القاهرة تقود تحركا مكثفا حول قضايا المياه في ظل تصاعد أزمة سد النهضة

أكثر من 155 دولة توقع على بيان مصري يعتبر المياه "مسألة حياة".
الخميس 2021/03/18
مياه نهر النيل مسألة حياة أو موت لمصر

القاهرة - تقود القاهرة تحركا دبلوماسيا مكثفا على المستوى الأممي لتشكيل مجموعة نواة تضم 17 دولة لصياغة بيان يضع رؤية دولية واضحة إزاء قضايا المياه، في ظل تواصل الخلافات بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة ثانية، بشأن سد النهضة الذي تشيّده أديس أبابا على نهر النيل.

وقال السفير محمد إدريس مندوب مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك في بيان مساء الأربعاء، إن التحركات الدبلوماسية أسفرت عن توقيع أكثر من 155 دولة (لم يسمها).

وجاء ذلك "عشية اجتماع أممي رفيع المستوى عن المياه"، في ظل تصاعد أزمة سد النهضة الإثيوبي ومخاوف القاهرة على حصتها المائية.

وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لسد النهضة حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل ومنشآتهما المائية، وتتمسكان بوساطة دولية "حفاظا على الاستقرار الإقليمي".

وأشار إدريس إلى أن "البيان تم تسليمه الأربعاء إلى سكرتير عام الأمم المتحدة (أنطونيو غويتريش)".

ولفت إلى أن "البيان يؤكد محددات الموقف المصري من قضايا المياه، إذ أكد أن المياه مسألة حياة وقضية وجود".

ويتضمن البيان "حتمية التعاون العابر للحدود اتصالا بالمجاري المائية، وإعمال جهود الوساطة ومفاوضات المياه الفعّالة لتلافي النزاعات وتحقيق الاستقرار الإقليمي".

وترفض إثيوبيا الوساطة الدولية الرباعية التي اقترحها السودان لحل تعثر مفاوضات سد النهضة، وتؤيده مصر.

وقال المندوب الأممي إن "اعتماد هذا البيان يعد خطوة غير مسبوقة دوليا على طريق العمل المتواصل للدفاع عن مصالح مصر الاستراتيجية في قضايا المياه".

ولم يحسم إدريس هل تم بالفعل اعتماد البيان أمميا أم لا، وما تأثيراته على أزمة سد النهضة الأبرز لدى مصر.

وفي ظل مخاوفها من تأثيرات سد النهضة الإثيوبي، المتعثرة مفاوضاته منذ 10 سنوات، تقول مصر عادة في بيانات للرئاسة والخارجية إن "نهر النيل مسألة حياة أو موت بالنسبة لها".

ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة، الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم من آثاره. وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.

ورغم حض مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، فإن أديس أبابا أعلنت في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليار متر مكعب، والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد، كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو القادم.

ولا يزال سد النهضة الذي أوشكت أديس أبابا على الانتهاء منه، محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه رغم جولات التفاوض المتعددة والتي رعتها واشنطن تارة، والاتحاد الأفريقي تارة أخرى، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة.