"الفنان النبيل" يستعيد تجربة رسام الغرافيك المصري أشرف الحادي

معرض "الفنان النبيل" يضم مجموعة منتقاة من أعمال الفنان الراحل أشرف الحادي، التي تعكس محطات بارزة في مسيرته الفنية والأكاديمية.
الجمعة 2025/06/13
محطات بارزة في مسيرة فنان مثقف

القاهرة- احتفاء بمسيرة واحد من أهم فناني الغرافيك في مصر، ينظم مركز الجزيرة للفنون بالزمالك، معرضا بعنوان “الفنان النبيل” يستعيد من خلاله تجربة الفنان الراحل أشرف الحادي (1998 – 2020).

وافتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، المعرض الاستعادي الذي يستمر حتى السادس والعشرين من يونيو الجاري، بحضور الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور أحمد رجب صقر، إلى جانب عدد من الفنانين والنقاد ومحبي الفنان الراحل.

وقالت وزارة الثقافة إن “المعرض يأتي في إطار حرص الوزارة على تكريم رواد الفن التشكيلي الذين أثروا المشهد الفني المصري بإبداعاتهم وتجاربهم المتميزة”.

ويضم المعرض مجموعة منتقاة من أعمال الفنان الراحل، التي تعكس محطات بارزة في مسيرته الفنية والأكاديمية.

وخلال الافتتاح، قال وزير الثقافة “يمثل الفنان أشرف الحادي نموذجا للفنان المثقف والباحث، الذي لم يكتف بممارسة الفن، بل عمل على تعميق رؤيته الجمالية من خلال الدراسة والتجريب. ويأتي هذا المعرض تكريما لمسيرته الثرية، وتقديرا لعطائه المميز في مجال الغرافيك والفنون البصرية.”

من جانبه، قال الدكتور وليد قانوش “كانت تجربة أشرف الحادي الفنية مزيجا من التأمل الفلسفي والتعبير الشخصي، وقد حملت أعماله طاقة شعورية تفتح أمام المتلقي آفاقا واسعة للتأمل، وتُجسّد التقاء التجربة الذاتية بالوجدان الإنساني العام.”

أحمد فؤاد هنو: الفنان أشرف الحادي يمثل نموذجا للفنان المثقف والباحث

ويُعد الفنان أشرف الحادي من أبرز فناني الغرافيك في مصر، حيث حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة (قسم الغرافيك) من جامعة المنيا، ثم واصل دراسته ليحصل على دبلوم في النقد الفني وعلم الجمال من الجامعة ذاتها عام 1993، تلاه ماجستير في الفنون من جامعة حلوان، ودراسات متقدمة في أكاديمية الفنون الجميلة بمدينة فلورنسا الإيطالية عام 2004، ثم دراسات تخصصية عن الورق في معهد التكنولوجيا بكيوتو باليابان عام 2009. وقد تُوّجت مسيرته الأكاديمية بالحصول على درجة الدكتوراه في فلسفة الفن من جامعة المنيا.

شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل مصر وخارجها، ونال عددًا من الجوائز المهمة، مما جعله علامة مميزة في تاريخ الفن المصري المعاصر. كما عمل في سلك التدريس بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، وشغل منصب مدير متحف الفنون الجميلة بالجامعة من 2012 إلى 2014. كما أجرى دراسات في أكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا، بإيطاليا، عام 2004. وأجرى دراسات عن الورق في معهد التكنولوجيا في كيوتو، باليابان، عام 2009.

يُعد الفنان الراحل من أبرز رواد فن الغرافيك المعاصر في مصر والعالم العربي، حيث تميز بأسلوب فني متفرد جمع بين التقنية العالية والعمق الفلسفي. كما برع في توظيف تقنيات الحفر والطباعة اليدوية بأسلوب معاصر، وجعل من فن الغرافيك وسيلة تعبير جمالية تتجاوز الجانب التقني إلى فضاءات رمزية وفكرية.

ورأى بعض النقاد التشكيليين في أعماله نوعا من “القصائد البصرية”، حيث تتداخل الرموز والخطوط والألوان في انسجام ملفت، يعكس وعيا فنيا وثقافيا متجذرا. واعتبر بعضهم أيضا أن الحادي استطاع أن يضفي على الغرافيك طابعا تأمليا لا يخلو من البعد الفلسفي، حيث تُعبر أعماله عن حالات إنسانية، وتحمل في الكثير من الأحيان إشارات إلى الذاكرة الجمعية والهوية المصرية.

وتظهر أعمال الفنان الراحل قدرته على تجديد المفردات البصرية دون أن يفقد جذوره الثقافية، ما جعل تجربته تعكس توازنا بين الأصالة والمعاصرة، حتى إن البعض وصف أعماله بأنها “لغة صامتة تُكتب بالخطوط والفراغ”، في إشارة إلى عمق التعبير الفني دون حاجة إلى الكلمات.

نال أشرف الحادي تقديرا كبيرا من المؤسسات الثقافية والنقدية داخل مصر وخارجها، واعتُبر فوزه بجوائز من بيناليات دولية في اليابان وبولندا وفرنسا، ووجوده في معارض عالمية من بينها الأكاديمية المصرية في روما، دليلا على مكانته المرموقة. كما اعتبره بعض النقاد صوتا بصريا مؤثرا استطاع أن يعيد تعريف فن الغرافيك المصري على المستوى الدولي من خلال أدوات تعبيرية شجاعة وحديثة.

14