القوات الأفغانية تستعين بالميليشيات في مواجهة تغوّل طالبان

طالبان تسعى للسيطرة على أبرز المعابر والمنافذ الحدودية بالتزامن مع مناقشتها احتمالات وقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية.
الجمعة 2021/07/09
جهود مكثّفة لمواجهة تمدد طالبان

كابول – كشف مسؤولون محليون بأفغانستان الجمعة أن قائدا بارزا بفصيل مسلح خاص سيساعد القوات الأفغانية في قتالها مع متمردي حركة طالبان، لاستعادة السيطرة على أجزاء من غرب البلاد منها معبر حدودي مع إيران.

وتسعى حركة طالبان للسيطرة على أبرز المعابر والمنافذ الحدودية مع شنها هجمات واسعة في أنحاء البلاد.

وأعلنت الجمعة أنها باتت تسيطر على 85 في المئة من الأراضي الأفغانية، في وقت تشن الحركة المتمردة هجوما بموازاة انسحاب القوات الأميركية من البلاد، علما بأنه لا يمكن التأكد من إعلان الحركة من مصادر مستقلة.

وأكدت طالبان أنها استولت على إسلام قلعة أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران، يقع في ولاية هرات في غرب البلاد، بينما يواصل مقاتلو الحركة هجومهم في جميع أنحاء البلاد.

وقال مسؤول إن من المقرر أن يعقد القائد الطاجيكي المحنك محمد إسماعيل خان، الذي يعرف بلقب أسد هرات، اجتماعا لإعداد قواته لمحاربة طالبان والدفاع عن قاعدة سلطته في هرات، وأضاف أن عددا من القادة العسكريين السابقين المناهضين لطالبان يدعمون القوات الأفغانية الواقعة تحت ضغط شديد في الدفاع عن الحدود في الغرب والشمال.

ومحمد إسماعيل خان وزير سابق نجا من هجوم نفذته طالبان عام 2009، وهو عضو رئيسي في التحالف الشمالي الذي ساعد مقاتلوه القوات الأميركية في الإطاحة بطالبان في 2001.

وباتت الحركة تسيطر حاليا على أكثر من ثلثي الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان، وفق تصريحات لوزارة الخارجية الروسية.

واستولى المتمردون على اثنين من الموانئ التجارية البرية الرئيسية في ولاية هرات، غربي أفغانستان.

وذكر عضو المجلس الإقليمي حبيب الهاشمي، والنائب البرلماني رضا خوشك وطن دوست، أن إسلام قلعة، أحد الموانئ التجارية الرئيسية في البلاد على الحدود الأفغانية - الإيرانية، سقط في يد طالبان دون مقاومة من قوات الأمن.

وتم إيقاف جميع الأنشطة التجارية بالميناء، الذي كان يوفر عائدات جمركية للحكومة تقدّر بنحو 3.7 مليون دولار في اليوم، برغم الفساد المتفشي هناك.

واستولت طالبان أيضا على ميناء رئيسي آخر في الإقليم، وهو ميناء تورجوندي في الشمال، على الحدود مع تركمانستان المجاورة، وفقا للمسؤول.

ويعد ميناء تورجوندي طريق عبور رئيسي لأفغانستان، حيث تستورد البلاد الكثير من الغاز والوقود ومنتجات النفط الأخرى. وهو أيضا طريق رئيسي لتصدير المنتجات الأفغانية إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك أوروبا.

ودعت الخارجية الروسية الجمعة كل أطراف الصراع في أفغانستان إلى ضبط النفس، وأكدت أن روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو ستتحركان بحسم لمنع أي اعتداء أو استفزاز على الحدود.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن حركة طالبان قولها، إنها تناقش احتمالات وقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية وإنها ستوقف هجومها إذا نجحت محادثات الدوحة، بينما عقد مسؤولون من طالبان مؤتمرا صحافيا في موسكو الجمعة.

واستأنف قادة طالبان المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة مع مبعوثي الحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي.

وذكرت رويترز هذا الأسبوع أن طالبان تعتزم تقديم عرض سلام مكتوب إلى الحكومة الأفغانية قريبا، ربما الشهر المقبل.

وأكد أعضاء سياسيون بحركة طالبان لمسؤولين روس خلال زيارتهم لموسكو، التزامهم بالسماح للسفارات الأجنبية ووكالات الإغاثة بالعمل في أفغانستان حتى بعد خروج آخر قوات أجنبية.

وكتب سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان، في تغريدة على تويتر "كل الحدود الواقعة تحت سيطرة إمارة أفغانستان الإسلامية ستبقى مفتوحة وعاملة. نؤكد للجميع أننا لن نستهدف دبلوماسيين ولا سفارات وقنصليات ولا منظمات أهلية ولا العاملين بها".

ودافع الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس بقوة عن قراره سحب قوات بلاده من أفغانستان، رغم سيطرة طالبان على أجزاء كبيرة منها، قائلا إن على الشعب الأفغاني اتخاذ القرار بشأن مستقبله وإنه لن يرسل جيلا آخر من الأميركيين للحرب الدائرة منذ 20 عاما.

وحدد بايدن يوم 31 أغسطس لإكمال انسحاب القوات الأميركية باستثناء نحو 650 جنديا سيبقون لتوفير الحماية للسفارة الأميركية في كابول.

وقال بايدن، المتشكك منذ فترة طويلة في جدوى الوجود العسكري الأميركي وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إن الولايات المتحدة حققت منذ زمن هدفها الأصلي من غزو أفغانستان في 2001، وهو استئصال تنظيم القاعدة ومنع شن أي هجوم آخر على غرار هجمات 11 سبتمبر.

وأضاف "حققنا تلك الأهداف… التي ذهبنا من أجلها. لم نذهب إلى أفغانستان لنبني أمة… هذه مسؤولية الشعب الأفغاني وحده وحقه في أن يقرر مستقبله وكيفية رغبته في إدارة بلاده".