القناة الرسمية السعودية تفتح النار على "انحلال" نتفليكس

هجوم القناة التلفزيونية الحكومية يأتي على خلفية مشهد قبلة في مسلسل "مو"، حيث يظهر فنان سعودي في مشهد مقبّلًا عروسه.
الاثنين 2022/08/29
التنافس على أشده

الرياض - بثت قناة "الإخبارية" السعودية تقريرا مصورا، وجهت فيه انتقادات لاذعة لمحتوى منصتي البث العالميتين “نتفليكس” و”ديزني”، وتحدثت عما اعتبرته “انحلالا أخلاقيا” في الرسائل المطروحة في الأعمال الفنية.

وجاء هجوم القناة التلفزيونية الحكومية، على خلفية مشهد قبلة في مسلسل ”مو“. وظهر مؤيد النفيعي، وهو فنان سعودي شاب، في مشهد من المسلسل الذي حقق نسب مشاهدة عالية على ”نتفليكس“، مقبّلًا عروسه كما هو معتاد في حفلات الزفاف الغربية، قبل أن تنهال انتقادات عليه في مواقع التواصل.

واعتبر مغردون جرأة النفيعي، مخالفة للأعراف والقيم.

وعرضت قناة ”الإخبارية“ الرسمية، المشهد بعد مواراة اللقطة المخلة، وعنوته على حسابها على تويتر:

alekhbariyatv@

“هوس الشهرة” يدفع صغار العقول إلى صناعة محتوى غير أخلاقي ومنافٍ لقيم المجتمع.

وقالت القناة ”لتحظى بنجومية مؤقتة فقط كل ما عليك فعله هو مخالفة قيم المجتمع عن طريق صنع عمل بمحتوى يشجع على الانحلال الأخلاقي“، مضيفة أن ”منصات البث العالمية أصبحت مصدرًا مهمًا لتحقيق المال والشهرة في وقت قياسي بطريقة غير أخلاقية، ما أدى إلى ظهور أصوات تطالب بضرورة وضع حد لتلك الظاهرة الهادفة إلى تدمير قيم المجتمع“.

وتابعت أن ”منصات البث كنتفليكس، وديزني، تتبنى أعمالًا عالمية وعربية وتنتجها، تبث رسائل مبطنة ظاهرها فني وباطنها يحتوي على إيحاءات غير أخلاقية، وتروج أيضًا للمثلية الجنسية التي طالت الأطفال“.

وأوضحت أن “منصة ديزني بلس خضعت لقوانين الشرق الأوسط وإن كانت بشكل محدود بعد خلاف مع جهات الرقابة في المنطقة طالبت بإجراء تعديلات على المحتوى بما يناسب جمهور المنصة في أكثر من بلد عربي من بينها السعودية، والإمارات، ومصر، إذ تراجعت المنصة عن قرارها في بث تلك الأعمال بما يتوافق مع المحتوى وقوانين الهيئات المحلية في المنطقة تفاديًا لخسائر إضافية بعد منع العديد من أعمالها التي طرحت في دور السينما العربية والعالمية بما فيها السعودية التي منعت عرض أفلام شهيرة في السينما“.

واختتمت القناة انتقاداتها بالقول إن ”منصة نتفليكس ما زالت تتبنى هذه الأعمال العربية والعالمية دون أي رقابة على المحتوى في المنطقة، مما يطرح تساؤلًا مهمًا: ”هل تطبيق قاعدة الانحلال الأخلاقي في الأعمال المتبناة شرط أساسي لعرضها على المنصة؟“ أما السؤال الأهم: ”أما آن الأوان لوضع حد لمنصة نتفليكس في الشرق الأوسط؟“.

ويحكي مسلسل ”مو“ قصة عائلة فلسطينية، أُجبرت على ترك مدينة حيفا، في العام 1948، لتنتقل للعيش في الضفة الغربية ثم تنتقل إلى دولة الكويت، وبعدها للعيش في مدينة هيوستن في ولاية تكساس كلاجئة دون أوراق إقامة.

وأثار تقرير القناة السعودية انقساما حادا بين السعوديين.

 وقال مغرد:

tsuki199a@

تقرير غير احترافي + كمية شخصنة مقرفة.

واعتبر آخر:

the_queen515@

تقرير#الإخبارية السعودية أما آن الآوان لوضع حد لمنصة #نتفليكس يداً بيد ضد العبث بقيم المجتمع الدينية والأخلاقية كل التقدير لجهد الهيئة العامة للإعلام #المرئي_والمسموع ويبقى علينا إكمال هذه الجهود من داخل كل عائلة غيورة ضد مثل هذه القنوات #نتفليكس #نت_فليكس #Netflix #ديزني_بلس.

وتتصاعد وتيرة الجدل حول حجب نتفليكس في السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما مع توالي الإنتاجات العربية الأصلية لشبكة البث التلفزيوني وآخرها فيلم “أصحاب ولا أعز”.

وسبق أن أشارت صحيفة “عكاظ” السعودية إلى أن شبكة نتفليكس “ليست مشروعا تلفزيونيا ولا ترفيهيا، بل هي جيش من اللاقيم والأخلاق الفاسدة، والعلاقات غير السوية” .

واعتبرت الصحيفة أن منصة شاهد التابعة لشبكة “إم.بي.سي”، “تبرز كبديل تلفزيوني يمكن البناء عليه لتكون حائط صد لهجمة نتفليكس وشقيقاتها من المنصات الغربية المتفوقة بحكم الإبهار والإنتاج المكلف والغزير” .

وكانت مجموعة “إم.بي.سي” البارزة في العالم العربي والتي تعد حجر الزاوية في القوة الناعمة السعودية، أعلنت استثمارها في المزيد من المحتوى النوعي الرقمي، وقوامه الإنتاجات الأصلية، مخصصة ميزانيات ضخمة لإنتاج أعمال حصرية لزيادة مستخدمي “شاهد” وتسويق المملكة العربية السعودية محليا وعالميا.

"إم.بي.سي" سبق أن أعلنت استثمارها في المزيد من المحتوى النوعي الرقمي لزيادة مشاهدي منصة شاهد

ونجحت منصة شاهد في تثبيت نفسها كأبرز وأكبر مزوّد للمحتوى الأصلي النوعي العربي للجمهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وما ورائهما.

ووفقاً لدراسة أجرتها شركة “داتاكسيس”، المتخصصة في هذا النوع من الدراسات الاقتصادية، شهدت السوق العربية للبث عبر الإنترنت زيادة كبيرة تقدر بأكثر من 30 في المئة في أعداد المشتركين بين عامَي 2020 و2021. ووصل عدد المشتركين في المنصات العربية والعالمية المختلفة إلى حوالي عشرة ملايين مستخدم في 18 دولة عربية.

وتوقعت الدراسة ارتفاع هذه الأعداد بمقدار ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث يتوقع أن يصل عدد المشتركين مع حلول 2026 إلى نحو 30 مليون مشترك. وتشكل دول مجلس التعاون الخليجي النسبة الأكبر من مستخدمي البث عبر الإنترنت في العالم العربي، بما يقرب من 3 ملايين مشترك في السعودية، وأكثر من مليونين في الإمارات العربية المتحدة.

ومن المتوقع أن تشتد المنافسة بين منصات البث العربية والعالمية في الفترة القادمة، وعلى رأس هذه المنصات شاهد ونتفليكس.

16