الفيلوغرافيا تميز تجربة نائل الحج في فن البورتريه

لوحات فنية تجمع بين الخيوط والمسامير تعمل على استحضار المشاعر القوية والأفكار الإبداعية العميقة لدى الفنان.
الجمعة 2023/08/25
تجربة استثنائية في الإمارات

دمشق - فضل الفنان نائل نشأت الحج أن يتجه بموهبته الفنية بالرسم والتشكيل إلى الفيلوغرافيا، وهو إبداع من نوع مختلف يعتمد الخيوط والمسامير ليجمع بين أنواع الفن التشكيلي وحالاته في انعكاس العاطفة والوجدان والأثر النفسي.

ويعتمد هذا الفن على الدقة، ولا مجال للخطأ فيه، ويتم تنفيذه باستخدام مجموعة من المسامير والخيوط السوداء فقط أو بالخيوط الملونة التي تناسب اللوحة، بعد تكوين حالة إنسانية داخل الفنان.

وأوضح الحج أن “المسامير تشكل الإطار الخارجي لموضوع اللوحة وتعمل الخيطان الموصولة بين المسامير على حجب الإضاءة، ما يمكنني من الحركة الفنية بالظل والنور والحصول على درجات ظل لإكمال العمل الفني المقصود، سواء كان بورتريه شخصيا أو تصويرا لجمال الخيل العربي أو الصقور وغيرها”.

ويختلف هذا النوع من الفن عن الرسم بالريشة والألوان، حسب الفنان، في كونه يحتاج إلى دقة أكثر، ووقت أطول، وأدوات مختلفة كالمسامير، والخيوط الملونة، وقاعدة خشبية بسماكة معيّنة، ومطرقة.

هذا النوع من الفن يختلف عن الرسم بالريشة والألوان في كونه يحتاج إلى دقة أكثر، ووقت أطول وأدوات مختلفة

وتابع “يمكن لفن الخيطان والمسامير أن يأخذنا في رحلة إلى المستقبل القريب أو إلى الماضي العتيق، ويمكن أن أستحضر به المشاعر القوية والأفكار الإبداعية العميقة، لينبهر المتلقي ببريقه البصري الإبداعي المعقد، وقد يختلف رد فعل كل واحد منا تجاه الفن، لكنه في النهاية لا بد أن يؤثر فينا جميعا”.

وأوضح الحج أن إنتاج عمل فني يدوي صاف بالخيطان والمسامير يتطلب موهبة الرسم مجتمعة مع الفكر الفراغي الإبداعي والتدريب الجيد، لأن موهبة الرسم رافقته منذ الطفولة ومارسها في مراحل عديدة من حياته، والممارسة والتجربة والمغامرة لها دور كبير في تنميتها، ففي السنوات الست الأخيرة قام بصقل الموهبة وتوجيهها واستغلالها لتطوير ما لديه من أسس.

وبين أن لهذا الفن رابطا قويا بالرسم، “فهو الأساس لأغلب أنواع الفنون، ولا يمكنني إنكار فائدة التدريب والممارسة على النتائج النهائية للعمل الفني، وعليه فأنا على الدوام قابل لتطوير ذاتي تقنيا وتطوير أعمالي فنيا”.

نشأ الفنان السوري نائل الحج في كنف أسرة تهتم بالفنون. بدأ منذ طفولته في رسم شخصيات كرتونية، باستخدام الرصاص والألوان الخشبية، إلا أن دراسته علوم الكمبيوتر، وتكنولوجيا المعلومات، كانت سببا في توقفه لفترة زمنية عن الرسم الذي يجد فيه المتنفس والسعادة. لكنه عندما هاجر إلى دولة الإمارات، استعاد رغبته في تحقيق حلمه في الفن، حيث تفرغ للرسم كلياً، ولمع نجمه في سماء الفنانين التشكيليين.

وشارك الحج بمعارض متنوعة، واعتمد في دولة الإمارات العربية من فئة المبدعين أصحاب المواهب الاستثنائية، وحصل على الإقامة الذهبية في أبوظبي تقديرا لإسهامه في إثراء الفن.

14