القاهرة تكثف اتصالاتها مع حماس تجنبا لعودة التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين

غزة (الأراضي الفلسطينية) - أعلنت حركة حماس أن وفدا برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، سيزور القاهرة خلال الأيام المقبلة، بدعوة من السلطات المصرية لبحث ملفات شائكة في مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة.
لكن الحركة حذرت من مواجهة جديدة في حال اقتربت "مسيرة أعلام" مقررة ليوم الخميس من القدس والمسجد الأقصى دعت إليها جماعات استيطانية متطرفة في القدس القديمة، وهي المسيرة التي كانت الدعوة إليها إحدى شرارات المواجهة العسكرية في قطاع غزة.
وقال عبداللطيف القانوع، الناطق باسم حماس، إن "الزيارة تأتي استكمالا لمناقشة ما تم طرحه خلال زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل لغزة الأسبوع الماضي".
ولفت إلى أنه ستتم "مناقشة عدد من القضايا الفلسطينية من بينها العلاقات الثنائية بين مصر وحماس".
ومطلع الشهر الجاري زار وفد أمني مصري رفيع المستوى بقيادة رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل القطاع، والتقى زعماء حماس في غزة في إطار البحث عن صفقة شاملة بين إسرائيل والفلسطينيين، تتضمن تبادلا للأسرى وهدنة طويلة المدى.
وأوضح رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وقتها، أنه "ناقش مع الوفد المصري تفاصيل تثبيت وقف إطلاق النار (مع إسرائيل)، وكبح العدوان على الشعب الفلسطيني".
وأكد السنوار أن هناك "فرصة حقيقية لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل"، مبديا استعداد حركته للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ذلك.
وتحتفظ حماس بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي) والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
وللمرة الأولى، نشرت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، في وقت سابق الأحد، تسجيلا صوتيا منسوبا لجندي إسرائيلي تقول إنه أسير في غزة.
وأعلنت إسرائيل في وقت سابق الأحد أنها ستعمل على استعادة أسراها لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في بيان، تسجيل "حماس" بأنه "تلاعب". وتابع "نحن مدركون جيدا لوضع هدار غولدين وشاؤول آرون وأفيرا منغستو وهشام السيد (الأسرى الإسرائيليون في غزة)".
وفي 13 أبريل الماضي تفجرت الأوضاع في فلسطين جراء اعتداءات "وحشية" إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية والمناطق العربية داخل إسرائيل، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة، استمرت 11 يوما، وانتهت بوقف لإطلاق النار فجر 21 مايو الماضي.
وتعمل مصر مع الولايات المتحدة وشركاء إقليميين آخرين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه القاهرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وعملت علاقات مصر الممتدة مع الجانبين على تسهيل التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وكانت القاهرة سباقة في دعم ملف إعادة إعمار القطاع، حيث أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تقديم مبلغ 500 مليون دولار لإعادة الإعمار.
وتقيم مصر، وهي قوة إقليمية تشكل أكبر ثقل ديموغرافي في المنطقة (100 مليون نسمة)، علاقات مع إسرائيل وحماس التي تعتبرها واشنطن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي تنظيما "إرهابيا".
ويراهن الرئيس المصري على تحقيق إنجاز كبير يستكمل به إنجازه في وقف إطلاق النار في غزة، ويعزز به دور القاهرة الإقليمي ويضمن استمرار إسناد الإدارة الأميركية إدارة عملية التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لبلاده، ومنع المناكفات التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية.
ويصطدم الاتفاق على هدنة طويلة المدى باشتراط إسرائيل موافقتها عليها مقابل نزع سلاح حماس أو وضعه تحت إشراف مصر ودول أخرى، وهو ما ترفضه حماس تماما، في المقابل لا تريد مصر تسخير سلاح حماس لخدمة جماعة الإخوان المسلمين ووضع إيران على مرمى بصر من حدودها، لكنها تسعى جاهدة للوصول إلى حلول تصب في صالح الشعب الفلسطيني وتقوي وحدته التي تخدم الأمن القومي المصري.