#القبيلة_خط_أحمر عنوان جدل إلكتروني واسع في السعودية

"الوطن أم القبيلة".. نقد الانتماء القبلي يصطدم برفض الرأي العام على تويتر.

الخميس 2022/01/06

نقاشات لا تنتهي

جدل واسع أثاره أستاذ علم اجتماع سعودي على موقع تويتر بعد دعوته إلى التخلص من القبلية. وانقسم معلقون بين معارض لدعوة الأكاديمي ومؤيد لها وكل فريق يسوق حججه.

الرياض - أثار باحث سعودي في علم الاجتماع جدلا واسعا بعد دعوته إلى إلغاء دور القبائل في المجتمع، وشكك في انتماء كل أبناء القبيلة الواحدة إلى شخص واحد.

وظهر أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود سعد عبدالله الصويان في برنامج “في الصورة” الذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر عبر قناة “روتانا خليجية” قائلاً “أتمنى من صناع القرار تدشين حركة أو برنامج للتشجيع على التزاوج والتصاهر بين القبيلة وغير القبيلة والبدوي والحضري والشيعي والسني”، من أجل دمج المجتمع بدلاً من “التفككات الحيّة” التي رأى أنها لا تتناسب وتكوين “الدولة العصرية” التي أصبحت عليها السعودية.

كما شكك الصويان، الذي درس الأنثروبولوجيا في الولايات المتحدة قبل نحو نصف قرن، في وجود نسب موحد لكل قبيلة. وقال إن “نسب أفراد القبيلة لا يعود بالضرورة إلى شخص واحد، والحقيقة أنهم من أصول مختلفة لكن جمعتهم المصلحة”.

ورأى الصويان أن مثل هذه الفروق لم تعد مناسبة للأجيال الحالية أو لتكوين السعودية العصرية، وأضاف “الآن الناس تعلمت وصار فيه حرية شخصية، لا الولد عاد يسمع كلام أبوه ويتزوج بنت فلان ولا البنت تبي تسمع كلام أبوها في أن تتزوج ولد عمتها. يعني صارت ما لها داعي وصارت تضر أكثر ما تنفع، وهي أصلاً أسطورة”.

وطالب أيضاً بالدمج في الوظائف وليس الزواج فقط، قائلاً إن “دور القبيلة انتهى كداعم لوجود الدولة. رؤية 2030 حرفت الاتجاه إلى الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية وما إلى ذلك. الناس الآن بدأت تحقق مكاسب غير مسألة وش (ماذا) أصلك ووش فصلك ومين أنت ووين ربعك. أيضاً، مفهوم الوطن بدأ يتكرّس بحيث أن قولة حضري وقبيلي ونجدي وحجازي تشوش على المفهوم هذا وتعكر صفوه. إذا أردت أن تثبت هويتك، يكفي أن تقول أنا سعودي وخلاص”.

وشدد على أن “القبيلة فصل قرأناه وخلصنا منه. إحنا الآن بدأنا نقرأ فصلا آخر في تكوين الأمة. الدولة العصرية ما ينبغي أن تكون تقسيماتها تقسيمات قبلية أو مناطقية. الوطن ما يزال مع الأسف الشديد تلعب القبيلة دورا ما مفروض تلعبه، المنطقة تلعب دورا ما مفروض تلعبه، المذهب يلعب دورا ما مفروض يلعبه، المفروض أننا انتهينا من كل هذا. وش ينفع الوطن كونك قبيلي ولا حضري؟”.

ومنذ بث ذلك اللقاء على قناة “روتانا خليجية”، شارك السعوديون في نقاش واسع انقسموا فيه بين مؤيد لتلك الدعوة، ومعارض لها ومتمسك بدور القبائل وعاداتها المتوارثة. وتصدر هاشتاغ #القبيلة_خط_أحمر الترند السعودي على تويتر.

وانتقد كثيرون أستاذ علم الاجتماع على دعوته ضد دور القبائل، وقالوا إنها تسيء لهم ويتوجب محاسبة صاحبها واتهموه بمحاولة “إثارة فتنة”.

وقال الأكاديمي السعودي محمد الزهراني “حتى لا يصل سعد الصويان إلى مبتغاه وحتى لا يصطاد السطحيون في المياه العكرة، دفاعنا عن القبائل هو دفاع عن مكون أساس وجوهري في تكوين الدولة والوطن، وهذا لا يقصي المكونات الأخرى باختلافاتها العرقية والنسبية والطائفية والتاريخية. ولو تعدّى الصويان عليها لدافعنا عنها #القبيلة_خط_أحمر”.

وحذّر محمد الهدلاء الباحث والمستشار في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية من “استفزاز المجتمع السعودي في أهم مكوناته”، معتبراً أن ما قاله الصويان “ليس وجهة نظر بل محاولة جر المجتمع إلى عنصرية أشعل هو نارها”، مطالباً بـ”الأخذ على يده (معاقبته) وتأديبه”.

وقال مغرد في هذا السياق:

mohammad9788@

إثارة القبلية والعوائل فتيل قابل للاشتعال. وقالت العرب: معظم النار من مستصغر الشرر.

وردّ المدون السعودي المعروف منذر آل الشيخ مبارك على الصويان:

monther72@

لا أعلم بماذا يزعج اسم القبيلة البعض ولا أعلم لماذا تتكرر بعض الدعوات؟ لا أصدق أن الهدف الوطن ولو كان كذلك لوجدوا الجواب في معارك توحيد الوطن ولوجدوه الآن في الحد الجنوبي! #القبيلة هوية وانتماء للدين وللوطن وولاء وطاعة لولاة الأمر! #القبيله_خط_أحمر.

واعتبر معلقون أن حكام السعودية استطاعوا تفكيك ما أسموه الألغام القبلية. وقال معلق في هذا السياق:

ah1032@

اليمن تقريباً نفس توليفتنا قبلياً ولكنهم من حرب إلى حرب، لا تكاد تمر عليهم خمس سنين إلا ويدخلون في حرب أو نزاع سياسي.. أشوف أن السر في الحاكم. حكام الخليج استطاعوا تفكيك الألغام القبلية والدينية المتشددة وبنفس الوقت حافظوا على نفس النسيج والتركيبة وطوعوها للحداثة للمدنية.

وعلى الجانب الآخر، دافع البعض عن الصويان. وقال ظافر الشيبان “صح الله لسانك قلت ما في خاطرنا. متى يا رب نفتك من هياط العنصرية؟”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها المسألة القبلية الجدل في السعودية، إذ سبق أن تصدر هاشتاغ #تسقط_القبيلة. ولا تزال القبائل في السعودية من مكوّنات المجتمع التي يتعذر تجاهلها. وفي المملكة حوالي 72 قبيلة.

ويعكف نشطاء وكتاب ومثقفون سعوديون منذ مدة على نقد الانتماء القبلي في السعودية. فمشكلة الانتماء إلى القبيلة هي أنّه أقوى بكثير من الانتماء الوطني ككل. ويحذورن من أن الأمر “قنبلة قد تنفجر في أي وقت”.

وقال الكاتب عبدالله الفلاح:

alfalah_a@

يبدو أن مرضى العنصرية القبلية والفئوية والطائفية لا يعرفون معنى وطن أو دستور.. لأن العيش على هذا الانتماء العنصري هو الملاذ، فتجدهم يتحدثون بلغة تافهة تشبه وعيهم، وما يتعارض مع مصالحهم بالتأكيد يجب إقصاؤه. لهذا تجد الانحطاط الأخلاقي يتكدس في كلماتهم وقبلها تربيتهم.