القاهرة حلقة وصل بين واشنطن وموسكو حول المعضلة السورية

الاثنين 2014/12/22
وزير الخارجية المصري يلتقي بوفد من المعارضة لحلحلة الأزمة

القاهرة- تتكاتف جهود دولية رامية إلى تحريك الأزمة السورية، مع اقتراب دخولها العام الرابع، لاسيما وكونها باتت تشكل خطرًا مباشرًا على المنطقة ككل.

وتتقدم جهود القوى الدولية كل من روسيا، والولايات المتحدة الأميركية، ومصر، في الجانب العربي، في إطار رؤية مُتفقة في الأهداف المُعلنة بشأن إنهاء الصراع ووقف نزيف الدماء، لكنها ليست مُتفقة بشكل كبير في الآليات وشكل الحل الذي يُنهي الصراع.

وخلال الأيام القليلة الماضية، تواترت أنباءٌ حول اتفاق (روسي- أميركي)، رغم الخلافات بين الطرفين، فموسكو تؤيد وتدعم نظام الأسد بينما واشنطن ترى استحالة بقائه، إلا أن ذلك التنسيق جاء عقب بزوغ نجم المبادرة الروسية، وسط تحركات واسعة لمبعوث موسكو إلى سوريا ميخائيل بوغاندوف، وصمت أميركي رسمي إزاء تلك المبادرة.

بينما يُعول مصدر مسؤول بالمعارضة السورية، على الدور المصري في هذه المعادلة، مرجحًا أن تكون القاهرة “حلقة وصل غير مباشرة”، بين موسكو وواشنطن، استغلالًا لعلاقات القاهرة الدولية، لاسيما مع الجانب الروسي، فضلًا عن علاقاتها العائدة مع واشنطن، على خلفية الاتصال الأخير الذي جمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأميركي باراك أوباما.

وفي السياق ذاته، تشهده القاهرة نشاطًا مكثفًا لوفد من المعارضة السورية، من هيئة التنسيق الوطني السورية، حيث اجتمع وفد المعارضة، مع وزير خارجية مصر سامح شكري، أول أمس، وفي الوقت الذي ذكر فيه مصدر دبلوماسي مسؤول في تصريحات خاصة لـ”العرب”، أنه لم يتم التطرق، بصورة مباشرة، خلال المباحثات إلى المبادرة الروسية الحالية، إلا أن مراقبين أكدوا إمكانية وجود تقارب بين القاهرة وموسكو في ما يتعلق بحل الأزمة، من منطلق العلاقات المصرية الروسية.

وهو ما أكده مصدر مسؤول بارز بهيئة التنسيق لـ”العرب”، موضحًا أن هناك رؤية مصرية حقيقية من أجل رعاية حوار سوري – سوري، بين المعارضة والنظام، يشكل نقطة الانطلاق لحلحلة الأزمة سياسيًا، وهو ما يتقارب مع المبادرة الروسية الحالية، ما يعني أن القاهرة خرجت عن نطاق تسجيل المواقف إلى نطاق اتخاذ خطوات عملية، لاسيما وأنها تستجمع وتواصل مرحلة “جمع المعلومات” لحلحلة الأزمة.

4