القضاء الجزائري يبرئ شقيق بوتفليقة

الجزائر - برأت محكمة استئناف جزائرية شقيق الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة من تهمة “عرقلة السير الحسن للعدالة” وخفّضت إلى النصف عقوبة السجن التي أصدرتها محكمة ابتدائية في القضية نفسها بحقّ وزير سابق، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية مساء الثلاثاء.
ويُحتجز السعيد بوتفليقة (64 عاما) منذ مايو 2019، إذ اتهم في قضية معروفة إعلاميا بالتآمر على الجيش والدولة، لكنه نال البراءة فيها مطلع عام 2021.
وفي أكتوبر أنزلت محكمة الجنايات الابتدائية عقوبة السجن عامين بالسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق ومستشاره، والسجن لمدة ستّ سنوات بالطيّب لوح الذي شغل منصب وزير العدل لأكثر من خمس سنوات في عهد بوتفليقة، وذلك بعد إدانتهما بتهم “التزوير في محرّرات رسمية وعرقلة السير الحسن للعدالة وسوء استغلال الوظيفة”.
واستفاد المتّهمان من تخفيف الأحكام بعد تبرئتهما من جناية التزوير في محررات رسمية التي تصل عقوبتها إلى 20 سنة.
وفي مارس صدر بحق لوح حكم ثان بالسجن النافذ 3 سنوات بنفس تهمة “عرقلة السير الحسن للعدالة”، لكن وفقا للقانون الجزائري، يقضي المحكوم عليه أعلى عقوبة صادرة بحقه فقط.
ولكن الأحكام الجديدة غير نهائية، ويمكن الطعن فيها أمام المحكمة العليا.
الأحكام الجديدة التي صدرت لصالح السعيد بوتفليقة والوزير السابق بالطيب لوح غير نهائية، ويمكن الطعن فيها
وإثر تنحّي بوتفليقة، الذي توفي في سبتمبر 2021، عن الحكم في الثاني من أبريل 2019، تحت ضغط احتجاجات الحراك الشعبي، فتح القضاء تحقيقات في قضايا يشتبه بتورط مقرّبين منه فيها.
وصدرت أحكام قضائية بحقّ مسؤولين سابقين كثر ورجال أعمال، خصوصا في قضايا فساد، كما بالنسبة لوزيرة الثقافة لأكثر من 12 سنة خليدة تومي التي حُكم عليها بالسجن ست سنوات في أبريل، وقبلها وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل الذي حُكم عليه غيابيا في منتصف فبراير بالسجن عشرين سنة، مع إصدار مذكرة دولية للقبض عليه.
والسعيد (64 عاما) هو الشقيق الأصغر لعبدالعزيز بوتفليقة، والتحق بمؤسسة الرئاسة عام 1999، وظهر كرجل نافذ وقوي عقب تدهور الوضع الصحي لبوتفليقة في 2011.
ويتابع السعيد حاليا في قضية أخرى بتهمة تمويل فضائية تلفزيونية تبث من خارج البلاد لدعم ترشح شقيقه عبدالعزيز لولاية خامسة عام 2019، قبل إلغاء الترشح بسبب انتفاضة شعبية.
وأجّلت محكمة القطب الجزائي المتخصصة في قضايا الفساد المالي والاقتصادي بسيدي امحمد الاثنين النظر في هذه القضية إلى جلسة الثلاثين من مايو الحالي، بسبب غياب المتهمين لكونهما موجودين في جلسة الجنايات المستمرة بمجلس قضاء الجزائر.
ووجهت المحكمة للسعيد بوتفليقة والرئيس السابق لمنتدى رؤساء المؤسسات “الأفسيو” علي حداد تهم التمويل الخفي للحملة الانتخابية وتبييض الأموال، والإثراء غير المشروع وإخفاء عائدات متحصل عليها من جرائم فساد.
وسيمثل في هذه القضية الوزير الأول الأسبق عبدالمالك سلال كشاهد عن طريق المحاكمة المرئية من سجن القليعة.