القوات الأفغانية تتعهد بوقف تغول طالبان في أقاليم البلاد الشمالية

كابول – أكد مستشار الرئيس الأفغاني أشرف غني أن قوات الحكومة تعتزم شن هجوم مضاد في أقاليم البلاد الشمالية، بعد أن خسرت مناطق واسعة لصالح حركة طالبان، فيما أعلنت الحركة سيطرتها على 2018 مديرية في أفغانستان منذ ما يقارب العام.
ونقلت وكالة "ريا" الروسية للأنباء عن حمد الله مهيب، مستشار الأمن القومي الأفغاني، قوله إن القوات الحكومية لم تتوقع هجوم طالبان لكنها ستشن "بالطبع وبالتأكيد" هجوما مضادا.
وكانت طالبان أعلنت سيطرتها مجددا على مديرية شينوار في ولاية بروان، شمالي العاصمة كابول، وذلك بعد عشرة أيام على سيطرة الحكومة عليها.
وجاء تقدم الحركة المتشددة، غداة اندلاع معارك في معظم أنحاء الريف الشمالي لأفغانستان، حيث سيطرت طالبان على العشرات من المناطق، ما أثار مخاوف من تزعزع قدرات القوات الأفغانية، ليفر أكثر من ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان المجاورة.
وتسلط واقعة فرار الجنود الأفغان الضوء على سرعة تدهور الوضع في أفغانستان مع اقتراب القوات الأجنبية من إتمام عملية الانسحاب، بعد حرب استمرت 20 عاما في البلاد.
وقال عبدالبصير، وهو جندي ضمن كتيبة متمركزة في ولاية بدخشان هرب جنود منها عبر الحدود، "لا يريدون الاستسلام. طلبوا تعزيزات لكن تم تجاهل ندائهم".
وأفادت لجنة الأمن القومي في طاجيكستان بأن 1037 جنديا أفغانيا هربوا إلى الجار السوفييتي السابق "للنجاة بحياتهم"، بعد مواجهات ليلية مع عناصر طالبان.
وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الطاجيكية الرسمية "مع أخذ مبدأ حسن الجوار في الاعتبار والالتزام بموقف عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، سُمح للعسكريين من القوات الحكومية الأفغانية بدخول الأراضي الطاجيكية".
وأكدت أن مقاتلي طالبان سيطروا بشكل تام على ستة أقاليم في ولاية بادخشان بشمال شرق أفغانستان، تمثل 910 كلم من الحدود المشتركة مع طاجيكستان.
وسبق أن عبر جنود أفغان إلى طاجيكستان بعد مواجهات سابقة، سيطرت طالبان خلالها على معبر حدودي رئيسي بين البلدين.
وتتقهقر قوات الأمن الأفغانية، التي تعاني من الضغط في خطوط إمدادها أساسا، أمام هجوم طالبان إذ استسلم الجنود في عدة قواعد ونقاط للمتمرّدين من دون أي مواجهة.
وقال المحلل في كابول عطا نوري "انهارت معنويات القوات الأفغانية"، مضيفا "إنهم في حالة ارتباك في كل منطقة تقريبا يسيطر عليها مقاتلو طالبان، يرسلون فريقا من الأعيان للتحدّث إلى الجنود وإقناعهم بالاستسلام".
وحذّر من أن "الوضع طارئ بالنسبة للحكومة الأفغانية. عليهم تكثيف هجومهم المضاد في أقرب وقت ممكن".
ومع تراجع الغطاء الجوي الأميركي الأساسي بالنسبة لقوات الأمن الأفغانية بشكل كبير إثر إغلاق قاعدة باغرام الجوية، كثّف عناصر طالبان هجومهم في أنحاء الشمال نهاية الأسبوع، فسيطروا على معظم أجزاء ولايتي بدخشان وتخار، فيما باتت القوات الحكومية بالكاد تسيطر على عاصمتي الولايتين.
واعتبرت السرعة والسهولة اللتين سيطرت طالبان من خلالهما على الولايتين ضربة معنوية كبيرة للحكومة الأفغانية.
وكانت الولايتان في الماضي معقلين لتحالف الشمال خلال الحرب الأهلية في تسعينات القرن الماضي، ولم يتمكن المتمرّدون يوما من السيطرة عليهما.
وترافق الوضع المتردي في الشمال مع تقارير بأن طالبان تقترب من قندهار وهلمند، وهما عاصمتا ولايتين، إذ سيطرت الحركة على مناطق على أطراف المدينتين.
وقال شير محمد بارقزاي، أحد سكان منطقة نوى في هلمند والتي سيطر عليها عناصر طالبان في وقت مبكر الاثنين، "تعبنا جدا من هذه الحرب. على الأقل تم القيام بالأمر الصحيح اليوم. على طرف واحد أن يسيطر".
وانخرطت القوات الأفغانية وطالبان في مواجهات ضارية في المناطق الريفية الوعرة، منذ بدأ الجيش الأميركي آخر مراحل سحب جنوده البالغ عددهم 2500 منذ الأول من مايو، بينما يطرأ الجمود على محادثات السلام في الدوحة بين ممثلي الجانبين.
ورغم المكاسب السريعة التي حققتها طالبان، مضت الولايات المتحدة قدما في عملية الانسحاب، في إطار قرار الرئيس جو بايدن سحب كامل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول ذكرى مرور 20 عاما على اعتداءات 11 سبتمبر.