القضاء العراقي يلاحق المشاركين في مؤتمر دعا إلى التطبيع مع إسرائيل

إصدار مذكرات اعتقال بحق وسام الحردان ومثال الألوسي وسحر كريم الطائي، مع اتخاذ الإجراءات القانونية بحق بقية المشاركين في حال معرفة الأسماء الكاملة.
الأحد 2021/09/26
مؤتمر أحرج الحكومة العراقية

بغداد - أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق الأحد صدور مذكرات اعتقال بحق مشاركين في مؤتمر يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل، عقد في إقليم كردستان شمالي العراق.

وأوضح المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان صحافي الأحد أن "محكمة تحقيق الكرخ الأولى بناء على معلومات مقدمة من مستشارية الأمن القومي، أصدرت مذكرة قبض بحق المدعو وسام الحردان (قائد الصحوات في العراق)، على إثر الدور الذي قام به في الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل".

وذكر أنه تم إصدار مذكرة قبض بحق مثال الألوسي والموظفة في وزارة الثقافة سحر كريم الطائي عن "الجريمة نفسها"، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق بقية المشاركين في حال معرفة الأسماء الكاملة.

ودعا أكثر من 300 عراقي بمن فيهم شيوخ عشائر مساء الجمعة إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان "السلام والاسترداد"، ونُظم في إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي برعاية منظمة أميركية.

وأثار هذا المؤتمر جدلا بين الحكومة المركزية التي وصفته بأنه محاولة للتشويش على الانتخابات، وحكومة الإقليم التي قالت إنه تم "دون علمها وموافقتها ومشاركتها".

وقالت الحكومة العراقية في بيانها السبت إن "هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية العزيزة، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها، وأنها تمثل مواقف من شارك بها فقط".

وأضاف البيان أنها "محاولة للتشويش على الوضع العام وإحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة، انسجاما مع تطلعات شعبنا وتكريسا للمسار الوطني الذي حرصت الحكومة على تبنيه والمسير فيه".

وأفاد بأن "طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستوريا وقانونيا وسياسيا في الدولة العراقية".

ويرى متابعون أن صمت الحكومة العراقية إزاء انعقاد المؤتمر قد يعود إلى أنها لا تريد الصدام مع منظميه ولا مع الجهات الخارجية الداعمة له، مرجحين أنها تريد استثمار تداعياته الآن لأجندات عراقية خالصة، لاسيما وأنها على أبواب الانتخابات، من خلال مغازلة جمهور الأحزاب الدينية المتشددة.

ويشير هؤلاء إلى أن المؤتمر سيتحول إلى مادة لحملات انتخابية لأحزاب فاقدة للشرعية الشعبية، بسبب فشلها في تحقيق مكاسب خلال فترات حكمها المختلفة منذ الغزو الأميركي سنة 2003، وستجد في معركة التطبيع فرصة لتلميع صورتها.

ورفض تحالف الحكمة الوطني الذي يتزعمه عمار الحكيم ولديه 19 مقعدا في البرلمان من أصل 329 مقعدا، السبت دعوات التطبيع مع إسرائيل.

وذهب رجل الدين الشيعي واسع التأثير مقتدى الصدر أبعد من ذلك، داعيا الحكومة إلى "تجريم واعتقال كل المجتمعين". 

واعتبر النائب والمتحدث باسم تحالف الفتح أحمد الأسدي أن ما جاء في المؤتمر "فعل إجرامي".

وهدد قادة ميليشيات موالية لإيران باستهداف منظمي المؤتمر، واصفين إياهم بـ"الخونة".

ونفت سلطات إقليم كردستان السبت صلتها بالاجتماع وتوعدت بعض القائمين عليه بالعقوبات، من بينها إبعادهم عن أراضي الإقليم.

وقالت وزارة الداخلية في الإقليم إن بعض المشرفين على إقامة المؤتمر قاموا بـ"حرفه" عن أهدافه واستخدامه لـ"أغراض سياسية".

ويقيم إقليم كردستان، الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق، علاقات ودية مع الدولة العبرية. وهو يقف بذلك على طرف نقيض مع مواقف المسؤولين والفصائل السياسية العراقية الموالية لإيران التي تحظى بنفوذ قوي في العراق.

وخلال العقود الأخيرة زار العديد من قادة إقليم كردستان العراق إسرائيل، ودعا السياسيون الأكراد علانية إلى التطبيع معها. وفي عام 2017 عندما نظم أكراد العراق استفتاء الاستقلال المثير للجدل، كانت إسرائيل من بين الداعمين القلائل لهم.