الفنان العراقي ذو الفقار خضر: أتمنى أن أجسد شخصية الأخرس

ذو الفقار فنان تشكيلي يعتبر نفسه ابن المسرح البار الذي قدم كثيرا للمسرح العراقي.
الخميس 2024/01/25
أعتبر نفسي ابن المسرح وليس التلفزيون

بغداد - لم يكن يخطط ليصبح ممثلا كونه بدأ فنانا تشكيليا يزاول الرسم والنحت، إلا أنه وجد ضالته في المسرح حيث المكان الذي انطلق منه إلى عوالم الفن ليصبح ممثلا مشهورا يؤدي أدواره بمهارة عالية.

يؤكد الفنان العراقي ذو الفقار خضر أن بداياته كانت من خشبة المسرح لذا يعتبر نفسه ابن المسرح البار الذي قدم كثيرا للمسرح العراقي، كاشفا عن الشخصية التي يتمنى أن يجسدها بشغف، والشخصية التي لم يرض عليها، وأسباب تأخر ظهوره التلفزيوني الأول، متحدثا عن تجاربه الفنية العربية، وتحفظاته على ولوج بعض الأسماء الفنية الجديدة إلى الساحة الفنية.

يقول ذو الفقار خضر، في حوار معه “كان أول ظهور تلفزيوني لي في مسلسل ‘الرصافي’ عام 2007، على الرغم من أن انطلاقتي الفنية كانت عام 2000، وسبب تأخر ظهوري التلفزيوني لأني كنت مشغولا بالمسرح الذي أعطيته الكثير من وقتي واهتمامي في التأليف المسرحي والإخراج، المسرح علمني كيف أكون فنانا حقيقيا يحترم رسالته الفنية بكل أمانة وحرص”.

ويضيف “شغف المسرح وحبي لخشبته والطقس الروحي المسرحي كان السبب في تأخر ظهوري التلفزيوني ولست نادما على ذلك، لذا أعتبر نفسي ابن المسرح وليس التلفزيون، وأفتخر ببداياتي المسرحية وأنا أحبو نحو طريق الفن”.

الفنان العراقي يقر بأن المنتجين يتحملون سوء اختيار الشخصيات الدرامية وأنه من أكبر النقاد القاسين على نفسه

ويتابع “بدأت من المسرح مخرجا ومؤلفا وممثلا وأول بطولة مسرحية تسند لي كانت من خلال مسرحية ‘قميص رجل سعيد’ عام 2001، تحاكي طابع الكوميديا السوداء واستمر عرضها لأيام متتالية، ومن ثم توجهت إلى الكتابة المسرحية، إذ كتبت مسرحية ‘الموناليزا ليست جميلة في كل العيون’، ومسرحية ‘ما قبل الحرف ما بعد النقطة’، ومسرحية ‘واو هاء ميم’، ومسرحية ‘الصوت الأصفر’ التي عرضت في ليبيا والجزائر والمغرب، كذلك كتبت مسرحية ‘حائط'”.

ويبين أنه “كان لمدينة الحلة حيث مسقط رأسه الأثر في تكوين شخصيته الفنية، بإرثها وتاريخها وحاراتها وأسواقها القديمة”، متابعا أن “أغلب الشخصيات التي جسدتها في مسيرتي الفنية وعبر 47 عملا تلفزيونيا كانت مستوحاة من بيئة الحلة وتكوينها الاجتماعي”.

ويشير إلى أنه قبل أن يدخل مجال الفن كان يزاول الرسم والنحت وما زال محتفظا ببعض القطع النحتية، مضيفا “كان بالإمكان أن أصبح رساما ماهرا كوني أمتلك أدواتي التشكيلية، إلا أن المسرح قد أبعدني عن هذه الهواية بإرادتي لذا لم يتبق من النحت والرسم إلا ذلك الجزء المخزون في ذاكرتي”.

وعن أدواره التلفزيونية يقول خضر “عرفني الجمهور بأدواري الرومانسية الهادئة في التلفزيون، إلا أنه قد يبدو لبعضهم أنني بدأت أتجه إلى تجسيد الشخصيات الشريرة السلبية في السنوات الأخيرة، وكان ذلك مقصودا مني، أردت أن أخرج من نمطية الشخصيات الهادئة التي جسدتها كثيرا لذلك طلبت من المخرجين بأن يسندوا لي شخصيات سلبية مغايرة عن الشخصيات التي كنت أجسدها لأكون متنوعا في الأدوار وخارج نمط المعتاد فنيا”.

ويضيف “كانت لي مشاركات في مسلسلات عربية مهمة كمسلسل ليلة السقوط، ودفعة لندن، ودفعة بيروت، اكتسبت الكثير من هذه التجارب العربية واكتشفت أن المخرج العربي يكون ملاصقا للفنان، ويحاول أن يخرج طاقاته وإمكانياته المخزونة أثناء تجسيد الدور، بينما المخرج العراقي يعتمد على جاهزية الممثل فقط”.

ويردف بالقول “مشاركتي في الأعمال العربية ساهمت في تسويق اسمي الفني عربيا، إلا أننا لا نجد للأسف في البيئة المحلية العراقية الفنية جهة حاضنة وداعمة لنجاح الممثل العراقي في الدول العربية”.

