القاهرة وطرابلس تبحثان مبادرة "استقرار ليبيا" قبل طرحها في مؤتمر "برلين 2"

القاهرة - بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري،ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش السبت مبادرة "استقرار ليبيا"، التي ستطرح في مؤتمر "برلين 2"، وتستهدف وضع خطة زمنية لتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا.
واستضافت برلين في يناير 2020 مؤتمرا بمشاركة دولية للمساهمة في حل النزاع الليبي، وانتهى إلى بنود كان أبرزها التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار، فيما تحل النسخة الثانية في 23 يونيو الجاري.
وأكد شكري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المنقوش، التي تزور القاهرة للمرة الأولى منذ توليها مهام منصبها، دعم مصر لمسار ليبيا السياسي، "لا سيما إجراء الانتخابات (العامة) في 24 ديسمبر المقبل، بمشاركة كل الليبيين، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب دون مماطلة".
وأوضح أنه تم تناول التحضيرات الجارية لمؤتمر برلين الذي سيعد فرصة لدعم ليبيا.
وحول مبادرة استقرار ليبيا، أضاف أن "الوزيرة طرحتها نيابة عن الحكومة للمزيد من الآليات التنفيذية لتحقيق أهداف الاستقرار، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون مع طرابلس بشأنها، لأننا نرى أهمية بالغة في أن تستعيد ليبيا استقرارها ووحدة أراضيها وسيادتها".
وعبرت وزيرة الخارجية الليبية عن تطلعها لدعم مصر لليبيا في "هذه المرحلة الحساسة نحو تثبيت الاستقرار وتنفيذ خارطة الطريق، التي تهدف إلى وضع القطار على سكة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار".
وأشادت بـ"الدور المصري الحريص على إنجاح الحوار الليبي، وإنهاء الانقسام، ودعم المؤسسات الليبية الشرعية، ووقف إطلاق النار".
وأضافت "طرحت (خلال الاجتماع مع شكري) توجهاتنا في مؤتمر برلين 2، وتطلعاتنا لدعم خارطة الطريق، وتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين الأول بإنهاء كل التدخلات الخارجية، وتوحيد المؤسسات العسكرية، واستمرار وقف إطلاق النار، ودعم مرحلة الاستقرار والأمن في ليبيا".
وتابعت "ناقشنا مبادرة (استقرار ليبيا) التي ستطرح في برلين 2، وهي مبادرة لتفعيل آليات برلين 1، وقرارات مجلس الأمن، وهي مبادرة ليبية، بدعم دولي، تستهدف وضع خطة زمنية لتفعيل الاستقرار والأمن في ليبيا".
ووصفت المنقوش العملية السياسية في ليبيا بأنها "في تطور بطيء"، وأشارت إلى أن "هناك بوادر أمل واجتماعا دوليا يبشر بدعم مرحلة الاستقرار في ليبيا، ابتداء ببرلين 2 المقرر بعد أيام".
وأردفت "لا بد من إنهاء التدخلات الخارجية، وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية، لأن هذا الحل الوحيد لدعم الاستقرار وعجلة السلام" في ليبيا.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد دعت إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام الليبية، على أن تستضيفها برلين الأربعاء المقبل، لمناقشة الخطوات المقبلة التي يحتاج إليها تحقيق استقرار مستدام في ليبيا.
وطبقا لبيان الخارجية الألمانية، سيتم التركيز على الاستعدادات للانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وعن علاقات بلادها مع مصر، قالت المنقوش "نثمن استئناف عقد اللجنة القنصلية بعد انقطاع دام 8 سنوات، ونرحب بوصول بعثة مصرية في مايو لفتح السفارة في طرابلس، والقنصلية في بنغازي (شرق)، ونتطلع إلى تعيين سفراء من الجانبين".
وفي تغير لافت للتجاذبات مع نظيرتها السابقة، نقلت الخارجية المصرية في 5 فبراير الماضي، تهنئة بلادها إلى حكومة عبدالحميد الدبيبة في ليبيا، ووصل الأخير بعد أسبوعين لزيارة القاهرة في أول محطة خارجية بهدف رفع مستوى تعزيز العلاقات.
وزار رئيس الحكومة المصري مصطفى مدبولي برفقة 11 وزيرا في 20 أبريل الماضي، العاصمة الليبية طرابلس، وهي الأولى لمسؤول بهذا المنصب منذ 2010، انتهت بتوقيع اتفاقيات بعضها اقتصادي.
ويسود ليبيا في الوقت الحالي وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة منذ أكتوبر الماضي، وتقودها حكومة وحدة منذ انتخابها من قبل الأطراف المشاركة في ملتقى الحوار السياسي في جنيف برعاية الأمم المتحدة في مطلع فبراير الماضي.
وستقود الحكومة المؤقتة البلاد، حتى إجراء الانتخابات المقررة في نهاية العام الجاري.