القضية الفلسطينية على طاولة الحوار الاستراتيجي الأميركي - المصري

المباحثات الثنائية الأولى من نوعها في عهد بايدن تناقش قضايا متعلقة بشمال أفريقيا، إضافة إلى مصالح البلدين في شرق المتوسط.
الاثنين 2021/11/08
ملفات ساخنة على طاولة الحوار

واشنطن - تشهد العاصمة الأميركية واشنطن الاثنين والثلاثاء عقد أول حوار استراتيجي أميركي - مصري في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، من المتوقع ان تتصدره ملفات ساخنة أبرزها النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني والانتخابات الليبية المقبلة والأزمة السودانية، وأيضا المصالح المشتركة في شرق المتوسط.

ووصل وزير الخارجية المصري سامح شكري والوفد المرافق له إلى واشنطن منذ يومين للمشاركة في الحوار، الذي تم تأكيد موعد انعقاده في أكتوبر الماضي، وذلك في أعقاب لقاء بينه وبين نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.

واستبقت وزارة الخارجية الأميركية الحوار بإصدار بيان أكدت فيه أن مصر شريك حيوي للولايات المتحدة، وأنها ملتزمة بتعزيز الشراكة المستمرة بين البلدين على مدى أربعين عاما، من خلال دعم مجالات التعاون الأمني وحقوق الإنسان وتقوية الروابط الاقتصادية والثقافية المتميزة بين البلدين.

وأوضحت الخارجية الأميركية أنه من المقرر أن ينضم إلى بلينكن مسؤولون كبار من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع. وسوف يدلي كل من بلينكن وشكري بتصريحات علنية في مستهل الحوار.

وأشارت إلى أن هذا الحوار الاستراتيجي مع مصر يمثل فرصة للنهوض بكل مجال من مجالات التعاون هذه، لتحسين حياة الأميركيين والمصريين على حد سواء.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت في بيان لها أن الحوار سيتناول أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وذلك في إطار مواصلة التشاور مع الجانب الأميركي بشأن ملفات التعاون المشترك والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنه بالإضافة إلى لقاء شكري بنظيره الأميركي سوف يلتقي مع عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية، كما سيتواصل مع مجموعة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع أبرز مراكز البحث والفكر.

والحوار الاستراتيجي الأميركي - المصري تم ترسيخه في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 1998، واستمر عقده دوريا منذ ذلك الحين باستثناء فترة توقف من عام 2009 حتى عام 2015 مع بداية إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما وفي مستهل الانتفاضات العربية عام 2011.

ويرى محللون أن حوار هذا العام يعد فرصة للقيادة المصرية لإعادة تأكيد دورها كشريك حيوي للولايات المتحدة في المنطقة. كما يعتبر فرصة للولايات المتحدة لتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، والسعي للتأثير على موقف مصر بشأن قضايا جديدة مثل التطورات الأخيرة في السودان، والتشجيع على المشاركة البناءة في قضايا مثل سد النهضة.

وكما هو الحال دائما، سوف يكون التعاون العسكري الأميركي - المصري والعلاقات الاقتصادية الثنائية من القضايا الأساسية في المحادثات.

وتقول أليسون نور، الباحثة الأميركية غير المقيمة في برامج الشرق الأوسط للمجلس الأطلسي، في تقرير على موقع مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية إنه من المحتمل أن تؤكد مصر دورها كوسيط رئيسي في القضايا الإسرائيلية - الفلسطينية، لاسيما في ما يتعلق بجهودها لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في مايو الماضي، وسوف تكون هذه نقطة محورية تؤكد ما تحققه مصر كشريك إقليمي.

واستضافت مصر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في سبتمبر الماضي، لإحياء المناقشات بشأن حل الدولتين.

كما رحبت مصر برئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت في أول زيارة رسمية لمصر يقوم بها مسؤول إسرائيلي كبير منذ أكثر من عشر سنوات.

وأجرت مصر مباحثات مع حماس بشأن تبادل الأسرى وتحقيق هدنة أطول مدى مع إسرائيل، بالإضافة إلى قضايا أخرى.

وفي ظل ظروف سياسية وأمنية متقلبة وغير واضحة المعالم في ليبيا، أعربت الولايات المتحدة ومصر عن دعمهما للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا في ديسمبر، والانتخابات البرلمانية في يناير من العام القادم.

وتعد المخاوف الأميركية إزاء شراء مصر طائرات سوخوي - 35 الروسية التي لم يتم استلامها بعد، من القضايا الأساسية التي لم تحسم.

وكان بلينكن أثار هذه القضية في أحاديث سابقة مع نظيره المصري، ومن المحتمل أن يكون هناك تحذير بشأن هذا الأمر، والتعاون المصري الأوسع نطاقا مع روسيا جزء من الحوار.