الفورمولا واحد لتسريع وتيرة الانفتاح في السعودية

جدّة - أعلنت السعودية، الخميس، عن قرارها استضافة جائزة ضمن بطولة العالم للفورمولا واحد للمرة الأولى العام المقبل، بسباق ليلي في مدينة جدة على البحر الأحمر.

ولا تقتصر أهمية القرار في بعده الرياضي، بل تتّصل بمسيرة الإصلاح والانفتاح التي انخرطت فيها السعودية خلال السنوات الأخيرة، وشرعت في قطع مراحلها بسرعة لتدارك سنوات رزحت خلالها المملكة تحت نير نموذج محافظ لعب رجال الدّين المنغلقون دورا في إرسائه وتطبيقه على مجتمع غالبيته من الشباب.

وسيكون للرياضة والثقافة والترفيه على وجه العموم دور رئيسي في النموذج الجديد الذي ترغب السعودية في تنفيذه ويضمّ ضمن أهدافه تخفيف الضغط الذي مارسه رجال الدين على المجتمع.

كما أن للتظاهرات الثقافية والرياضية العالمية الكبرى والتي تمتلك السعودية مقوّمات احتضانها وتنظيمها بكفاءة دورا في مساعي تنويع الاقتصاد والتخفيف من ارتهانه الشديد للنفط، التي يتضمنها البرنامج الإصلاحي لولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان “رؤية 2030”.

وستعمل المملكة في نطاق تلك الرؤية على تنشيط قطاعها السياحي والترفيع في مساهمته بتمويل موازنة الدولة باستغلال ما تمتلكه من مقومات طبيعية وحضارية كبيرة.

وللرياضة أيضا دور معنوي مهم للسعودية يتمثّل في تسويق صورة جديدة عنها نحو العالم مخالفة لتلك الصورة التي تلخّص المملكة في مجرّد بلد نفطي شديد التديّن حدّ التحجّر والانغلاق في منظور بعض الشعوب.

وقال وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزير بن تركي آل سعود في مؤتمر صحافي لإعلان قرار احتضان جانب من منافسات الفورمولا واحد إنّ “هذه الاستضافات مكملة لحزمة من الاستضافات الرياضية.. في ظل رؤية المملكة 2030”. وسيقام السباق على كورنيش محافظة جدة في نوفمبر 2021.

وأضاف الوزير “كنا نحلم بمشاهدة هذه الأحداث الرياضية على الشاشة، والآن أصبحت على أرض الواقع”، مشيرا إلى أن الاستضافة “تؤكد وجودنا في الأحداث العالمية الكبرى”.

وتابع أن هذا الحدث “لن يكون تسلية بل سيأتي أيضاً بأهم مصنعي السيارات في العالم”، مؤكدا أن ذلك “يضيف إلى مكانة المملكة واستعدادها لاستضافة أكبر الأحداث الرياضة والثقافية وغيرها”.

ومن جهته قال رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الأمير خالد بن سلطان العبدالله في المؤتمر الصحافي نفسه “استفدنا كثيرا من تنظيم الفورمولا إي ورالي دكار، وسنقوم بالإفادة من تلك الخبرات في الحدث الحالي”.

وسيكون هذا السباق الذي يأتي في إطار شراكة تمتد 15 عاما، ثالث سباقات فورمولا واحد في منطقة الشرق الأوسط، بعد جائزتي البحرين الكبرى، وأبوظبي الكبرى.