المقاومة الإسلامية” هو على الأرجح جماعة إيرانية.

وأضافت القوات الجوية أن الادعاء عبر الإنترنت “لا يهدف سوى إلى خداع جمهورهم ودفعه إلى تصديق كذبة” وأن القوات الجوية والكويت “تواصلان إطلاق القوة الجوية في جميع أنحاء المنطقة دون انقطاع”.

وتعتبر الكويت الغنية بالنفط والواقعة على الحدود مع العراق والمملكة العربية السعودية بالقرب من إيران حليفة رئيسية للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو). وترتبط الكويت بشراكة عسكرية وثيقة مع الولايات المتحدة منذ أن شنت الأخيرة حرب الخليج سنة 1991 لطرد القوات العراقية بعد غزو نظام الرئيس الراحل صدام حسين للبلاد.

ويتمركز حوالي 13500 جندي أميركي في الكويت التي تستضيف قاعدة عريفجان، وهي تمثل موقعا لوجستيا ومقر قيادة القوات الأميركية في البلاد. ودعمت تلك القوات الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 وما تلاه من عمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ولم تعقب الكويت على الهجوم المزعوم، لكن وسائل إعلام كويتية نفت الهجوم.

ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها أن هذا الادعاء عار تماما من الصحة، وأن منظومة الدفاع الجوي في البلاد قوية وعلى قدر كبير من الكفاءة وقادرة على ردع أي عدوان، ولم تحدث أي اختراقات لأجواء البلاد.

الولايات المتحدة تعتقد أن تنظيم "الوارثين – المقاومة الإسلامية" هو على الأرجح جماعة إيرانية

وأضافت المصادر أن “هذه الادعاءات من قبل بعض الميليشيات العراقية المشبوهة ليست جديدة، فقد تكررت قبل ذلك بهدف بث البلبلة ونشر الأكاذيب، والعمل على تعكير صفو العلاقات بين الكويت والعراق”.

ولم تظهر صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة “بلانت لابس بي.بي.سي”، وحللتها وكالة “أسوشييتد برس” منذ الثاني عشر من أغسطس أي ضرر واضح في القاعدة.

وأعلنت سلسلة من الجماعات المتشددة التي يعتقد محللون أن لها صلات بإيران مسؤوليتها عن هجمات يقولون إنها استهدفت القوات الأميركية في العراق خلال السنوات الأخيرة. لكن تلك التفجيرات استهدفت مقاولين عراقيين يزوّدون القوات الأميركية في البلاد.

وقُتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني إلى جانب أبومهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي العراقي مطلع عام 2020 بغارة أميركية استهدفت موكبهما بالقرب من مطار بغداد الدولي.

وادعت ميليشيات عراقية موالية لإيران بينها “عصائب أهل الحق”، آنذاك أن الطائرة الأميركية التي شنت الهجوم على موكب سليماني انطلقت من الكويت، لكن الجيش الكويتي نفى لاحقا استخدام قواعده العسكرية لتنفيذ أي هجمات ضد أهداف محددة بإحدى دول الجوار.

3