الفوضى الأمنية في بنغازي تخدم الإسلاميين والميليشيات

بنغازي – تعزز الفوضى الأمنية التي تشهدها مدينة بنغازي شرق ليبيا الواقعة تحت سيطرة الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر موقف الإسلاميين والميليشيات الموالية لهم الذين يحاولون منذ سنوات أن يثبتوا أن الوضع في الشرق لا يختلف عما هو عليه في الغرب وأن لا وجود لجيش وشرطة وإنما "ميليشيات قبلية" لا تعترف بدولة القانون والمؤسسات.
وأفادت وسائل إعلام ليبية وشهود عيان، الثلاثاء، أن مسلحين اغتالوا الناشطة الحقوقية حنان البرعصي، في مدينة بنغازي شرق البلاد.
ونقل الإعلام الليبي عن مصادر لم يحددها، أن "3 سيارات يستقلها مسلحون أطلقوا النار على الناشطة البرعصي أثناء خروجها من سيارتها بشارع عشرين (في بنغازي)"، وهو ما أكده شهود عيان.
وجاء اغتيال البرعصي بعد أقل من ساعتين من ظهورها في بث مباشر عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، حيث انتقدت فيه عددا من الموالين للجيش ونجل حفتر صدام.
وسارعت وسائل الإعلام المحسوبة على تيار الإسلام السياسي إلى توجيه الاتهامات إلى نجل حفتر الذي طالته الانتقادات وفي حين تجد تلك الاتهامات صداها لدى عدد من الليبيين لاسيما مع تزايد الحديث عن نفوذ وثروة أبناء قائد الجيش والمحيطين بهم، لا يستبعد مراقبون أن يكون الهدف من وراء الاغتيال إضعاف موقف الجيش خاصة وأن العملية تتزامن مع جولات الحوار السياسي والعسكري.
ولا يخفي الإسلاميون وحلفاؤهم مساعيهم لاستبعاد حفتر من المشهد السياسي وهو ما بدؤوا بالعمل عليه من خلال تحريك الورقة الحقوقية ضده حيث وجهت للجيش اتهامات باستهداف المدنيين خلال معركة طرابلس إضافة إلى إقامة مقابر جماعية في ترهونة.
ويرى متابعون أنه بغض النظر عن الجهة التي قامت بالاغتيال فإن تواتر هذه العمليات يشوه صورة السلطات شرق البلاد ويحرج الجيش الذي خاض على مدى سنوات معركة تحرير بنغازي من المجموعات الإرهابية والتي كان أبرز دوافعها عمليات الاغتيال التي استهدفت ضباطا من الجيش والشرطة وناشطين مدنيين.
وقبل نحو سنة اختطفت مجموعة مسلحة في بنغازي النائبة في البرلمان سهام سرقيوة التي مازال الغموض يلف مصيرها إلى اليوم رغم المطالبات الأممية والدولية بالكشف عن مصيرها وسط تكهنات متزايدة بمقتلها على يد كتيبة "أولياء الدم" بعد أن دعت خلال ظهور إعلامي لها على قناة "الحدث" إلى وقف الحرب في طرابلس والتي انتهت في مايو الماضي بانسحاب الجيش وعودته إلى سرت .
وكتيبة "أولياء الدم" فصيل مسلح يتولى تصفية حساباته مع متهمين بقتل ذويهم خارج القانون.ولا يتبع الفصيل المسلح الأجهزة الرسمية التابعة للجيش والشرطة لكنه يحظى بدعم محلي وقبلي قوي.
وفي مطلع سبتمبر الماضي تعرض الصحفي محمد الصريط إلى محاولة قتل في مدينة بنغازي على يد مجهولين وقبل ذلك تعرضت سيدة تدعى مقبولة الحاسي للخطف على يد مجموعة مسلحة مجهولة وسط اتهامات للقيادي في قوات الصاعقة الرائد محمود الورفلي بالوقوف وراء عملية الاختطاف.
وبالإضافة إلى جرائم الاختطاف والاغتيال يتزايد تغول التيار السلفي في المنطقة الشرقية بشكل بات يقلق الليبيين الذي ينظرون إلى أعضاء هذا التيار وفتاواه على أنهم دخلاء على المجتمع الليبي.
وتعد كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش ذراع التيار السلفي المتحالف مع هيئة الأوقاف والتي تستخدم القوة لإيقاف أي نشاط ترى أنه لا يجوز دينيا.
وسبق أن ارتكبت هذه الكتيبة، التي يقال إنها تسيطر على المساجد أيضا، جملة من الانتهاكات أثناء الحرب ضد المجموعات المتطرفة في بنغازي ودرنة وطرابلس، وضايقت الناس وتعدت على حريتهم، حيث سبق أن داهمت مقهى نسائيا في بنغازي وقامت باحتجاز العاملين فيه.
كما شنت الكتيبة حملة على كتب بدعوى "الترويج للعلمانية والإباحية والإلحاد"، وينظر متابعون إلى تغاضي خليفة حفتر عن هذه الانتهاكات على أنه شكل من أشكال الدعم لهذه الكتيبة التي تعد واحدة من أقوى الكتائب العسكرية التي يعول عليها الجيش في حروبه.