الفنان والناقد شفيق الزكاري: على الفنان الانخراط في قضايا عصره

فنان مغربي يعيد تجسيد حكايات كليلة ودمنة بطريقة معاصرة.
الأحد 2023/02/26
علينا الانفلات من التبعية بشكل مختلف

يتطور المبدع والفنان دائما من لحظاته الأولى التي ينطلق فيها عادة من محيطه ومن أفكار بسيطة، ويتطور تدريجيا مع تطور قراءاته وتراكم تجربته ليذهب أحيانا إلى مناطق غير تلك التي بدأ منها. “العرب” كان لها هذا الحوار مع الفنان التشكيلي والناقد المغربي شفيق الزكاري حول بداياته وتطور تجربته ورؤاه.

أصدر الفنان التشكيلي شفيق الزكاري العديد من الدراسات على غرار “قراءة في التشكيل المغربي الحديث” متابعات، عن دار غرب ميديا – سنة 2005، “التشكيل المغربي بين الهوية والحداثة” عن سلسلة أبحاث التابعة لمنشورات وزارة الثقافة – سنة 2013، “الاقتناء الفني العربي المغرب نموذجا”، وقد نال الكتاب جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، وكان البحث الفائز بإشادة لجنة التحكيم – الدورة الخامسة سنة 2012، “سرديات تشكيلية” مختارات جمالية – عن دار القلم العربي للنشر والتوزيع – الطبعة الأولى سنة 2021.

البداية وتطور التجربة

العرب: أنت خرّيج المدرسة العليا للفنون الجميلة بديجون في فرنسا، لو تحدثنا عن العوامل التي كان لها تأثير واضح وفاصل على توجّهك الفني، وهل دراستك تاريخ الفن، الفلسفة والسيميائيات كان لها الأثر في تطوير مفاهيمك وأدواتك؟

شفيق الزكاري: هناك عدة عوامل ذاتية وأخرى موضوعية، فاهتماماتي ترعرعت من الناحية الذاتية مع طفولتي، ونشأت في أحضان والدتي التي كانت تتقن الخياطة والطرز الرباطي، بحكم انتمائها لعائلة تؤمن بالحفاظ على التقاليد والتشبث بالهوية المغربية، فكانت الأشكال والخيوط بألوانها المتعددة مصدر اهتمامي ومحط توجهي الفني في فترة مبكرة من طفولتي، التي عشتها في منزل أو بالأحرى في رياض بمدينة القصر الكبير يزخر في تركيبته الهندسية بكل معالم المعمار الأندلسي، من أبواب عتيقة بجمالية أشكالها ونقشها وحفرها وألوانها…، وبتنوع تأثيث فضائها من زليج وزجاج ورخام مختلف ومتنوع، مما كان له تأثير على ذاكرتي المشهدية وعلى حياتي اليومية.

المجتمعات العربية لم تتخلص من التبعية بشكل نهائي، نظرا لنقص في طرح الأسئلة الحقيقية المرتبطة بتراثنا وثقافتنا

العامل الموضوعي كان بسبب شغفي ورغبتي بالسفر إلى الخارج لإكمال دراستي في مجال الفنون، فكان هدف وجهتي أول الأمر هو الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان، بعد أن حصلت على شهادة الباكالوريا، واجتزت مباراة الدخول بنجاح، إلا أن مدير المدرسة محمد السرغيني آنذاك رحمه الله، نبهني إلى إكمال دراستي بالخارج، ففكرت في الرحيل إلى فرنسا، بعدما كانت نيتي الالتحاق بمعهد الفنون الجميلة ببغداد نظرا إلى اهتمامي بالخط العربي، لكن شاءت الأقدار أن ألتحق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بديجون بفرنسا سنة 1982، فكانت بداية مسيرتي التكوينية والبحث عن أفق جديد يضمن لي تحقيق الغاية التي كنت أحلم بها منذ صغري.

أما في ما يخص دراستي لتاريخ الفن والفلسفة والسيميائيات، فقد كانت جزءا أساسيا من نوعية الدروس التي تلقيناها بالمدرسة التي التحقت بها، لأنها مدرسة حداثية ومعاصرة نظرا لتطور المنظومة التعليمية بها، حيث كان يعمل المدرسون بها على تطوير الملكات الإبداعية للطلبة عوض حثهم فقط على الاجترار ومحاكاة الطبيعة، وطبعا كان لهذا التكوين تأثير مباشر على تطوير أدوات اشتغالي ونظرتي للأشياء والوجود والكون عموما ضمن نسق مفاهمي متجدد ومجدد لكل ما سبق.

