الفنان الهندي أفيجيت موكارجي: التشكيل المصري يحمل روح الشرق ويتماشى مع الفنون العالمية

عناصر أعمال موكارجي تقوم على المجتمع المحيط ومشاهداته اليومية وحين ينغمس في الرسم يكون في لحظة تأمل.
الأربعاء 2022/12/21
اللوحة قصة من خيال راسمها

الأقصر (مصر) - قال الفنان التشكيلي الهندي أفيجيت موكارجي إن الحركة التشكيلية بالعالم العربي جيدة، وإن الفنانين التشكيليين العرب رائعون، لافتا إلى أنه تعرف على الكثير منهم واطلع على تجاربهم منذ سنوات، وأن أول لقاء جمعه بفنانين عرب كان في عام 2017 خلال أحد الملتقيات التشكيلية التي استضافتها الهند.

وأضاف موكارجي على هامش مشاركته في الدورة الخامسة عشرة من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير والمنعقد حاليا بمشاركة فنانين من سبع دول أن الفنون التشكيلية المصرية تحمل روح الشرق، وتتماشى مع الفنون العالمية المعاصرة.

وانطلق ملتقى الأقصر الدولي للتصوير في الثامن من شهر ديسمبر الحالي ويستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر نفسه، ويأتي الملتقى تأكيدا على حرص الصندوق على دعم حركة الفن التشكيلي في مصر بالتوازي مع إستراتيجية الدولة لتوظيف الفنون في التسويق السياحي لتحقيق الارتقاء بالذوق العام، وإتاحة الفرصة أمام الفنانين من مختلف الثقافات للتفاعل فيما بينهم، بعد أن أصبح الملتقى ميدانا للتواصل بين المبدعين بما يقدمه من إبداعات متميزة تخلق حوارا فنيا ينعكس إيجابا على واقع التشكيل المصري.

الرسم يكسر رتابة الحياة اليومية بالنسبة إلى موكارجي، ويحرص على أن تحمل لوحاته تفاصيل قصة ما
الرسم يكسر رتابة الحياة اليومية بالنسبة إلى موكارجي، ويحرص على أن تحمل لوحاته تفاصيل قصة ما

وحول زيارته إلى مصر ومشاركته في ملتقى التصوير الدولي الذي تستضيفه مدينة الأقصر، قال الفنان الهندي إنه قرأ كثيرا عن مصر وأن زيارتها كانت بمثابة حلم له، وحين وقف بقدميه على أرض مصر شعر بسعادة غامرة لأن الله حقق له حلمه.

وأشار إلى أنه شعر خلال فترة إقامته الحالية في مدينة الأقصر، وتجواله بين معابدها القديمة ومعالمها السياحية وأسواقها الشعبية بأنه يعيش وسط أهله وبين أفراد عائلته، وأن زيارته إلى مصر هي أول زيارة له للمنطقة العربية.

وحول عوالمه الفنية والمصادر التي يستلهم منها لوحاته قال إن عناصر أعماله تقوم في الأساس على المجتمع المحيط ومشاهداته اليومية، وأنه حين يقوم بالرسم يكون في لحظة تأمل، ويشعر بأنه يسافر بعيدا إلى عوالم من الحب والجمال والسلام. وأكد موكارجي أن اللوحة والرسم يكسران رتابة الحياة اليومية بالنسبة إليه، وأنه يحرص على أن تحمل كل لوحه يرسمها تفاصيل قصة ما.

وحول رؤيته للحركة التشكيلية في بلاده، قال الفنان إن الحركة التشكيلية في الهند تتسع وتزدهر يوما بعد يوم، وأن الكثير من المعارض الكبرى والمتاحف الفنية العالمية توجه الدعوة إلى فنانين من الهند وتقوم بعرض أعمالهم التشكيلية، واستعراض تجاربهم الفنية، وأنه سعيد بذلك النجاح الذي تحققه الحركة التشكيلية الهندية على المستوى الدولي.

