القضاء الإسباني يستدعي زعيم البوليساريو للتحقيق في تهم الاختطاف التعسفي والتعذيب

مدريد - أمر القضاء الإسباني بالاستماع إلى إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية الذي سافر الشهر الماضي إلى إسبانيا بجواز سفر مزور للعلاج من فايروس كورونا.
وأكدت وسائل إعلام إسبانية ومغربية أن قاضي التحقيق بمدريد أمر بشكل رسمي الاستماع لإبراهيم غالي، الذي دخل الشهر الماضي التراب الإسباني بجواز سفر جزائري وباسم مزور، من أجل العلاج من فايروس كورونا.
وحدد قاضي التحقيق الأربعاء 5 مايو الجاري، موعدا للاستماع إلى غالي في التهم الموجهة له من قبل الفاضل بريكة أحد عناصر البوليساريو، الذي يتهمه بالاختطاف التعسفي والاعتقال والتعذيب.
وقال موقع "لوديسك" المغربي إن الأمر القضائي صدر قبل وصول إبراهيم غالي إلى إسبانيا، حيث توصل القضاء الإسباني خلال الأعوام 2008 و2013 و2006 بعدة شكاوى مشابهة ضد البوليساريو من طرف جمعيات الضحايا.
وقال المدون والناشط الحقوقي بريكة إنه تعرض هو ومدونان آخران، هما محمود زيدان ومولاي عبا بوزيد، "لاستغلال جسدي ونفسي إثر انتقادهم الخروقات الخطيرة لحقوق الإنسان واستغلال قيادات الجبهة الانفصالية لبؤس سكان المخيمات لخدمة مصالحهم الشخصية".
وأضاف أن جسده لا يزال يحمل علامات التعذيب الذي تعرض له خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من العام 2019.
وزعيم البوليساريو البالغ من العمر 73 عاما مطلوب لدى المحكمة المختصة في جرائم التعذيب والاغتصاب والاعتقال القسري والخطف بإسبانيا.
وكانت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان طلبت من القضاء الإسباني الاستماع إلى زعيم جبهة البوليساريو غالي "لارتكابه جرائم ضد الإنسانية منها الاغتصاب والتعذيب وجرائم الحرب، ما دام يوجد على الأراضي الإسبانية في مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو".
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إن "محامي الجمعية طالب المدعي العام باتخاذ الإجراءات ذات الصلة لضمان إصدار بيان ومنع خروجه من الأراضي الإسبانية".
وأشارت الجمعية إلى أنه تم استدعاء "إبراهيم غالي للإدلاء بشهادته من قبل قاضي المحكمة رقم 5 بالجلسة الوطنية في نوفمبر 2016" لكنه لم يمتثل.
ويتابع القضاء الإسباني إبراهيم غالي بتهم عديدة منذ 2008 تاريخ رفع دعوى ضده من طرف ضحايا وأعضاء الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان، الذين يقاضون 25 عضوا من البوليساريو وثلاثة ضباط في الجيش الجزائري بتهم الاغتيال والعنف والاعتقال القسري والإرهاب والتعذيب والاختفاء.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قد طالب السبت إسبانيا بتقديم توضيحات مبررة حول استضافة زعيم البوليسارو على أراضيها.
وتعتبر إسبانيا شريكا تجاريا رئيسيا للمغرب، كما يجمع البلدين تعاون أساسي في ملفات حساسة تتعلق بالأمن والهجرة والإرهاب، ولهذا تحرص مدريد حتى في أوقات التوتر على التحدث بلغة إيجابية واتخاذ خطوات إيجابية، وهو ما يقلل التكهنات بحدوث قطيعة دبلوماسية بين البلدين.
ومنذ عقود يدور نزاع حول الصحراء المغربية بين جبهة البوليساريو والمغرب، الذي يسيطر على أغلب أراضي المستعمرة الإسبانية السابقة.
وتتمسك الرباط بممارسة سيادتها وحقوقها القانونية والاقتصادية فوق صحرائها وتنمية أقاليمها الجنوبية كدولة ذات سيادة، في وقت تعيش فيه الجبهة الانفصالية على وقع هزائم دبلوماسية وسياسية متوالية في ما يتعلق بملف الصحراء.
وتطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير أقرّته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على أغلب المنطقة منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.