العرب: نظرتك إلى الأشياء والوجود تدفعنا إلى السؤال حول المرجعيات الفنية والجمالية العربية والغربية التي اعتمدتها لتطوير تجربتك التشكيلية؟ وكيف كانت علاقتك بالخط العربي كتعبير فني ووسيلة أيضا، منذ بدايتك إلى الآن وتأثيره على توجهك الإبداعي؟

شفيق الزكاري: في ما يخص مرجعياتي التي اعتمدتها لتطوير تجربتي، كانت متنوعة ومتعددة إيمانا مني بأن الفنان لا ينتمي لرقعة جغرافية محددة، قد يكون كذلك، إذا تعلق الأمر بالوجود الجسدي، لكن على مستوى التفكير الذهني قد يصبح كونيا لأن الثقافة هي عابرة لكل الحواجز والحدود الجغرافية والمكانية وحتى التاريخية، ولهذا اعتمدت في بداياتي الإبداعية على المراجع الغربية المتعلقة بالتقنية في ما يخص الإنتاج التشكيلي وكذلك مناهج البحث على مستوى التحليل النقدي الجمالي، بينما من حيث الأسئلة المطروحة في تجربتي كانت دائما مرتبطة بالموروث الثقافي المغربي والعربي وما أفرزته حقب التنوير من قضايا أساسية لم يتم الاعتناء بها ومسايرتها على مستوى البحث والتحصيل.

مرجعيات الفنان التي اعتمدها لتطوير تجربته كانت متنوعة إيمانا منه بأن الفنان لا ينتمي لرقعة جغرافية محددة

لهذا سخرت الحرف العربي في بداياتي أي منذ أواسط السبعينات، لجوءا للبحث عن هوية هاربة بفعل الاستلاب، وما تركه الاستعمار من أسئلة بعيدة عن ثقافتنا ومحيطنا وطريقة عيشنا. فكان الخط عزائي الوحيد حسب تفكيري آنذاك في الانفلات من مأزق التبعية، وهذا ما حصل لجل الفنانين الذين انتبهوا في فترة مبكرة لهذه الإشكالية ومن بينهم الجيلالي الغرباوي وأحمد الشرقاوي وفريد بلكاهية وعبدالله الحريري على مستوى استعمال الحرف العربي، رغبة منهم للتحسيس بأهمية الرجوع إلى الإرث الأصلي للثقافة والفكر المغربيين.

وأتت في ما بعد جماعة البعد الواحد بالعراق التي كان ينضوي تحت لوائها الفنانون شاكر حسن آل سعيد ورافع الناصري وضياء العزاوي وغيرهم.

العرب: وماذا بعد ذلك؟ ماذا حصل؟

شفيق الزكاري: لقد تغيرت فكرة الانفلات من التبعية لتتحول إلى البحث عن موقع كوني يضمن سيرورة الإبداع الإنساني، فالتجأت إلى الاشتغال على الجسد لسببين أولهما هو أن هذا الجسد كان ومازال من التابوهات العقائدية المسكوت عنها في المجتمعات العربية والإسلامية، ثم أنه موضوع لا يهم ثقافة على حساب أخرى، بل هو (أي الجسد) ملك لجميع الثقافات باختلاف أنواعها وأهدافها، وهذا موضوع آخر حاولت في ما بعد معالجته انطلاقا من فكرة تراثية وثقافية عربية في بعدها الكوني.

الفن قضية

نحن حاليا في عصر الصورة وهيمنتها
نحن حاليا في عصر الصورة وهيمنتها

العرب: تعلمون أن الفن التشكيلي يخترق الذاكرة الجماعية ويعبر عنها أيضا في كل التجارب الإنسانية وإشكالياتها وتحولاتها، فهل أعمالك تحاكي قضايا لها علاقة مباشرة بمعاناة الإنسان وبؤسه مغربيا كان أو عربيا أو كونيا، وأثرها الجمالي على الصورة؟

شفيق الزكاري: نحن حاليا في عصر الصورة وهيمنتها، لأنها تختزل ببساطة الأفكار الممكنة مع تعدد التأويلات، بسرعة فائقة لا تتوفر عليها الطرق التعبيرية الأدبية الأخرى، والتاريخ شاهد على ذلك، مع الثقافات السابقة في الحضارة الإنسانية، كالثقافة الآشورية والبابلية والفرعونية، حيث حضور الصورة في سرديات هذه الشعوب، والتي ساعدتنا حاليا في تحليل وفهم طريقة ونمط عيشها على المستوى الاجتماعي والسياسي والعلمي كذلك.