أما فيما يتعلق بمصادر الإلهام لدى فناني الهند، فرأى موكارجي أن بلاده غنية بمصادر الإلهام والفنون منذ قديم الزمان، مثل معالم قرية أجانتا الأثرية في منطقة حيدر أباد قرب بومباي ولوحاتها الفنية الفريدة، وأنه بشكل شخصي يستلهم الكثير من أعماله من تراث قرية أجانتا ومن الفنون الشعبية الهندية والأفريقية أيضا.

لغة فنية من وحي موكارجي
لغة فنية من وحي موكارجي

وعن حضور المرأة في لوحاته، قال موكارجي إنه رسم الكثير من اللوحات عن المرأة، وهو يؤمن بمكانة المرأة وقيمتها في المجتمع، وأنه يرى أن المرأة رائعة في كل مكان بالعالم، وأن كل رجل بحاجة إلى امرأة بجانبه، مؤكدا أنه لولا مساعدة زوجته له ما كان ليحقق حلمه في زيارة مصر، وأن نجاح كل رجل لا يتحقق إلا بمساعدة امرأة.

وحول الملامح المشتركة بين الفنون التشكيلية الهندية والعربية، قال موكارجي إن هناك تقاربا كبيرا بين الفنون التشكيلية في كل من الهند ومصر، وأنه حين يرى أعمالا فنية هندية ومصرية في معرض فني مشترك، يقف أمام كل عمل ليعرف إن كان لفنان هندي أو مصري، وذلك للتقارب الكبير بينهما، حيث يشترك الفنانون بالهند ومصر في استخدام “الموتيفات”، ورسم الأشخاص من زوايا متقاربة.

◙ مشاركة موكارجي الفنية داخل الهند وخارجها بلغت قرابة 80 مشاركة ومعرضا من بينها 15 مشاركة دولية

ويعد الفنان التشكيلي الهندي أفيجيت موكارجي واحدا من الفنانين التشكيليين الذين قدموا إلى الأقصر للمشاركة في النسخة الخامسة عشرة من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير، حيث يشارك في دورة هذا العام من التشكيليين العرب الفنان جمال عبدالرحيم من البحرين، والفنان محمد الكناني والفنان صالح النجار من العراق، والفنانة سلوى العايدي والفنانة نجاة الذهبي من تونس، وأمل نصر، ومجدي عبدالعزيز، ومحمد حمدي، ومحمد دسوقي، ومحمد نبيل، ومهنى ياؤد، ونيفين الرفاعي، ووليد نايف، بجانب فنانين آخرين من ألمانيا وجورجيا ومصر.

ويتجول أفيجيت موكارجي كل صباح بين معابد الفراعنة ومعالم البر الغربي، وعلى ضفاف نهر النيل الخالد بصحبة الفنانين المشاركين في الملتقى، حيث يزورون معالم قرية حسن فتحي التراثية، ومراسم الأقصر القديمة في فندق المرسم التاريخي ومعابد الكرنك والأقصر وهابو وحتشبسوت ومقابر ملوك ونبلاء الفراعنة في مقبرة طيبة القديمة بالقرنة ومعالم معبد دندرة في غرب.

ويتعرف الفنانون خلال الملتقى على فنون مصر القديمة بجانب المعالم التراثية والطبيعة الخلابة التي تتفرد بها مدينة الأقصر وقراها، ثم يلتقون في المساء في ندوات حوارية ونقدية تقام تحت عنوان “هنا.. أم الحضارات”، يديرها الناقد الفني المصري الدكتور طارق عبدالعزيز، ويتم خلالها استعراض الخبرات والتجارب الفنية، وتبادل الرؤى والأفكار بين المشاركين الذين ينتمون إلى مدارس وأجيال فنية مختلفة.

يُذكر أن الفنان التشكيلي الهندي أفيجيت موكارجي تعلم الفنون الجميلة خارج الإطار الأكاديمي ويعد من الفنانين العصاميين، وبات صاحب تجربة فنية ثرية جعلته ضيفا على الكثير من الملتقيات التشكيلية داخل وطنه الهند وخارجه. وبلغت مشاركة موكارجي الفنية ومعارضه الشخصية داخل وخارج الهند قرابة 80 مشاركة ومعرضا من بينها 15 مشاركة دولية، وطاف بأعماله بين مناطق عدة من العالم.

14