القتال يحتد خارج كييف وسط آمال في فتح ممرات إنسانية

بايدن يستبعد حربا عالمية ثالثة ويفرض عقوبات جديدة على مقربين من بوتين، فيما تحذر موسكو من أن تؤدي تلك الإجراءات إلى سقوط محطة الفضاء الدولية.
السبت 2022/03/12
القوات الروسية على بعد 25 كلم من وسط كييف

كييف - أفادت وزارة الدفاع البريطانية السبت، باستمرار القتال شمال غرب كييف مع تمركز الجزء الأكبر من القوات الروسية على بعد نحو 25 كيلومترا من قلب المدينة، في حين جرت محاصرة عدة مدن أخرى وقصفها بعنف.

وقالت نائب رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك إنها تأمل في فتح عدد من الممرات الإنسانية السبت، للآلاف من السكان في المدن التي تعرضت للقصف ابتداء من مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة إلى زابوريجيا.

وقالت فيريشوك في كلمة مصورة بعد فشل جهود الإجلاء المتكررة خلال الأيام الماضية "آمل أن يمضي اليوم (السبت) بشكل جيد وأن تفتح كل الطرق وفق الخطط وأن تفي روسيا بالتزاماتها بضمان نظام وقف إطلاق النار".

وقال مجلس مدينة ماريوبول في بيان على الإنترنت الجمعة إن ما لا يقل عن 1582 مدنيا لقوا حتفهم نتيجة القصف الروسي والحصار المستمر منذ 12 يوما على المدينة الجنوبية الشرقية. ولم يتسن التحقق من عدد القتلى أو المصابين.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن صفارات الإنذار انطلقت في معظم المدن الأوكرانية صباح السبت، لحث الناس على الاحتماء بعد أن قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الحرب وصلت إلى "نقطة تحول استراتيجية".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة إن القوات الروسية تعيد تنظيم صفوفها في ما يبدو، ربما لشن هجوم جديد قد يستهدف العاصمة كييف في غضون أيام قليلة.

وأشارت في تحديث السبت إلى أن القتال شمال غربي العاصمة مستمر، وإن مدن خاركيف وتشرنهيف وسومي وماريوبول ما زالت تحت الحصار والقصف الروسي المكثف.

وتعززت الجهود لعزل روسيا اقتصاديا إذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على كبار مسؤولي الكرملين والأثرياء الروس، ومن المقرر أن يُجرد الاتحاد الأوروبي روسيا من وضعها التجاري المتميز السبت.

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بتجنب مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا، قائلا إن بلاده لن تخوض حربا عالمية ثالثة في أوكرانيا، لكنه فرض قيودا تجارية جديدة على موسكو.

كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية مساء الجمعة، فرض عقوبات جديدة ضد مسؤولين روس بينهم رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، على خلفية دعمه الرئيس فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا.

ومن بين الذين شملتهم العقوبات الجديدة 10 أشخاص من مجلس إدارة مصرف (في.تي.بي) و12 عضوا بمجلس الدوما، وأسرة المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

في المقابل، حذرت روسيا السبت من العقوبات الغربية المفروضة عليها مشيرة إلى أنها قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية، مطالبة برفع هذه الإجراءات، وفق ما أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دمتري روغوزين.

وقال روغوزين "إن العقوبات ستؤدي إلى اضطراب تشغيل مركبات الفضاء الروسية التي تزود محطة الفضاء الدولية مما يؤثر على الجزء الروسي من المحطة الذي يسمح خصوصا بتصحيح مدار البنية المدارية".

 وأضاف أنه "قد يتسبب ذلك في نزول محطة الفضاء الدولية التي تزن 500 طن "على البر أو في البحر".

وأوضح روغوزين الذي ينشر باستمرار رسائل دعم للجيش الروسي في أوكرانيا على شبكات التواصل الاجتماعي أن "الجزء الروسي يضمن تصحيح مدار المحطة (في المتوسط 11 مرة في السنة) بما في ذلك لتجنب قطع الحطام الفضائية".

ونشر رئيس "روسكوزموس" خارطة للعالم تظهر المكان المحتمل لسقوط المحطة، مؤكدا أن روسيا آمنة إلى حدّ كبير.

وأضاف "لكن سكان البلدان الأخرى لاسيما تلك التي يقودها 'كلاب الحرب' (الغربيون) يجب أن يفكروا في ثمن العقوبات ضد روسكوزموس". ووصف الذين فرضوا الإجراءات الانتقامية بـ"المجانين".

وكانت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ذكرت في الأول من مارس أنها تعمل من أجل إيجاد حلول لإبقاء المحطة في المدار من دون مساعدة روسية.

ويتم نقل الطواقم والإمدادات إلى هذا القطاع بمركبات سويوز وتلك المخصصة للشحن "بروغريس". وأوضح روغوزين أن المركبة اللازمة لإطلاق هذه الآليات "تخضع لعقوبات أميركية منذ 2021 ولعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي وكندا في 2022".

وتقول "روسكوزموس" إنها ناشدت شركاءها الأميركيين (ناسا) والكنديين (وكالة الفضاء الكندية) والأوروبيين (وكالة الفضاء الأوروبية) "رفع العقوبات غير القانونية ضد شركاتنا".

والفضاء هو أحد المجالات الأخيرة للتعاون الروسي الأميركي.

وأعلنت "روسكوزموس" في بداية مارس نيتها إعطاء الأولوية لبناء أقمار اصطناعية عسكرية، بسبب العزلة المتزايدة لروسيا بعد غزوها أوكرانيا.

وأعلن روغوزين أن موسكو لن تزود الولايات المتحدة بعد الآن بمحركات للصواريخ الأميركية "أطلس" و"أنتاريس". وقال "لندعهم يحلقون في الفضاء على مكانس".

ويفترض أن يعود رواد الفضاء مارك فاندي وأنطون تشكابلروف وبوتر دوبروف، في الثلاثين من مارس إلى الأرض من محطة الفضاء الدولية، على متن مركبة الفضاء سويوز.