 من هذه الزاوية أدركت أهمية الصورة وتأثيرها على المتخيل الإبداعي ليس من جانبها الحكائي فقط، بل من جانبها الوصفي كذلك كما هو عليه الحال في ملحمة جلجامش وحكايات كليلة ودمنة وغيرها من الملاحم المؤثرة ببعدها الإنساني في رسم المسار التاريخي لكل الشعوب البائدة، لذلك ركزت اهتمامي حاليا على هذه الزاوية، فكان الإنسان محور اشتغالي لأجعل من الفن وسيلة ليست فقط إستيتيقية بل وظيفية أيضا، ليؤدي (أي الفن) مهمة تخدم الإنسانية، عبر طرح أسئلة ضرورية مرتبطة بقضايا العصر، وهذا ما حصل في بدايات علاقتي بالاشتغال على الجسد في أواسط الثمانينات وبداية التسعينات مع حرب الخليج الأولى وما شكلته من خسائر مادية وبشرية كان العالم في غنى عنها، لأنه في اعتقادي أن الفنان من واجبه أن ينخرط في قضايا عصره، وإلا ما هو دور الفن إذا لم يستجب لأسئلة عصره؟

العرب: وبعد هذه المرحلة ماذا وقع على المستوى الفكري لديك؟

شفيق الزكاري: تطورت الفكرة في إطار البحث عن منابع التراث، لأقف على موضوع اعتبرته مشروعا شخصيا لم يتم تناوله تشكيليا بعد، وهو الاشتغال على التراث العربي انطلاقا من حكايات كليلة ودمنة لابن المقفع بمنطق حداثي ومعاصر يخضع لسلطة الصورة، فسخرت لهذه الغاية جسدا ناطقا بلسان الحيوانات.

Thumbnail

العرب: في نفس السياق هل الاشتغال على مواضيع كبيرة ومؤثرة في مصير الإنسان وعلاقاته ومستقبله مثل الحروب يتطلب تفكيرا خاصا من طرف الفنان التشكيلي واهتماما بالألوان وطريقة التناول يعبر بواسطتها عن موقفه مادام نطاق الحروب مستمرا؟

شفيق الزكاري: طبعا، كل المواضيع كيفما كان نوعها تتطلب تفكيرا خاصا من طرف التشكيلي، سواء تعلق الأمر بالحيثيات الجمالية المرتبطة بالتقنية أو الموضوع على حد السواء، حسب أسلوبه وقناعاته ومواقفه اتجاه القضايا المطروحة، مع شرط حضور تلك اللمسة الإبداعية التي يتفرد بها الفنان كإضافة خاصة.

تيمة الحرب، كانت ومازالت دائما حاضرة في المتخيل الفني عبر العصور، على سبيل الذكر لا الحصر “كوارث الحرب” لفرانسيسكو كويا، و”معركة السيو” لأوجين دولاكروا، و”الجرنيكا” لبابلو بيكاسو والأمثلة على ذلك عديدة، وهي بمثابة ملاحم عمل الفنانون على رصدها وتسجيلها في الذاكرة الجماعية لتبقى نموذجا راسخا في أذهان اللاحقين من الشعوب لتفاديها، وهذا ما حاولت التنبيه إليه في أواسط الثمانينات من خلال معرض ثنائي صحبة الفنان نورالدين فاتحي بالرباط سنة 1986 تحت عنوان “الخيال التاريخي”، وقد كان عملا ليس تقريريا أو محددا بزمان معين، بل كان موجها لجميع الأزمنة بما أن الحروب تتشابه في مواجهاتها باستثناء الأسلحة المستعملة المرتبطة بزمانها.

الرؤية الفنية والنقد

العرب: تشتغلون على الطباعة حفرا أو ما يسمى “سلك سكرين” أو الطباعة بالحرير، ما الذي دفعك إلى هذا المجال والقضايا التي تتناولها في أعمالك؟ وما مدى اهتمام الفنانين المغاربة بهذا الأسلوب؟

شفيق الزكاري: إن اهتمامي بموضوع الطباعة، سواء تعلق الأمر بالطباعة الحريرية أو الحفر أو الليتوغرافيا، كان من باب فضولي وانفتاحي على تقنيات قد تساعدني في توسيع دائرة الاشتغال مع إمكانية توظيفها في مجالات تعبيرية أخرى، فرغم أن هذه التقنيات اعتمدت على الاستنساخ والإعادة والتكرار من حيث العدد، إلا أنها كانت من جهة أخرى الوسيلة الناجعة لنشر وانتشار العمل الفني وجعله في متناول أصحاب الدخل المحدود، لأجل تربية بصرية راقية بذوق جمالي يساهم في بناء تصور مستقبلي لأجيالنا القادمة ولهندستنا المعمارية ولباسنا وطريقة عيشنا، كرهان وظيفي للحد من هيمنة العولمة.

وجوابا على سؤالكم، فإن اهتمام الفنانين المغاربة حاليا بهذه التقنيات في تزايد مستمر مقارنة مع حقبة الثمانينات، التي دشنا فيها صحبة الصديق الفنان نورالدين فاتحي أول ورش لطباعة بعض أعمال الفنانين المغاربة والأجانب، من بينهم: بوشعيب هبولي، محمد القاسمي، عبدالكريم الأزهر، بوشتى الحياني، حسن السلاوي، مصطفى بوجمعاوي، عيسى إيكن الناجب الزبير، الطيب الصديقي، ضياء العزاوي وغيرهم كثير.

