القصة القصيرة في السودان درع ضد الخوف والجهل والتطرف

الخرطوم – وزعت جائزة نيرڤانا للأدب القصصي في العاصمة السودانية الخرطوم جوائز دورتها الأولى لعام 2018، خلال حفل أقيم في مركز الفيصل الثقافي، وقد فازت قصة “قصيدة” للكاتب مصطفى عبدالقادر بالمركز الأول، وقصة “ما بين أمي والجاموسة” للكاتبة حليمة مساعد بالمركز الثاني، وقصة “مهيريت أو سكينة كما تُسمي نفسها” للكاتب بوادر بشير في المركز الثالث.
كما مُنحت سبع جوائز تقديرية لكل من القاصة اليمنية نجود القاضي عن قصتها “الخارج من الداخل”، والقصاصين خالد ميرغني عن قصته “صندوق”، وسيد أحمد إبراهيم عن قصته “فتيات الرمل”، وأمين درديق عن قصته “سيرة الفكي جَرْبو”، وأمل حسن طه عن قصتها “ذاكرة مستقبلية”، وأسامة شيخ إدريس عن قصته “بعض لحم”، وأحمد الشريف عن قصته “خمس دقائق في البرزخ”.
وكرّمتْ الجائزة في هذه الدورة كمال وداعة الذي اختارته الشخصية الشرفيّة لها، وهو بائع كتب مشهور قاوم محاولة تطهير الكتب منذ العام 1989، وافترش في التاريخ ذاته مكتبته الخاصة بعد أن أُحيل إلى التقاعد، وأسهم في تكوين أجيال من المثقفين والكتاب في السودان.
وذكر أُمناء الجائزة أن 223 قاصا شاركوا في هذه الدورة، منهم 90 من الداخل و133 من خارج السودان. وتكونت لجنة التحكيم من القاص المغربي أنيس الرافعي رئيسا، وعضويّة كل من الجزائري عبدالرزاق بوكبّة، والكويتية استبرق أحمد، والسوداني حامد النّاظر، والعُماني محمود الرحبي.
يُشار إلى أن “النيرڤانا” أول جائزة تعتمد على التمويل الذاتي، وقد أطلقها الروائي السوداني مهنّد الدابي والقاصّة صباح سنهوري، وهي مبادرة لتشجيع الكتابة القصصية في السودان والمنطقة العربية، يصاحبها مشروع ترجمة للأعمال الفائزة، وتحويلها إلى قصص مسموعة وطباعتها بلغة برايل للمكفوفين.
وقد صرّح الدابي خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن المتوجين قائلا “وسط هذه الظروف أتت النيرﭬـانا، طفلة تُداعب معنى أن تكون القصّة القصيرة سِفرا ومتنا للحياة، ودرعا ضد الخوف والجهل والعنصرية والتطرف، ووجها مشرقا للفن القصصي السوداني، السودان الذي يستحق منا أكثر من مجرد جائزة”.
وجاء في ديباجة البيان الذي أصدره المشرفون على الجائزة “نؤمن بأهمية الدور الذي تَلعبهُ القصة في حياتنا. فالقصة هيّ التأريخ الإنساني الوحيد في هذا الكوكب؛ بدءا بالأساطير ومرورا بالحكايات الدينيّة والشعبيّة، وأخيرا بالقصص بوصفها أعمالا فنيّة كانت لها القوّة لتغيير العالم من حولنا. والقصة هيّ درع إنساني ضد الجهل والقمع والعنصريّة والتطرُّف”.