ويؤكد أن “الدرس الذي تعلمته حين أصبحت فنانا معروفا هو كيفية التعامل الإنساني مع من لا يمتلك الإنسانية وهذا ديدن الفن”.  منوها بأن “أدواري قد تبتعد عن البطولة المطلقة كوني لا أبحث عنها بقدر التعلق والبحث عن الأدوار الجماعية والمنافسة المشروعة التي تحدث بين أدوار الفنانين، هنا تكمن المتعة وليست المتعة في البطولة الفردية المطلقة، لذلك تجدني أبحث عن المنافسة في المشاركة في الأدوار الجماعية التلفزيونية دائما”.

ويشير خضر إلى أنه “يتمنى أن يجسد شخصية الأخرس أي أخرس منذ الولادة، أنتظر تجسيد شخصية كهذه كون هذه الشخصيات لديها سلوك خاص في التصرفات والتعامل مع الآخرين، وأنا كنت قريبا من هذه الشخصية حيث كان صديق طفولتي أخرس لذلك أزعم أنني أفهم لغة الصم والبكم قليلا”.

من ناحية أخرى يوضح أنه “قدم عددا من الحلقات على مواقع التواصل الاجتماعي تتناول شرحا للمفردات العراقية الشعبية”. متابعا “كانت غايتي من تقديم حلقات عن المفردات الشعبية العراقية هي إيصال رسالة معرفية إلى عامة الناس وللذين يجهلون معنى بعض المفردات والمصطلحات الشعبية كوني قرأت 12 كتابا في ما يخص أصول اللهجات السامية العراقية، لذلك أحببت أن أشارك خلاصة ما قرأته مع الناس”.

ويكشف خضر عن سر ولعه باقتناء السيارات القديمة قائلا “لدي شغف باقتناء السيارات الأميركية القديمة وأقوم بصيانتها وإعادتها إلى الحياة من جديد، أنا الآن أمتلك سيارة نادرة ‘بويك بارك أفنيو’ موديل عام 1983 فضلا عن سيارتي الحديثة العصرية”.

ويبين أن “كثيرا ما أشاهد نفسي في الشاشة لكنني لا أحب نفسي في الشاشة، كوني أشاهد نفسي بعين الناقد وليس بعين الفنان، لذلك أنا من أكبر النقاد القاسين والأسوأ على نفسي، كثيرا أقسو على نفسي ولا أرحمها حينما أشاهد أعمالي في الشاشة”.

ذو الفقار خضر: كان بالإمكان أن أصبح رساما ماهرا كوني أمتلك أدواتي التشكيلية، إلا أن المسرح قد أبعدني عن هذه الهواية بإرادتي

ويضيف “لذلك حينما شاهدت دوري في مسلسل ‘الكادود’ في رمضان العام الماضي على الشاشة لم أرض عليه، على الرغم من أن الشخصية كانت جميلة ورائعة على الورق إلا أنها على الشاشة لم ترق لي إطلاقا”.

ويؤكد الفنان العراقي أن “المسرح الجاد بحاجة إلى إعادة الثقة بجمهوره، وتشخيص الأسباب الحقيقية التي أدت إلى عزوف الجمهور عن المسرح”، لافتا إلى أن “المسرح أصبح نخبويا من خلال تواجد جمهور أغلبه فنانون ومثقفون وغياب الجمهور من عامة الناس البسطاء الذين كانوا يتسابقون في وقت سابق للحضور إلى المسرح”.

وعن الجيل الجديد من الفنانين يتحدث قائلا “أتمنى على الجيل الجديد من الفنانين الذين جاؤوا بعد جيلنا أن لا ينساقوا ويتأثروا بموجة ‘البلوكرية’ و’الفاشنستات’، ويصبح لديهم هوس في أعداد المتابعين وإغراءات مواقع التواصل الاجتماعي وحب الظهور الفني فقط، بل يجب على الفنان أن يكون مؤثرا بأعماله وما يقدمه من أدوار تؤثر في نفوس المشاهدين”.

ويضيف “المنتجون يتحملون سوء اختيار البعض ممن ليست لديهم الكفاءة والقدرة على الأداء الفني بمجرد أنهم معروفون ومشهورون في مواقع التواصل الاجتماعي”.

ويذكر “خضت تجربة التأليف والإخراج المسرحي، وخطوتي المقبلة ستكون في التأليف الدرامي وسيرى الجمهور اسمي من ضمن كتاب التأليف الدرامي خلال السنة القادمة إن شاء الله”.

وعن أدواره التلفزيونية المقبلة يقول خضر “سأطل على جمهوري من خلال شخصية ‘نسر’ في مسلسل ‘خيط الحرير’ من إنتاج قناة العراقية الفضائية، وهي شخصية سيتعاطف الجمهور معها ويحزن كثيرا بسببها، ولدي مسلسل آخر على قناة أم.بي.سي العراق أجسد شخصية مغايرة عن شخصيتي الأولى؛ شخصية مجرم يقوم بسرقة الأطفال ويبتز الناس وتكون نهايته مأساوية”.

13