القاهرة تستدعي القائم بالأعمال الإثيوبي على خلفية تصريحات مثيرة للجدل

القاهرة – استدعت وزارة الخارجية المصرية القائم بالأعمال الإثيوبي بالقاهرة، وطلبت توضيحات بشأن تصريحات لمتحدث رسمي إثيوبي قال فيها إن مصر حولت إثيوبيا إلى خطر قائم هروبا من مشاكل داخلية وصفها بالقنابل الموقوتة.
وأضافت الوزارة في بيان دون تفاصيل أن هذه التصريحات تمس الشأن الداخلي المصري.
وقال البيان "استدعت وزارة الخارجية مساء اليوم (الأربعاء)… القائم بالأعمال الإثيوبي بالقاهرة، وذلك لتقديم توضيحات حول ما نُقل من تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري".
وكان دينا مفتي المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية هاجم القاهرة لانتقادها مشروع سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق وقال "إنها تستخدم المشروع ذريعة للتغطية على العديد من المشكلات الداخلية".
ونفى مفتي تسبّب سد النهضة في شح المياه في مصر، مشيرا إلى أن "هناك قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة لذلك حولوا إثيوبيا إلى أنها الخطر القائم وأنها ستتسبب في عطش وجوع المصريين ما يعكس عمق الأزمة الداخلية في مصر"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها مصر كجماعة إرهابية.
وأضاف أن "مصر تهرب من المشاكل الداخلية وتعلقها على شماعة سد النهضة وعندما يكتمل السد سيعلمون وسيأتون لتهنئتنا".
وفشلت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان حتى الآن في إنهاء نزاع مرير بين الدول الثلاث حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي حتى بعد بدء ملء الخزان الواقع خلف السد في يوليو.
والسبت أبلغ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الجنوب أفريقي رئيس الاتحاد الأفريقي سيريل رامافوزا تمسك القاهرة ببلورة اتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة الإثيوبي.
ويثير هذا السد الذي سيستخدم في توليد الكهرباء خلافات خصوصا مع مصر ذات المئة مليون نسمة التي تعتمد على نهر النيل لتوفير 97 في المئة من احتياجاتها من المياه.
ومنتصف ديسمبر الجاري، استؤنفت المحادثات بين السودان ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل وتعترض القاهرة والخرطوم على آليات تشغيله.
وشارك في تلك المفاوضات التي عقدت عبر تقنية الفيديو على مدى أسبوع، وزراء الري في الدول الثلاث، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
ويأمل السودان أن يساعد السد على تنظيم الفيضانات لكنه حذر أيضا من أن الملايين من الأرواح ستكون في "خطر كبير" في حال ملأت إثيوبيا السد بطريقة أحادية.
في المقابل، ترى إثيوبيا أن المشروع ضروري لحاجاتها الكهربائية وتنميتها، وتصر على أن تدفق المياه في مجرى النهر لن يتأثر.