القضاء البريطاني ينظر في ملف النزاع بين أيرباص والخطوط القطرية

لندن - ينظر القضاء البريطاني اليوم الجمعة في الخلافات بين أيرباص والخطوط الجوية القطرية مع احتدام النزاع بشأن التعاقد وسلامة طائرات الركاب من طراز "أي 350" بسبب وثائق سرية، فيما تتجاوز قيمة الصفقة محل التقاضي 1.5 مليار دولار.
ورفعت الخطوط الجوية القطرية دعوى قضائية على شركة أيرباص بسبب الأضرار التي لحقت بالسطح المطلي ونظام مكافحة الصواعق في طائرات "أي 350"، قائلة إن السلامة ربما تكون معرضة للخطر نتيجة عيوب في التصميم. وتعترف أيرباص بوجود عيوب في الجودة لكنها تنفي وجود خطأ في التصميم وتصر على أن الطائرات آمنة.
ويتعين على الجانبين تزويد بعضهما البعض بآلاف الصفحات من الوثائق، إذ يتجه نزاعهما، الذي غيّر بالفعل شكل المنافسة في سوق الطائرات، نحو محاكمة نادرة في مجال الطيران بلندن في منتصف عام 2023، ما لم يتم التوصل إلى تسوية.
وسلطت القضية الضوء بشكل نادر على كواليس سوق الطائرات العالمية، بما في ذلك تفاصيل التعاقد والدليل الإرشادي لتسليم الطائرات الجديدة.
ومن المتوقع أن تشهد جلسة المحكمة العليا اليوم الجمعة اتهامات متبادلة بشأن التباطؤ في الإفراج عن وثائق تشمل ملفات الصيانة والتحليل الهندسي، بالإضافة إلى رد ودائع بالملايين من الدولارات واعتمادات لأيرباص.
وارتفع عدد طائرات "أي 350" التي أوقفتها قطر عن العمل بسبب الأضرار في السطح إلى 28 من أصل 53 طائرة في أسطولها.
وقالت أيرباص الشهر الماضي إنها ألغت ما تبقى من طلبية الخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات "أي 350"، مما زاد من حدة النزاع مع شركة الطيران الخليجية.
وقال أشخاص مطلعون على الدعوى إن شركة بوينغ تورطت في الخلاف بين منافستها وأحد أكبر عملائها لأول مرة.
واتسع الخلاف حول طائرات "أي 350" في وقت سابق من هذا العام عندما ألغت شركة أيرباص عقدا منفصلا لشراء 50 طائرة أصغر حجما من طراز "أي 321 نيو"، بحجة أن العقود كانت مرتبطة بشرط التخلف عن السداد.
وبعد ذلك، طلبت قطر طائرات بوينغ "737 ماكس"، مما أدى إلى نقل الجدل حول المزايا النسبية للطائرات إلى المحكمة، إذ قالت شركة أيرباص على غير العادة إن الطراز ماكس جيد مثل "أي 321"، في محاولة لتجنب إلزامها بتصنيع الطائرات لصالح قطر.
وقالت مصادر إن الشركة القطرية مطالبة الآن بتسليم نسخة أولية من عقد ماكس لشركة أيرباص مع فرض بعض القيود، لكن بوينغ تعترض على عناصر من هذا الإفصاح النادر.
ودعا القاضي الذي سينظر في الدعوى في المملكة المتحدة إلى اجتماع لتنقية الأجواء بين شركة أيرباص وشركة الطيران القطرية والجهات التنظيمية في قطر وأوروبا، لكن لا توجد مؤشرات واضحة حتى الآن على حدوث ذلك.
وبموجب قواعد الطيران، عادة ما تتحدث الشركات إلى الجهات التنظيمية الخاصة بها التي تناقش إجراءات السلامة بعدها مع بعضها البعض، لكن القضية سلطت الضوء على تراجع حسن النوايا المعتاد.
وامتنعت شركة أيرباص والخطوط الجوية القطرية عن التعقيب قبيل جلسة النظر في القضية اليوم الجمعة المقررة الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش.