القاهرة للسينما الفرانكفونية: احتفاء بالسينما اليونانية والذكاء الاصطناعي

عروض لأفلام روائية ووثائقية وقصيرة إضافة إلى أفلام الرسوم المتحركة وأفلام تم إنتاجها بالذكاء الاصطناعي.
السبت 2025/05/31
مهرجان يعزز حضور السينما الفرانكفونية في مصر

القاهرة - على امتداد أربعة أيام، استمرت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة للسينما الفرانكفونية، حتى الـ30 من مايو الجاري، وذلك في مكتبة مصر الجديدة، في أجواء تحتفي بالإبداع السينمائي والتبادل الثقافي بين الدول الناطقة بالفرنسية. وتضمن برنامج الدورة الخامسة عروضا لأفلام روائية ووثائقية وقصيرة، بالإضافة إلى أفلام الرسوم المتحركة وأفلام تم إنتاجها بالذكاء الاصطناعي وأفلام شباب السينمائيين والدارسين، فضلا عن مجموعة من الندوات والمناقشات مع المبدعين والمثقفين وصناع الأفلام والجمهور.

كما شهدت الدورة الخامسة احتفاء خاصا بالسينما الفلسطينية من خلال عرض نخبة من الأفلام ضمن مسابقات المهرجان، بالإضافة إلى برنامج خاص بعنوان “قصص سينمائية… من أرض الملاحم”، سلّط الضوء على قضايا الهوية والمقاومة. كما تضمن المهرجان عروضا لأفلام تتناول الوعي الطبي.

واشتمل حفل افتتاح المهرجان على عدة مفاجآت، أبرزها الاحتفال بمئوية كوكب الشرق أم كلثوم، والاحتفاء بمرور 120 عاما على نشأة حي مصر الجديدة وتأسيس قصر البارون، ما يعكس تلاقي التاريخ والفن في حدث احتفالي مميز. كما عرض فيلم وثائقي أعدته إدارة المهرجان يوثق للتاريخ الفني في مصر من عيون صناعها حيث احتفى بذكرى مناسبات وفنانين أثروا الثقافة والفن المصري.

وفى لمسة تقدير للإسهامات الفنية والثقافية، كرمت إدارة المهرجان النجمة ليلى علوي والكاتب الكبير الأديب محمد سلماوي ضيف شرف المهرجان هذا العام، وجاء هذا التكريم عرفانا بمسيرتهما الفنية والأدبية الطويلة ودورهما المؤثر في إثراء المشهد الثقافي والسينمائي المصري والفرانكفوني.

◙ المهرجان احتفى بمرور 120 عاما على ميلاد السينما اليونانية وعرض فيلم "اللاجئة" الذي يعكس تجربة إنسانية مؤثرة
◙ المهرجان احتفى بمرور 120 عاما على ميلاد السينما اليونانية وعرض فيلم "اللاجئة" الذي يعكس تجربة إنسانية مؤثرة

وخصص المهرجان مساحة مميزة من فعالياته للاحتفاء بمرور 120 عاما على ميلاد السينما اليونانية، ضمن احتفالية شملت معرض أفيشات للسينما اليونانية، استعرض تاريخ السينما في اليونان من خلال ملصقات لأشهر الأفلام على مدار أكثر من قرن، بالإضافة إلى عرض الفيلم اليوناني “اللاجئة” الذي يعكس تجربة إنسانية مؤثرة.

وقال المؤرخ اليوناني يني ميلاخرينوديس إن فيلم “اللاجئة” للمخرج توجو مزراحي يُعد حالة نادرة ومميزة في تاريخ السينما، إذ تم إنتاجه في مصر عام 1938، رغم أن كل مشاهده الخارجية تم تصويرها في اليونان، وتدور أحداثه بالكامل هناك. وأضاف “الفيلم مصري الإنتاج لكن بممثلين يونانيين، وهو ما يعكس بوضوح العلاقات الثقافية العميقة بين مصر واليونان وتاريخ التعاون الفني المشترك بين البلدين.”

وتوجو مزراحي مخرج ومنتج وسيناريست مصري من أصل إيطالي، يعد أحد أعمدة صناعة السينما في مصر ومكتشف المواهب الفنية التي أصبحت رموزا كبيرة للفن في مصر والعالم العربي، واهتم مزراحي بإنتاج الأفلام الناطقة باللغة اليونانية والتي لاقت نجاحا كبيرا في دور السينما اليونانية الموجودة في مصر لأن مصر كان يعيش فيها عدد كبير من اليونانيين، وعمل مع عدد من المشاهير اليونانيين ليسهل انتشار أعماله السينمائية من بينهم فرقة “أخوات كلتوس” حيث أنتج معهم فيلما بعنوان “الطبيب إبامينونداس” وعمل أيضا مع “صوفيا فيمبو” وهي مغنية وممثلة يونانية، شاركت في عدة أعمال في السينما المصرية.

كما أقام المهرجان ورشة عمل مميزة في فنون السينما بعنوان “ستيفن سبيلبرغ وكيف تصنع فيلما ناجحا” قدمها المخرج السينمائي عادل عوض، وتناول خلالها العناصر الفنية التي تميز أفلام المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ، مستعرضا نماذج من أبرز أعماله السينمائية، ومتوقفا عند الخصائص التي تجعل الفيلم ناجحا جماهيريا ونقديا.

وكان المهرجان شهد خلال افتتاحه بمكتبة مصر الجديدة احتفالية خاصة بأغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم في الذكرى الـ50 لرحيلها، وأيضا تكريم الفنانة ليلى علوي التي تترأس أيضا لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة .

وكان الكاتب والناقد ياسر محب، رئيس المهرجان، أكد أن المهرجان يسعى لربط الثقافات المختلفة وتعزيز التنوع الفني، مشددا على أن هذه الفعاليات تأتي في إطار توطيد العلاقات الثقافية بين مصر ودول العالم الفرانكفوني. وأضاف أن الدورة الحالية ضمت 72 فيلما من 37 دولة، تتنوع بين أفلام قصيرة وطويلة، وأفلام الذكاء الاصطناعي، وأفلام “1،2،3 سينما”، وأفلام “جين زي” أو الجيل زد.

وأشار إلى أن “المهرجان يسعى لاكتشاف مواهب شابة جديدة، ومنحها الفرصة لعرض أعمالها أمام جمهور واسع، بالإضافة إلى توسيع دائرة الحوار حول الثقافة الفرانكفونية داخل مصر وخارجها. كما من المقرر أن يتم عرض الأفلام الفائزة في دورة هذا العام على مدار العام وبالعديد من المحافظات المختلفة بعد إتمام الإجراءات اللازمة، من خلال ‘كارافان الفرانكفونية‘ الذي أطلقته إدارة المهرجان مع مطلع هذا العام 2025، والذي يهدف إلى مد جسور التواصل بين السينمائيين والمثقفين الفرانكفونيين والجمهور المصري بمختلف محافظات مصر.”

جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة للسينما الفرانكفونية يحمل منذ بداياته هوية سينمائية عالمية تنطلق من القاهرة، حيث نجح المهرجان، منذ انطلاقه عام 2021، في ترسيخ مكانته كمنصة فريدة تُعنى بالأفلام الناطقة بالفرنسية وبمختلف الأعمال والتيارات السينمائية المنتجة من الـ88 دولة الأعضاء بمنظمة الفرانكفونية، مع تشجيع الحوار الثقافي بين الشعوب من خلال الفن السابع.

ويعد المهرجان أول مهرجان سينمائي متكامل يعنى بالسينما والثقافة الفرانكفونية بشكل رسمي مستقل في مصر، يقام تحت إشراف الدولة ووزارة الثقافة المصرية، ويختص بالأعمال السينمائية الناطقة بالفرنسية أو المنتَجة في بلدان أعضاء بالمنظمة الدولية للفرانكفونية.

14