الفيضانات تفاقم مصاعب الحكومة التونسية

السلطات قررت الخميس تعليق الدراسة في العاصمة، بينما توقفت حركة القطارات والمترو إثر هطول أمطار غزيرة طوال الليل.
الجمعة 2018/10/19
السلطات تترك التونسيين لمصيرهم

تونس – تساقطت كميات كبيرة من الأمطار في مختلف مناطق تونس، ما تسبب في مقتل خمسة أشخاص وخسائر مادية فادحة  فاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.

وقررت السلطات الخميس تعليق الدراسة في العاصمة، بينما توقفت حركة القطارات والمترو إثر هطول أمطار غزيرة طوال الليل.

وتسببت الأمطار في فيضان أودية بالعاصمة وضواحيها ما أدى إلى إحداث انجراف في الطرقات وتسرب المياه إلى أحياء سكنية. وقالت لجنة مجابهة الكوارث إن وادي مليان بجهة رادس شهد ارتفاعا غير مسبوق في مستوى منسوب المياه ليصل إلى مرحلة الخطر.

وأوضح مصدر من اللجنة أن السلطات المحلية قد تلجأ إلى إجلاء السكان في عدد من الأحياء القريبة من الوادي تحسبا لهطول المزيد من الأمطار.

وشهدت أغلب المدن التونسية منذ الأربعاء أمطارا غزيرة تسببت في خسائر مادية جسيمة إلى جانب انقطاع حركة السير في بعض الطرقات وانهيار جسور ونفوق مواش.

وعلقت عدة محافظات الدراسة منذ الأربعاء، وطالبت الحماية المدنية في محافظة سليانة السكان بملازمة منازلهم.

مخلفات الفيضانات تكشف في كل مرة عن عجز الحكومة  التونسية وغياب الإجراءات الوقائية تحسبا للكوارث الطبيعية

كما تدخل الجيش لإجلاء التلاميذ في عدد من المدارس التي حاصرتها المياه في القصرين وسليانة.

وأعلن متحدث باسم الحرس الوطني حسام الجبابلي الخميس عن انقطاع حركة السير في 42 طريقا بعدد من المحافظات، كما بقيت حتى الخميس تسع طرق مغلقة.

وطالب رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث واللجان الجهوية بالبقاء على أهبة الاستعداد لمتابعة الأوضاع في ظل التقلبات المناخية.

وقال معز تريعة الناطق باسم الحماية المدنية ( الدفاع المدني) في تونس، “سجلنا وفاة 5 أشخاص وتمكنت وحدات الحماية المدنية من انتشال جثامينهم”.

وأضاف تريعة الخميس أن الوفيات توزعت؛ واحدة في محافظة القصرين (غرب) وثانية في محافظة سيدي بوزيد (وسط)، وثالثة في محافظة نابل (شرق)، إلى جانب اثنتين في محافظة الكاف (شمال غرب).

وتابع تريعة أن وحدات الحماية المدنية لا تزال تبحث عن مفقودين اثنين، كهل في منطقة العيون من محافظة القصرين، وطفل (6 سنوات) في منطقة الناظور من محافظة زغوان (نحو 60 كلم جنوب العاصمة).

وأوضح المعهد الوطني للرصد الجوي أن الأمطار، التي هطلت منذ الأربعاء وحتى الخميس، شملت أغلب مناطق البلاد.

وكانت الأمطار، وفق “الرصد الجوي”، في حدود 195 ملم بمحافظة نابل (شرق) و130 بمحافظة القصرين (غرب)، ومحافظة زغوان 140 ملم، ومحافظة منوبة قرب العاصمة 130 ملم، ومحافظة الكاف 110 ملم، وكانت في تونس العاصمة 107 ملم وكانت دون المئة ملم في بقية المناطق.

وقال عبداللطيف الميساوي، والي بن عروس (جنوب العاصمة) الخميس، إن “وادي مليان الذي يعبر المحافظة شكل في وقت سابق اليوم خطرا على السكان، ولكن الآن تراجع منسوبه بمترين على مستوى ضفتيه بعد أن غمر في طريقه من محافظة سليانة نحو 140 كلم) بعض الأراضي الزراعية”.

وأضاف الميساوي في تصريحات هاتفية أن “مياه الأمطار الغزيرة غمرت منازل في بعض أحياء مدينة المحمدية التابعة لمحافظته، ووصلت في بعض المنازل إلى مستوى مترين ونصف المتر”.

Thumbnail

وتابع الميساوي أنه “لم تسجل أي أضرار بشرية في المحمدية وقمنا بانتشال سيارات عالقة في الطرقات”، مؤكدا أن “الدولة متعهدة بتعويض المتضررين” وهو ما يقابل بشكوك شعبية لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد.

وتواجه المالية العمومية في تونس ضائقة كبرى. وتقول الحكومة إنها تحتاج لتطبيق إصلاحات عاجلة تشمل الصناديق الاجتماعية التي تواجه عجزا ماليا كبيرا. وارتفعت نسبة التضخم إلى 7.7 بالمئة وهي نسبة لم تشهدها تونس منذ الثمانينات.

وكانت محافظة نابل تعرضت إلى فيضانات في سبتمبر الماضي تسببت في وفاة ستة أشخاص وخسائر بالبنية التحتية وبالمنشآت العامة والخاصة وبالمحاصيل الزراعية. واكتفت الحكومة بمعاينة الأضرار والتعهد بتعويض المتضررين، في حين تولت جمعيات إطلاق حملة تبرعات تجاوزت ثلاثة ملايين دينار أي نحو مليون يورو.

وتكشف مخلفات الفيضانات في كل مرة عن عجز الحكومة وانعدام للرؤى والاستراتيجيات والإجراءات الاستباقية.

ويسود غضب شعبي وسط اتهامات للسلطة بالتقصير سواء على مستوى تجاهل المطالب الملحة بضرورة تحسين البنية التحتية الهشة أو التغاضي عن اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة خلال فصل الصيف كتنظيف قنوات الصرف الصحي وجهر السدود.

وفي المقابل أكد حمزة سعد المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي أن تونس لم تشهد منذ أواخر السبعينات هطول كميات أمطار بهذه الكمية، ولفت في تصريحات إذاعية محلية الخميس أنه تم تسجيل أعلى نسبة في محافظة نابل بـ195 ملم. وطمأن التونسيين بأنه بداية من مساء الخميس ستتقلص فاعلية التقلبات الجوية تدريجيا.

4