القضاء الفرنسي يصدر أحكاما ضد خلية لبنانية متورطة بتبييض أموال

القضاء لم يشر إلى تورط حزب الله بيد أن المتهمين، سبق وأن اعتبرتهم واشنطن على علاقة وثيقة بالحزب.
الجمعة 2018/11/30
ضربة لحزب الله

باريس - قضت محكمة فرنسية في باريس، الأربعاء على ثلاثة لبنانيين بينهم رجل الأعمال محمد نورالدين بأحكام متفاوتة بالسجن بعد إدانتهم بتبييض أموال ناجمة عن تهريب مخدرات والمشاركة في عصابة أشرار، في إطار قضية تتعلق بشبكة واسعة تعمل على تبييض أموال عصابات تهريب مخدرات كولومبية، ويشتبه بأن لها ارتباطات بحزب الله اللبناني.

ويقضي القرار القضائي على المتهم الرئيسي نورالدين (44 عاما) الذي أوقف في فرنسا عام 2016 بعد تحقيق دولي شمل 7 دول، بينها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، بالسجن 7 سنوات يجب أن تنفذ في فرنسا وبدفع غرامة قدرها 500 ألف يورو.

وسبق وأن فرضت الولايات المتحدة في يناير 2016 عقوبات على رجل الأعمال اللبناني، لاتهامه بوجود علاقة له مع حزب الله، وأنّه يعمل كمبيّض أموال، لدعم نشاطات الحزب القتالية في سوريا وغيرها من الدول التي للحزب حضور بها.

واتهمت واشنطن نورالدين آنذاك باستغلال إمكانيات شركته “تراند بوينت الدولية”، لغسل الأموال لصالح عملائه بينهم أعضاء في حزب الله، وصرف العملات في السوق السوداء، وغيرها من الخدمات المالية.

وقال السكرتير التنفيذي لوزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب آدم سزوبين “إن حزب الله يحتاج إلى أشخاص مثل محمد نورالدين من أجل تبييض المال واستخدامه في عدم الاستقرار السياسي”.

وطالت الأحكام القضائية الفرنسية في إطار القضية المعروفة بقضية “الأرز” الرجل الثاني فيها، وهو عباس ناصر الذي حكمت عليه بالسجن عشر سنوات. ولم يحضر الجلسة لذلك صدرت مذكرة توقيف بحقه مع ثلاثة متهمين آخرين يحاكمون غيابيا.

وصدرت أحكام بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وتسعة أعوام على 12 متهما آخرين في هذه القضية.

وأشارت رئيسة المحكمة إيزابيل بريفو ديبريز إلى أن الشبكة تتسم “بدرجة عالية من الهيكلية والتنظيم” وتضم أطرافا “على معرفة تامة” بالمصدر غير الشرعي للأموال الذي “كشف طوال التحقيق”.

وشملت هذه القضية المتورط فيها أساسا “كارتيل ميدليين” 15 رجلا حوكموا بدرجات متفاوتة من المسؤولية عن عمليات جمع أموال المخدرات وتبييضها ضمن عصابة منظمة، بينهم محمد نورالدين الذي كان يعمل في القطاع العقاري وتجارة المجوهرات.

وكانت المديرية الأميركية لمكافحة المخدرات أحالت هذه القضية إلى القضاء الفرنسي في إطار تحقيق بشأن شبكة تنشط منذ 2012 بين أميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط.

وإحدى طرق التبييض التي رصدتها مديرية مكافحة المخدرات تجعل من فرنسا حيث يقيم عدد من المتهمين مركز تهريب المخدرات في أوروبا.

وكانت هذه الشبكة تقوم بجمع الأموال الناجمة عن بيع الكوكايين في أنحاء القارة في فرنسا ثم ترسلها إلى لبنان ومن هناك يعاد تسديدها إلى المهربين الكولومبيين عبر حوالات مالية.

ورغم أن القضاء الفرنسي لم يشر في حكمه لتورط حزب الله بيد أن المتهمين، سبق وأن اعتبرتهم واشنطن على علاقة بالحزب.

وتعتبر الولايات المتحدة حزب الله منظمة إجرامية عابرة للحدود وسبق وأن اعتقلت  وأدرجت ضمن قوائمها السوداء أشخاصا على صلة به يتاجرون في المخدرات، أو في عمليات تبييض أموال. ويواجه حزب الله حصارا ماليا خانقا، الأمر الذي يجعله ينخرط بقوة في نشاطات غير شرعية مثل المخدرات التي توفر له موارد مالية مهمة لتمويل عملياته في كل من سوريا واليمن.

2