القطاع المصرفي الخليجي يترقب أكبر صفقة بيع ديون متعثرة

أبوظبي - كشفت وثيقة مصرفية الثلاثاء أن بنك أبوظبي التجاري ثاني أكبر بنك في الإمارة الخليجية ينوي التخلص من ديون متعثرة في سياق إصلاحات مالية هيكلية، فيما قد تعد أول صفقة بهذا الحجم في القطاع المصرفي ليس في دولة الإمارات فحسب بل وفي المنطقة.
ويجري البنك مفاوضات لبيع ما يقرب من مليار دولار من الديون المعدومة بحلول نهاية سبتمبر الجاري لتعديل أوتار الميزانية العامة المتضررة من سلسلة من حالات التخلف الكبيرة عن السداد للشركات.
وفقا لعرض مصرفي لشراة محتملين أطلق مشروع توربو، الذي يحمل الاسم الرمزي، ثاني أكبر مقرض في الإمارة مؤخرا عملية بيع مطالبات بنحو 4.1 مليار درهم (1.1 مليار دولار) مضمونة أساسا بضمانات شخصية وشركات، بالإضافة إلى أصول عقارية.
وقال البنك في الوثيقة التي كشفت عنها وكالة بلومبرغ إن عملية البيع تهدف إلى تسريع “إزالة الفوضى في الميزانية، وتحرير الموارد الإدارية النادرة”. وأضاف أنه يريد أيضا تجنب إنفاق الوقت والمال على إجراءات إنفاذ مكلفة خارج الإمارات.
ومن شأن نجاح الصفقة التي يمكن أن تكون واحدة من أكبر مبيعات الديون المعدومة في منطقة الخليج العربي، أن يساعد بنك أبوظبي التجاري على المضي قدما في تفادي تداعيات العديد من الانهيارات المؤسسية.
1.1
مليار دولار قيمة قروض ينوي بنك أبوظبي التجاري التخلص منها بنهاية هذا الشهر
ودخل البنك طيلة الأشهر الأخيرة في محادثات مع مجموعة مستشفيات أن.أم.سي هيلث وشركة المدفوعات فينبلار بي.أل.سي وشركة آرابتيك هولدينغ للإنشاءات بعدما تخلفت عن السداد، من أجل إعادة هيكلة ديونها كما اضطر إلى تخفيض قيمة العديد من القروض.
وقالت مصادر مطلعة لبلومبرغ، طلبت عدم الإفصاح عن هوياتها، إن صفقة البيع قد تدفع مقرضين آخرين في دولة الإمارات إلى التفكير في خطوات مماثلة إذا وافق البنك المركزي.
وبحسب بياناته المالية، اضطر بنك أبوظبي التجاري إلى استيعاب حوالي 6.6 مليار درهم (1.79 مليار دولار) من رسوم انخفاض القيمة خلال العامين الماضيين جراء تداعيات الأزمة الصحية العالمية.
وحقق البنك ربحا صافيا قدره ثلاثة مليارات درهم (820 مليون دولار) في النصف الأول على الرغم من حجز ما يقرب من 270 مليون دولار في رسوم انخفاض القيمة.
ووفقا للوثيقة، يعمل بنك أبوظبي التجاري مع شركة إنترباث آدفيزور، وهي ممارسة إعادة هيكلة سابقة لشركة كا.بي.أم.جي في المملكة المتحدة، على البيع.
وتبيع البنوك في منطقة الخليج كما هو الحال في أي مكان آخر بانتظام الديون المتعثرة إلى الصناديق المتخصصة إذا اعتقدت أن معدل الاسترداد المحتمل منخفض للغاية.
ويقول مصرفيون وخبراء المال إنه بالنسبة إلى صناديق الديون المتعثرة، فإن الحصول على دفتر قروض بخصم حاد، إلى جانب أي اتجاه صعودي مستقبلي للتعافي، يمكن أن يكون تجارة مربحة.