الفنون الشعبية والتراث المغربي يستعيدان حضورهما الجماهيري

كرنفال احتفالي يشهد مشاركة 53 فرقة موسيقية تقليدية من جميع أنحاء المغرب.
الاثنين 2022/07/04
فنون تواجه خطر الاندثار

مراكش - يعود مهرجان مراكش الوطني للفنون الشعبية في نسخته الحادية والخمسين بأسلوب مميّز بعد توقف دام سنتين نتيجة للقيود المفروضة في المغرب للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد.

ويشهد المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة والاتصال وجمعية الأطلس الكبير من 1 إلى 5 يوليو الجاري، مشاركة العشرات من فرق الموسيقى التقليدية من جميع أنحاء المغرب إلى جانب إسبانيا التي تعد ضيفة شرف هذا العام.

وقال محمد الكنيدري، رئيس جمعية الأطلس الكبير المشرفة على تنظيم المهرجان إن حوالي “53 فرقة موسيقية تقليدية ستغني في قصر البديع وأجزاء أخرى من المدينة في كرنفال احتفالي”. مشيرا إلى تحسن علاقات المغرب بإسبانيا بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، ومتابعا أن الفنانين الإسبان قدموا من الأندلس للعزف مع فناني المغرب وعرض أشهر مقطوعات موسيقى الفلامنكو في بلادهم.

وقال علي فركوس، رئيس جمعية “أحواش عاود تزنيت” للثقافة الأمازيغية وإحياء التراث، إنه شارك في المهرجان منذ سنة 1999. وكان يشعر بالحزن لأنه يرى أن جيل الشباب غير مهتم بتوريث هذا الرصيد الثمين الذي تناقلته الأجيال السابقة.

المهرجان الوطني للفنون الشعبية يعدّ أحد أقدم الاحتفالات من نوعه ويتميز بالموسيقى والمسرح والشعر والفن التقليدي

وذكر في تصريحات صحافية “أذهب إلى المدارس المحلية في إيمينتانوت لأطلب من المدرسين تلاميذ تبلغ أعمارهم حوالي 14 و15 سنة لتعليمهم موسيقانا التقليدية يوم الأحد في محاولة للحفاظ على هذا التراث الذي لا يقدر بثمن ولكن الآباء يعترضون عليه لأنه لا يوفّر مصدرا ثابتا للدخل”.

وقال إبراهيم بكري، رئيس جماعة العيساوي التراثية في فاس، إن فرقته تمثل منطقة مكناس-فاس. وصرّح لموقع ميدل إيست أونلاين: “نحن محظوظون للمشاركة لأول مرة في هذا المهرجان الشهير الذي يحافظ على الفنون الشعبية والتراث المغربي. أسسنا جمعيتنا من أجل الحفاظ على فن العيساوي الغني بالأناشيد النبوية والقوافي الروحية. ولدت في تجمع عائلي تتخلله التهاليل، فأحببت تراث العيساوية الذي أعتقد أنه في أيد أمينة”.

وخرج موكب الشارع لجميع الفرق الموسيقية معلنا انطلاق المهرجان من حدائق هارتي وصولا إلى قصر البديع وسط حشد كبير وأمن مشدد.

ويعدّ المهرجان الوطني للفنون الشعبية أحد أقدم الاحتفالات من نوعه ويتميز بالموسيقى والمسرح والشعر والفن التقليدي.

وأدرجت اليونسكو المهرجان ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية. فهو يتميز بانفتاحه على جميع الثقافات.

ويسعى المنظمون إلى أن يمثل هذا المهرجان الهوية الثقافية للمغرب، وجسرا للتعريف دوليا بما تزخر به كل منطقة من حيث ما تمثله الفرق المشاركة من تقاليد ومختلف اللهجات والعادات.

15