القدس في الشعر العربي المعاصر تشبه البيت كما يصوره باشلار

الشاعرة شيرين العدوى تتناول في بحثها موضوع القدس في الشعر العربي المعاصر معتمدة على نظرية غاستون باشلار في مفهومه للفضاء الشعري.
الأربعاء 2022/07/27
القدس أكثر من مدينة

عمان- أكدت الشاعرة المصرية شيرين العدوى أن القضية الفلسطينية مازالت تدرس ويدافع عنها بالبحوث والأقلام الحرة سواء في الأدب الروائي أو القصصي أو الشعري بشكل خاص.

وقالت العدوى، عقب مشاركتها في المؤتمر العلمي الثامن بالأردن والذي عقد تحت عنوان “القدس في الشعر العربي الحديث”، إن القضية الفلسطينية مازالت تحمل زخمها الإنساني كأكبر قضية ظلم في التاريخ وقعت على شعب أعزل.

وشاركت الشاعرة شيرين العدوى، عضو المجلس الأعلى للثقافة المصري وأستاذة الإعلام، مؤخرا في المؤتمر العلمي الثامن بكلية الآداب “جامعة الزيتونة” الأردنية، الذي انتظم بالاشتراك مع مركز دراسات القدس.

وقدمت العدوى ورقة بحثية تحت عنوان “القدس في الشعر العربي المعاصر، دراسة في جماليات المكان”، وقد لاقى البحث تقديرا كبيرا من المشاركين في المؤتمر، حيث اعتبروه من أبرز البحوث التي قدمت فيه.

شيرين العدوى: القضية الفلسطينية مازالت تحمل زخمها الإنساني كأكبر قضية ظلم في التاريخ وقعت على شعب أعزل

وقد حظيت مدينة القدس باهتمام شعري كبير من المحيط إلى الخليج، إذ تعتبر أكثر المدائن العربية استقطابا للشعراء، نظراً إلى ما كانت عليه من قيمة تاريخية ومحورية في الحروب والصراعات في المنطقة، كما أنها تمثل قضية راهنة حاول الشعراء مقاربتها كلّ من زاويته.

تقول العدوى “جاءت ورقتي معتمدة على نظرية غاستون باشلار في مفهومه للفضاء الشعري الذي شبهه بالبيت وفي البيت ثلاثة أطوار، فالبيت الذي نولد فيه بما يحويه من ألفة وحميمية وحماية حيث الأنا تحمى الأنا. ثم الخروج خارج البيت فتصبح الأنا في مواجهة الآخر فلا تحميها غير السماء، ثم الأنا التي تلجأ إلى النزول تحت البيت بما يسمى عند باشلار بالقبو فيمتد بجذوره إلى الماء والتربة الخصبة والماضي البعيد ولكنه يموت بعيدا في الظلام الدامس غير المرئي”.

وتتابع “رصدت هذا من خلال 3 شاعريات تمثلت في ثلاثة شعراء: هم محمود درويش في قصيدته “الأرض”، والأخوين رحبانى في قصيدتهما “زهرة المدائن”، وفدوى طوقان.

وخلصت العدوى إلى أن الشاعرية المقاومة مرت في فضائها الشعري من خلال هذه القصائد، بالشعرية الحميمية التي تجلى فيها البيت الأول للإنسان الذي يعني فلسطين أو القدس، والتي يشعر فيها الفلسطيني أنه في بيته وهو صاحب حق فلا يخاف بل يقاوم ويعمل من أجل التحرر، فهي شعرية الرفض والفعل، ثم تأتى الصورة الثانية في قصيدة “زهرة المدائن” إلى تحول آخر في القضية عبرت عنه القصيدة وهي شعرية الاستغاثة والدعاء ثم الصورة الأخيرة نزولا إلى قبو الفضاء الإنساني.

يذكر أن الشاعرة شيرين العدوى أصدرت خمسة دواوين هي “دهاليز الجراح”، “فوهة باتجاهي”، “بنات الكرخ”، “فراشات النور”، “سماء أخرى”.

وحازت الشاعرة على عدد من الجوائز، أبرزها جائزة أحمد شوقي (1998)، جائزة المجلس الأعلى للثقافة (1998)، جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة (1999)، جائزة الشباب والرياضة (2002)، جائزة دار الأدباء (2004)، وجائزة حسن القرشي العربية.

 

12