Thumbnail

العرب: كيف ترى وضعية الفن التشكيلي بالمغرب والعالم العربي على مستوى الإنتاج والترويج والأبعاد الفكرية والجمالية والخصوصيات، بعين الفنان ثم برؤية الناقد التشكيلي في علاقة هذا الفن بالتراث والحاضر والمستقبل؟

شفيق الزكاري: أرى أن وضعية الفن التشكيلي بالمغرب وباقي الدول العربية في تحسن مستمر، لتزايد اهتمام الشباب بالإبداع الفني وتطور وسائل الإنجاز من وسائل ومواد حديثة، مما ساهم في إنتاج غزير، لكن السؤال الحقيقي رغم هذا التطور، هل هذه التحولات تستجيب لمتطلبات العصر وارتباطها بالثقافة المغربية والعربية؟ وهل استطاع التشكيل المغربي والعربي تجاوز كل ما هو بعيد عن تربته الأصلية؟

 أرى أنه من الصعب الإجابة عن هذه الإشكالية التي مازالت مطروحة الآن منذ فترة الاستعمار، بما أن خصوصيات الإبداع الفني في المجتمعات العربية لم تتخلص بعد من التبعية بشكل نهائي، نظرا لنقص في طرح الأسئلة الحقيقية المرتبطة بتراثنا وثقافتنا، وضعف تكوين الفنانين ثقافيا وفكريا وانفتاحهم على أشكال إبداعية أخرى تمتح من تاريخهم وجذورهم الأصلية، مع طرح أسئلة فكرية ومصيرية في إطار توجه معين لتقويم الرؤية الجمالية بأبعادها المستقبلية.

العرب: إذا كان الفن التشكيلي مرآة لمكامن الوجود الإنساني فكرا وروحا ومادة، فماذا يمكن للنقد التشكيلي أن يقوم به في تقويم أو تأويل تلك الأعمال الفنية شكلا ومضمونا؟

شفيق الزكاري: للنقد التشكيلي دور فعال في تقريب الرؤية الفنية للمتلقي، حيث ينتقل بالعمل الفني من المشاهدة إلى الكتابة، بمعنى آخر، أن الفن ليست وظيفته خلق المتعة البصرية وطرح الأسئلة والسمو بذوق المشاهد لأعلى درجات الجمال فقط، بل له القدرة الواسعة لخلق جنس أدبي آخر له علاقة بالتحليل والتفكيك موازاة مع حضور التحفة الفنية لأنه يمتح منها الخبايا الغير المرئية أو التي تقبع وراء ما لا يرى، مع البحث عن مناهج في العلوم الإنسانية، التي تصب في طريقة التعامل مع نوع أو اتجاه فني معين، والتأويل هو عامل من بين هذه المناهج التي تساعد على تقويم وتصحيح المسار الفني.

العرب: هذا يدفعنا للسؤال حول الملامح المؤسسة للنقد التشكيلي المغربي، وما الذي جعلك تفكر وتنجز “سرديات تشكيلية” الحافل بحكايات وانشغالات الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب؟

شفيق الزكاري: في الحقيقة، النقد الفني مازال في بداياته في المغرب، ليس من حيث الجودة بل من قلة المتابعة للمنتوج الفني، الذي يتفاوت مع عدد النصوص النقدية الموازية له، وبما أن افتقار الكليات لشعبة تاريخ الفن والكتابة النقدية والبحوث الأكاديمية في هذا المجال، ستبقى ملامح النقد التشكيلي دائما في بداياتها.

أما في ما يخص الدافع للتفكير في إنجاز مؤلف “سرديات تشكيلية”، فهو دافع ذاتي ورغبة في تعزيز المكتبة العربية بهذا النوع من الكتابة النقدية في علاقتها بالأدب، ولذلك عنونته بسرديات تشكيلية، لما للسرد من قوة للإنصات والمؤانسة لحكايات ليست أدبية مقروءة فقط، بل مرئية كذلك.

فنوعية كتابتي لهذا المؤلف تختلف في مقصدياتها كل الكتابات التي سخرتها في مؤلفاتي الثلاثة السابقة، لأجل التنويع وفتح باب ربط العلاقات بين الأجناس الإبداعية الأخرى، فكان الكتاب عبارة عن مقاربة تحيينية لتحبيب هذا النوع من النقد للقارئ يجمع بين الجدية والفكاهة في بعض سردياته، حتى لا يبقى سجين رؤية علمية أحادية تكرس نفس التحليل والتدقيق في التحف الفنية.

10