الفنان أدهم نابلسي يتوب عن الفن.. جحافل المهللين على مواقع التواصل تثير الجدل

تحولت توبة الفنان الأردني أدهم نابلسي عن الفن لأنه “لا يرضي الله” إلى قضية رأي عام، ليس في الأردن فقط بل في كل الدول العربية، مع تمترس جحافل المهللين بالتوبة للهجوم على كل ذي رأي مخالف.
عمان- أثار إعلان الفنان الأردني أدهم نابلسي اعتزاله الفن جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه اعتبر أن السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة هو أن الطريق الذي يسلكه لا يرضي الله.
وقال نابلسي في مقطع فيديو بثه على صفحته على فيسبوك حاز أكثر من 3.3 مليون مشاهدة خلال أقل من 24 ساعة “أريد أن أخبركم بخبر سعيد جدا بالنسبة لي، فكل شخص لديه أهداف بحياته يسعى إلى تحقيقها، ولكن لا بد للإنسان أن يسأل نفسه بعد تحقيق هذا الهدف: ما الذي يفعله؟ هل هناك أهداف جديدة؟”. وأشار إلى أن “الهدف الرئيسي لوجودنا في الحياة والذي نغفل عنه هو أننا موجودون في الحياة لنرضي رب العالمين، لذلك يجب أن يتسق الهدف مع إرضاء الله”.
وبدأ نابلسي مشواره الفني في عام 2013 حين شجعته والدته على المشاركة في برنامج اكتشاف المواهب “إكس فاكتور” (X Factor)، وكان ضمن فريق الفنان وائل كفوري، واستطاع أن يصل إلى التصفيات النهائية وقتها، لكنه لم يحصل على اللقب، إلا أن ذلك لم يحرمه من الشعبية الكبيرة التي حظي بها، فهو يملك شعبية طاغية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابع قناته على يوتيوب أكثر من 3.75 مليون مشترك، وحققت أغنيته “هو الحب” أكثر من 250 مليون مشاهدة، في حين تملك فيديوهاته على يوتيوب -والتي لا يزيد عددها على 10- نحو 700 مليون مشاهدة، ويتابع حسابه على فيسبوك أكثر من 4.5 مليون شخص، ويزيد عدد متابعيه على إنستغرام على المليونين، أما متابعوه على تويتر فيتخطى عددهم 110 آلاف متابع.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لم يهدأ الجدل وكان لافتا احتفاء رجال الدين من كل الدول العربية بقرار النابلسي. وطالب الداعية الأردني إياد القنيبي الثلاثاء من النابلسي، حذف كل إنتاجه الفني، بعد إعلانه اعتزاله الغناء. وفيما اعتبر معلقون القرار شخصيا أثنى آخرون على الفنان الذي تجاوز الشهرة. وكتب معلق:
فيما أكد آخرون أن الفنان يبحث عن الترند، خاصة أنه حذف أشهر أغانيه من صفحته في يوتيوب قبل شهرين، من دون كشف الأسباب. وأكدت إدارة أعمال نابلسي على أن الأسباب الحقيقية لإخفاء هذه الأغاني هي “استراتيجية تسويقية جديدة” يتبعها أدهم. ودشنت الفنانة اللبنانية مايا دياب هاشتاغ #الفن_مش_حرام. وقالت في تغريدة:
mayadiab@
الفن مش حرام.. الحرام إنكم فيه #الفن_مش_حرام.
وشن متابعون هجوما على مايا، متخذين في عدد من الردود طابعا شخصيا، بلغ حد التنمّر على شكلها. وتمترست “جحافل المهنئين والمهللين” على مواقع التواصل الاجتماعي لتأكيد نظرية أن “الفن حرام” وللهجوم على كل من تسوّل له نفسه انتقاد قرار الفنان أو كلماته.
واتفق عدد قليل من المعلقين مع مايا جزئيا، واعتبروا أن أدهم “يبحث عن الترند”. وضمن هاشتاغ الفن مش حرام، وجهت المغنية السورية فرح يوسف رسالة إلى أدهم النابلسي:
واعتبرت الممثلة الأردنية فداء الكبرا أنه كان بإمكان أدهم نابلسي إعلان خبر اعتزاله الغناء من دون التطرق إلى موضوع الدين والصلاة، معلقة على حسابها على إنستغرام “بلاها الغلاظة والمفاجآت آخر السنة على أساس خلصنا بقا”.
وبالنسبة إلى الكثير من المعلقين فإن السؤال الأكثر خطورة هو “من أقنع أدهم بأن الموسيقى والغناء والفن هي خطايا ‘لا ترضي الله”. وقال حساب:
zeus494@
بالنسبة لاعتزال #أدهم_نابلسي فهو يمارس حريته الشخصية ومش من حقنا الحكم على أفكاره أو محاسبته عليها، لكنه بصراحة خبر مؤسف أن يكرس مجهوده في شيطنة شيء جميل وإنساني وراق كالفن، عن نفسي أحسه غاب عن وعيه وعمل أشياء مش طبعية وما أعتقد أنه بيقدر يعد للعشرة (سنوات).
وكتب المحامي زيد عمر نابلسي موجها الكلام إلى الفنان المعتزل:
من جانبه تساءل الصحافي التونسي مكي هلال في تدوينة على فيسبوك “هل الفن حرام؟ هل غادرتنا رواسب داعش؟”.
وتذكر معلقون الفنان اللبناني فضل شاكر الذي أعلن توبته عن الفن عام 2013 مؤكدا تفرغه للجهاد، قبل أن يتوب عن التوبة ويعود إلى الغناء عام 2016.
وأضاف هلال “كأن مأساة الفنان فضل شاكر ولعب الشيوخ بالرؤوس تتكرر بشكل أكثر دراماتيكية، رغم ما يبدو من أفول لوهج تنظيم داعش وفكره وجاذبيته وتشدده. تأملوا جحافل المعلقين والمهللين بهذه ‘التوبة’ المبكرة على مواقع التواصل الاجتماعي وحالة الازدراء للفن والفنانين والدعاء عليهم عوض الدعاء لهم (حتى الفنانين الحقيقيين أقصد) وستتأكدون أن رواسب التحجر وما بذره داعش وأخواته لم يغادرنا للأسف…هو فقط توارى قليلا بسبب فظاعة جرائمه حينذاك” .