القبض على زعيم جماعة أجناد الخلافة نجاح جديد للأمن التونسي

تونس - حققت تونس نجاحات أمنية خصوصا في التصدي لمخاطر الإرهاب، حيث تعلن وزارة الداخلية من فترة إلى أخرى عن إحباط مخططات إرهابية تستهدف مؤسستيها الأمنية والعسكرية.
ويقول مراقبون إنه لم تحدث عمليات إرهابية كبيرة منذ سنوات، وهو ما يؤكد حجم الاستعداد الأمني وكذلك إفشال المخططات الإرهابية والقضاء على العناصر المتطرفة.
وعززت تونس من إجراءاتها الرامية إلى التصدي للإرهاب الذي يتربّص بالبلاد خصوصا بعد إجراءات الخامس والعشرين من يوليو 2021 التي قادها الرئيس قيس سعيد.
وأعلنت وزارة الداخليّة، الخميس، إلقاء القبض على زعيم جماعة “أجناد الخلافة” المتهم بعمليات استهداف قوات الأمن والجيش بولاية القصرين (غرب) على الحدود مع الجزائر.
وذكر بيان للوزارة أنه تم “إلقاء القبض على أمير كتيبة ‘أجناد الخلافة’ الإرهابي المصنف خطير جدا محمود السلامي المُكنى يوسف على إثر نصب كمين محكم بأحد المسالك المؤدية إلى معاقل العناصر الإرهابية بجبال القصرين”.
وأكد البيان أن أجهزة الأمن “حجزت بحوزته أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة”. موضحا أنه “التحق بالتنظيمات الإرهابية وشارك في عدة عمليات إرهابية استهدفت التشكيلات الأمنية والعسكرية وعمليات سلب وترويع للمواطنين بالجهة”.
كما أعلنت القبض على عنصر آخر يدعى سيف الدين زبيبة مؤكدة في بيان “على إثر توفر معلومات يوم الأربعاء مفادُها رصد عُنصرين إرهابيّين بجهة ‘عين الغرم’ عمق جبل ‘السيف’ بولاية القصرين، تمّ تكوين فريق أمني مشترك من أعوان المصلحة الجهوية لمكافحة الإرهاب بالقصرين بالإدارة العامّة للمصالح المختصّة للأمن الوطني وفرقة الإرشاد الحدودي للحرس الوطني وبتمشيط المكان وبعد نصب كمين محكم أمكن إلقاء القبض على العنصر الإرهابي المدعو سيف الدين زبيبة والأبحاث لا تزال جارية والمساعي حثيثة لإلقاء القبض على مُرافقه”.
والجمعة، أكدت وزارة الداخلية إيقاف عنصر ثالث قائلة في بيان “تمكنت وحدات الحرس الوطني (حرس الحدود) من إلقاء القبض على عنصر إرهابي ثالث فار في جبال القصرين، وتمت إحالته على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بإدارة مكافحة الإرهاب”.
وجماعة “جند الخلافة” أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقد أعلنت قبل سنوات انشقاقها عن “تنظيم عقبة بن نافع” التابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة يتحصّنون في الجبال الواقعة على الحدود مع الجزائر منذ عام 2012
وقد نجحت الأجهزة الأمنية والعسكرية التونسية في إلحاق الهزيمة بهذه العناصر الإرهابية حيث شددت القيادات الأمنية أن بعض العناصر لا تزال موجودة في الجبال لكنها معزولة ويتم التعامل معها.
وقالت وزارة الداخلية التونسية الشهر الماضي إن11 عنصرا إرهابيا ينتمون إلى كتيبة “عقبة بن نافع” المتطرفة، ما يزالون متحصنين بالجبال حتى عام 2023.
وأرست السلطات التونسية الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب في العام 2016، لوضع المخططات الإستراتيجية والتنسيق اللوجيستي والاستشاري مع الوزارات، غير أن التأخير في إنجاز هذه الإستراتيجية كان بسبب غياب الاستقرار السياسي وتتالي الحكومات حال دون تنفيذها.
ويتحصّن مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة في الجبال الواقعة على الحدود مع الجزائر منذ عام 2012.
ومنذ مايو 2011، تشهد البلاد من حين إلى آخر أعمالا إرهابية تصاعدت وتيرتها بدءا من 2013، وراح ضحيتها العشرات من أفراد الجيش والشرطة وسائحون أجانب.
وشهدت تونس ثلاث هجمات كبيرة في عام 2015، استهدفت الهجوم الأول سائحين في متحف باردو بالعاصمة بينما استهدف الثاني منتجعا سياحيا في سوسة، واستهدف الهجوم الثالث الأمن الرئاسي في العاصمة، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا.
وتزداد المخاوف التونسية من عودة الآلاف من المقاتلين الذين التحقوا بين عامي 2011 و2015 بالجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا والعراق، ولاسيما بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خاصة بعد أن دفعت تركيا بالمئات من هؤلاء نحو الحرب في ليبيا.
وكشف تقرير فريق خبراء الأمم المتّحدة حول استخدام المرتزقة، المنشور في يوليو 2015، عن وجود أكثر من 5000 تونسي في ساحات الحرب المختلفة.