القاهرة تفتح آفاق ترسيخ الطاقة النظيفة في أفريقيا

صندوق مصر السيادي يبرم اتفاقا إطاريا مع صندوق الاستثمار وشركة سكاتك النرويجيين للتعاون في مجال تطوير مشاريع الطاقة المتجددة.
الجمعة 2022/04/01
من هنا نمنح قارتنا فرصة للتحول الأخضر

القاهرة - تسعى مصر إلى مواكبة الطفرة في استخدام التكنولوجيا الخضراء في إنتاج الكهرباء، عبر استكشاف الفرص الواعدة في قارة أفريقيا من بوابة الطاقة المستدامة.

وتعمل القاهرة على تكرار تجربة المغرب بشأن إنتاج الطاقة النظيفة في القارة، والذي قطع أشواطا في هذا المجال جعلته يحظى بإشادة من قبل المؤسسات الدولية والهياكل والهيئات الحكومية في دول القارة.

وأبرم صندوق مصر السيادي الخميس اتفاقا إطاريا مع صندوق الاستثمار وشركة سكاتك النرويجيين، بغية التعاون في مجال تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والبنية الأساسية الصديقة للبيئة في عدد من الدول الأفريقية.

وتواجه أفريقيا بشكل عام تحديات كثيرة تعرقل تصدرها العالمي في مجالات الطاقة، رغم أن إمكاناتها الطبيعية تؤهلها لذلك، إذ تحتاج القارة إلى التمويل والاستثمارات الأجنبية والتقنيات الحديثة.

ولم يتم الإعلان عن حجم الاستثمارات المزمعة خلال توقيع الشراكة في القاهرة، لكن رئاسة مجلس الوزراء المصري أشارت في بيان نشرته على حسابها على فيسبوك إلى أن المرحلة الأولى تستهدف تسع دول، هي الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وغانا وجنوب السودان ورواندا وسيراليون وبوروندي وجيبوتي وأوغندا.

وقال البيان إن “نطاق التعاون يتضمن تنفيذ وتطوير وتمويل وبناء وتشغيل مشاريع الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر والبنية التحتية في بعض الدول الأفريقية”.

كما أشار إلى أن الشراكة ستسهم في تنويع الإمدادات لتعزيز أمن الطاقة وتطوير أشكال جديدة ومستدامة للطاقة، والوصول إليها بشكل أسهل.

وتشمل الاتفاقية كذلك “نقل التكنولوجيا الهادفة إلى إنتاج الطاقة النظيفة وتحقيق كفاءة الطاقة وتعزيز بناء القدرات وتسهيل الاستثمار في مجال الطاقة الخضراء في هذه الدول”.

وتملك أفريقيا الفرصة للاستفادة من إمكاناتها في مجال الطاقة البديلة، في ظل وجود خطوات جادة في عدة دول تدعم الاتجاه العالمي الرامي إلى التأقلم مع مزيج الطاقة لتطوير الاستدامة.

ويعد الجانب المميز لإمكانات الطاقة المتجددة الوفيرة في أفريقيا أن الاستفادة منها بشكل ملائم يدفع نحو تحوّلها إلى دول “خضراء” تنتج نسبا طفيفة من الانبعاثات الكربونية المسببة لغازات الاحتباس الحراري، بما يتلاءم مع الأهداف المناخية العالمية.

9 دول في القارة ستشملها استثمارات الشراكة بين صندوق مصر السيادي وكيانات نرويجية

وفي الوقت الذي تغرق فيه عدة دول في أفريقيا بالظلام بسبب ضعف تأمين إمدادات الكهرباء، تدفع إمكانات القارة إلى تصدرها مجال الطاقة المتجددة عالميا، بتوقعات لقدرات إنتاجية تصل إلى 310 غيغاواط بحلول عام 2030.

ووفق دراسات أعدتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، تتنوع إمكانات وقدرات مصادر الطاقة الخضراء ما بين الطاقة الشمسية بنحو 10 تيرواط والطاقة المائية بنحو 350 غيغاواط وطاقة الرياح بنحو 110 غيغاواط.

ويقلّ إسهام القارة في الانبعاثات العالمية المسببة للاحتباس الحراري عن خمسة في المئة، حيث تسيطر المصادر المتجددة على ما يزيد عن 70 في المئة من كهرباء 30 دولة أفريقية، بينما تنتج 5 دول فقط كهرباء متجددة بنسبة تقل عن عشرة في المئة.

ويقول الخبراء إن الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة أبرز الحلول التي تحتاج أفريقيا إلى التركيز عليها، في محاولة لإنقاذ 600 مليون نسمة من فقر الطاقة.

وأكدوا أن المصادر النظيفة من الطاقة تعطي دورا أوسع للشبكات الصغيرة في مسار توفير إمدادات الكهرباء منخفضة التكلفة للمجتمعات المعزولة كهربائيا.

وتشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة إلى أن تطوير مصادر الطاقة البديلة في أفريقيا يشكل وسيلة منخفضة التكلفة، يمكنها أن تساعد في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة المتزامن مع تعزيز فرص الحصول عليها، وتحسين الواقع الصحي وتحقيق أهداف الاستدامة.

ورغم ارتفاع أسعار المواد الأولية والنفط بشكل خاص خلال الفترة الماضية، إلا أن الكثير من الشركات الدولية لديها ثقة في نجاح أي خطط لدخول الأسواق الأفريقية والاستثمار فيها بهذا المجال الحيوي.

11