القضاء الإسرائيلي يؤجل النظر في قضية الشيخ جراح إلى الشهر القادم

تحذيرات من دعوات إلى اقتحام استيطاني جماعي للمسجد الأقصى.
الأحد 2021/05/09
عنف متنام

رام الله – أجلت المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة كانت مقررة الاثنين  للبت في ملف إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها بحي "الشيخ جراح" في مدينة القدس المحتلة، لصالح مستوطنين، فيما تعيش القدس على وقع احتجاجات متفاقمة.

وقالت قناة "كان" الإخبارية الإسرائيلية (رسمية) إن "المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) قررت تأجيل المداولات بشأن قضية الشيخ جراح إلى موعد آخر بغضون الشهر القادم".

وأوضحت القناة أن قرار التأجيل جاء بطلب من المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، كي يقرر إذا ما كان يريد أن ينضم إلى الملف المنظور أم لا.

وكان القضاء الإسرائيلي أصدر قرارا في سبتمبر الماضي بإجلاء أربع عائلات فلسطينية من الحي، وتبعه قرار آخر في الشهر الذي يليه يقضي بإجلاء ثلاث عائلات أخرى.

وأثار القرار رفضا واستنكارا فلسطينيين رسميين وفصائليين، وأبدى الأهالي رفضهم للقرار، كونه يعترف بشرعية ادعاءات المستوطنين (الإسرائيليين) بامتلاكهم المنازل.

وقدمت العائلات الفلسطينية المتضررة التماسا للمحكمة العليا الإسرائيلية، ضد قرار محكمتي الصلح والمركزية بإخلائها من منازلها لصالح مستوطنين، بحجة عدم ملكيتها للأراضي المقامة عليها.

ومنذ أكثر من أسبوع، يشهد حي "الشيخ جراح" بالقدس، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكانه الفلسطينيين، ومتضامنين معهم.

ويحتج الفلسطينيون على قرارات إسرائيلية بإخلاء عائلات فلسطينية من منازل شيدتها عام 1956، تزعم جمعيات استيطانية أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل 1948.

ومساء يومي الجمعة والسبت، أسفرت اعتداءات إسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى والقدس عن إصابة نحو 300 شخص، بحسب "الهلال الأحمر" الفلسطيني.

وفي وقت سابق، أُصيب 90 فلسطينيا خلال مواجهات عنيفة في منطقة "باب العامود" أحد أبواب المسجد الأقصى، حيث تم نقل 16 منهم إلى المستشفى.

وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح"، أسفرت عن المئات من الجرحى والمعتقلين في الجانب الفلسطيني.

وحذرت فلسطين الأحد من دعوات إلى اقتحام استيطاني جماعي للمسجد الأقصى الاثنين، واتهمت الحكومة الإسرائيلية بتوسيع مشاركة "المنظمات الإرهابية" في الاعتداءات ضد القدس.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان إنها تحذر من "دعوات التحشيد المتصاعدة التي تطلقها جهات رسمية إسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس والجمعيات الاستيطانية المتطرفة، للمشاركة في مسيرات استفزازية في شوارع وأحياء القدس الشرقية المحتلة وبلدتها القديمة".

وأضافت أن دعوات التحشيد تتضمن "اقتحاما جماعيا للمسجد الأقصى المبارك الاثنين، تحت شعار ما يسميه الاحتلال يوم توحيد القدس".

وذكرت الخارجية الفلسطينية أن الجمعيات الاستيطانية تستغل شعار "يوم توحيد القدس" لـ"استقطاب المزيد من الأجيال الشابة اليهودية للمشاركة في عمليات اقتحام الحرم القدسي الشريف".

وأشارت إلى "المخططات المستمرة لتكريس تهويد المدينة عامة، وتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، ريثما يتم تقسيمه مكانيا".

وقالت إن "إسرائيل لجأت إلى توسيع مشاركة المستوطنين، وجمعياتهم، ومنظماتهم الإرهابية وعناصرها، بقوة في الاعتداءات المستمرة ضد القدس".

رفض فلسطيني واسع للقرارات الإسرائيلية
رفض فلسطيني واسع للقرارات الإسرائيلية

ومطلع شهر رمضان أعلنت جماعات استيطانية عن تنفيذ "اقتحام كبير" للمسجد الأقصى يوم 28 رمضان، بمناسبة ما يسمى يوم "توحيد القدس" العبري.

ويوم "توحيد القدس" هو اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية عام 1967.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي "يستعد للتعامل مع سيناريو تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة".

ونقلت عن مصدر في الجيش وصفته بـ"الكبير" قوله إن أحداث القدس قد تكون لها "تبعات" في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضافت أن الجيش دفع بأربع كتائب إلى الضفة الغربية وقرب قطاع غزة، ووضع قوات أخرى في حالة تأهب ونصب منظومات للقبة الحديدية (المضادة للصواريخ).

والأحد حذر الأردن إسرائيل من مواصلة انتهاكاتها "الهمجية" للمسجد الأقصى، مؤكدا أنه سيصعد الضغط الدولي لحمل "إسرائيل على وقف اعتداءاتها".

وقالت المملكة، التي تشرف على المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس، إنه لا بد لإسرائيل من "الكف عن انتهاكاتها واحترام حرمة المسجد وحرية المصلين والوضع القائم التاريخي والقانوني".

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد على أن بلاده "ترفض بشدة" الضغوط الرامية إلى منعها من البناء في القدس.

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد تزايد الإدانات الدولية لعمليات الإخلاء المزمعة لفلسطينيين من منازل في المدينة يطالب مستوطنون يهود بملكيتها.

وفي وقت سابق الأحد أعرب بابا الفاتيكان عن قلقه البالغ إزاء الوضع في القدس، داعيا إلى إنهاء الصدامات في المدينة المقدسة.

وقال البابا فرانسيس في رسالة عقب صلاة الأحد نقلتها صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن "العنف لا يولد سوى العنف، فلنوقف هذه المواجهات".

ودعا جميع الأطراف إلى "البحث عن حلول مشتركة من أجل احترام هوية المدينة المقدسة متعددة الأديان والثقافات".

والسبت حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس  في بيان، من "انجرار الحكومة الإسرائيلية إلى دعوات المتطرفين اليهود الذين يدعون إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى".

وقال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة إبراهيم خريشة لإذاعة صوت فلسطين (رسمية) الأحد، إن هناك "اتصالات ومشاورات لبحث إمكانية عقد اجتماع أو جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بشأن اعتداءات الاحتلال في القدس المحتلة".

وذكر أن المشاورات تشمل سفراء من الاتحاد الأوروبي والمنظمات العربية والإسلامية ودول أخرى.

وأضاف أن اجتماعا سيعقد الاثنين لمجلس الأمن الدولي، "وفي حال استمر التصعيد ربما ستكون هناك جلسة لمجلس حقوق الإنسان".

وقوبلت التحركات الإسرائيلية بحملة إدانات عربية واسعة، حيث دانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية في القدس الشرقية.

وأعلن رياضيون وفنانون عرب دعمهم للقدس والمسجد الأقصى ونضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، بنشر تغريدات وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم أنقذوا الشيخ جراح.